عدد اليوم
خولة علي (دبي)
أثبتت عائشة عبيد الشامسي أنه لا مستحيل مع أصحاب الهمم، فمع الإرادة والتحدي والإصرار، حققت حلمها، ورسمت طريقها في هذا المجتمع، مما ساهم في تحفيز ودفع وتشجيع أصحاب الهمم على تخطي العراقيل وكل ما قد يمنع مواصلة الأهداف وتحقيق النجاح، وقد استطاعت الشامسي التي تعاني ضمور الأطراف الأربعة، أن تنزع عباءة اللا مستحيل، وأن تمارس حياتها بشكل طبيعي، ومارست هواياتها.
وعن إقبالها على البحث والتعلم تقول: إن الإعاقة الحقيقية هي عندما يعيش الفرد بلا هدف ولا حلم وينزوي بعيداً عن الرغبة في خوض تجربة مختلفة، ولا يستطيع بها أن يحدد مساره ويرسم طريقه ويحقق نجاحه، وبالرغم من كون إعاقتي من الإعاقات النادرة وهي ضمور الأطراف الأربعة، إلا أن ذلك لم يمنعني عن محاولة الحركة بوساطة كرسي كهربائي استطيع به أن أواصل حياتي بشكل طبيعي سعياً إلى تحقيق هدفي.
رحلة التأهيل وهي طفلة صغيرة ساهمت بشكل كبير في التعبير عن قدراتها من خلال تجربة التقاط القلم بفمها، وهنا كانت بداية اكتشاف موهبتها، ورغم أن المهمة لم تكن سهلة عليها، إلا أن الأمر كان فيه بعض المتعة وهي ترى الألوان الزاهية تشكل لوحتها الصماء، ومع الخطوط المستمرة والتجارب الواحدة تلو الأخرى، ومن خلال فرشاتها عبرت عن رغبتها في أثبات قدرتها على تحقيق ولو جانباً يسيراً من أحلامها، الأمر الذي دفعها أن تطرق بوابة التعلم الذاتي من خلال التواصل مع فنانين عبر الإنترنت، وأبحرت في عالم الكمبيوتر والبرمجيات، فكانت تستخدم رجلها التي فيها ثلاث أصابع كاليد، في تصليح وبرمجة الكمبيوتر وأجهزة إلكترونية أخرى.
ومن المصاعب التي واجهتها وما زلت تعانيها، عدم توافر معدات طبية ومراكز تأهيلية لإعاقتها، وهي بحاجة لعمل بعض الفحوصات والكشف الطبي على حالتها في مراكز متخصصة في ألمانيا.
ولم يتوقف طموح الشامسي عند هذا الحد، إنما استطاعت أن تحقق بطولات محلية في رياضة البوشيا وهي لعبة شبية بالبليارد مخصصة لمن يعاني إعاقات جسدية، وما يجعلها تستمر في نهجها الدعم المستمر الذي تتلقاه من عائلتها، قائلة: أنا سعيدة جداً بتواجدي في محيط أسرة كرست وقتها وجهدها في رعايتي وتقديم العون لي، منذ لحظة ولادتي إلى يومي هذا، وهذا ما يجعلني دائمة التشبث بالأمل وتحقيق المزيد من النجاحات كما أجد نفسي أيضاً سفيرة وملهمة لأصحاب الهمم.
