السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

زينة يازجي: تراجع "الإعلام" أبعدني.. و"الخديعة" قرار صائب

زينة يازجي: تراجع "الإعلام" أبعدني.. و"الخديعة" قرار صائب
26 أكتوبر 2018 01:01

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

بعد غياب أكثر من عام، تعود الإعلامية زينة يازجي إلى الشاشة الفضية مجدداً، من خلال برنامجها الجديد «الخديعة» على شاشة تلفزيون أبوظبي، واصفة عودتها بالقوية، لأنها تفضل الشأن السياسي والمجتمعي والتنويري في تقديم البرامج التي تحمل قيماً فكرية وإنسانية، معترفة بأن أسباب ابتعادها تعود إلى تراجع الإعلام وإصابته بهزات شديدة متعلقة بالحالتين السياسية والاقتصادية، ودخول الإعلام الجديد والـ«سوشيال ميديا» على دائرة الاستهلاك من قبل المتلقي.
وعن تجربتها مع «الخديعة»، تقول زينة: أولاً أنا سعيدة بالعودة إلى الإعلام، لأنه بالنسبة لي لم يكن يوماً عملاً، بل هو بمثابة شغف وهواية ونقطة قوة وقيمة، منذ درسته وحتى الآن، لكن لا يخفى على أحد أن الإعلام التقليدي العربي والعالمي يتعرض لهزات شديدة هذه الفترة متعلقة بالحالتين السياسية والاقتصادية، وأيضاً متصلة بدخول الإعلام الجديد والـ«سوشيال ميديا» على دائرة الاستهلاك من قبل المشاهد والمتلقي، وهذا خلط الأوراق في المؤسسات الإعلامية الفضائية العربية والمحلية الوطنية، وفي هذا الجو، أصبحت الخيارات ضيقة بالنسبة لي، فأنا أفضل الشأن السياسي الحواري المجتمعي، التنويري والجدلي الذي يحمل قيمة فكرية وإنسانية، وللأسف بسبب التوتر الذي ذكرته والضغط المالي، فإن هذا التوجه من البرامج والإنتاج التلفزيوني اختفى، فالإعلام عندما اهتزت أركانه، طفت فكرة التخلي عن ركائزه الأساسية لينجو، من صحفيين وأصحاب مهنة وخبرة، ووصل الأمر إلى ضياع المؤسسات الإعلامية حول من وماذا تختار؟، من تختار ليقودها ويحمل راياتها؟، وماذا تقدم من برامج؟، حيث أرادت ألا تخسر المشاهد، فنزلت بمستوى البرامج ظناً منها أن هذا ما يرفع نسب المشاهدة، واستقدمت أسماء شهيرة، ولكن لا تمت للإعلام بصلة، وسلمت الإدارة لرجال تجارة وأعمال بدل الإعلام، يقدمون أعمالاً من دون إبداع، وأرقاماً من دون فكر، واستنساخ مواقف من دون إقناع، وهذا أدى إلى تراجع الإعلام عن مكانته بخدمة قضايا المجتمع وإشباع ذوق الناس، وخسارة المزيد من المشاهدة والتأثير.
وأضافت: «الآن اعتقد أننا عدنا إلى تصحيح هذا الانحراف، واستفقنا من الصدمة لنحاول إيجاد صيغ توازن لإعادة تشكيل الإعلام، محافظين على جوهره، بينما نتبنى أدوات وإيقاعات جديدة»، لافتة إلى أنها سعيدة بمشاهدة مختصين بالإعلام عادوا ليترأسوا صناعة القرار الإعلامي، وأصحاب فكر وخبرة يرسمون الخريطة.

قضايا جوهرية
وبالعودة إلى برنامجها الجديد، تقول: عندما عرض علي برنامج «الخديعة» لم أتردد أبداً، بل كنت في غاية الحماس لعودة الإعلام إلى دوره في مناقشة قضايا جوهرية تسكن فكر كل عربي، لتفندها بالدليل، والبحث وليس الصراخ والتجريم، وهذا يشجع ثقافة التفكير وليس التكفير التي هي دليل قصور بالحجة والإيمان والخلق، موجهة شكرها لـ «أبوظبي للإعلام»، على ثقتها في تقديم هذا البرنامج، مشيرة إلى أنها عندما وجدت التحضيرات وشاهدت الديكور والتقنيات للحلقات التي أشرف عليها وأخرجها نبيل اللمعي، ارتاحت كثيراً لمستوى الإنتاج، وبكل تأكيد من قراءة نص الدكتور عمار علي حسن، فوقتها شعرت بأنها أمام برنامج متزن وغني.

قرار صائب
وحول ردود الأفعال التي تلقتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلانها خبر عودتها لتقديم البرامج، تقول: سعدت كثيراً بتهنئة أصدقائي وزملائي الكبار خلقاً وخبرة، وأشكرهم جميعاً على المحبة التي أحاطوني بها، ما جعلني أشعر أن قرار عودتي كان صائباً، والأجمل أني شعرت أنه كان منتظراً، وأيضاً كلمات وآراء الناس ظهرت لي جلياً عندما عبروا عن سعادتهم بعودتي، وهذه كانت فرصة ثمينة لأعرف تقدير الناس لما أقدمه ولصورتي في ذهنهم، فعرفت أنهم يثقون بي وبمصداقيتي وأنهم يحترمون هدوئي وطريقة مناقشتي للقضايا، مشيرة إلى أنها في مقابل ذلك، تلقت بعض ردود الأفعال الهجومية، من قبل جمهور الفكر الإخواني، الذي يرفض النقاش ويدعي الملكية للمعرفة والإيمان.

الإسلام السياسي
وتوضح زينة أنها تركز في «الخديعة» على «الإسلام السياسي»، ومحاربة الفكر الإرهابي بالشرح العلمي وتسليط الضوء على الأساليب العنيفة التي كانوا يتبعونها ومواجهة انحرافات الإخوان، من خلال العديد من الموضوعات التي تناقشها في الحلقات، مثل «الجاهلية»، و«الحاكمية» و«التكفير»، و«المرأة»، و«العزلة الشعورية» و«أسرة إخوانية أم خلية سياسية» و«المرشد»، و«صناعة المظلومية»، لافتة إلى أنها تفضل هذه النوعية من البرامج جريئة الطرح، تنويرية الفكر، مهما تعرضت لانتقادات وهجوم.
وتقول: المواقف دائماً لها ثمن، فلا بد من التحلي بشجاعة تجاهها، ولا بد من وضع حد وكشف جماعات تهدد المجتمعات العربية والمسلمة، بتحولها إلى عصب مسلحة، غاضبة، حاقدة، لا ترحم ولا تسامح ولا تتقدم بالزمن وتريد أن تعود به إلى التاريخ، وكأن كل ما تم اختراعه هو من شر، كأن كل الشعوب الأخرى، بما فيها المسلمة تستحق الموت لأنها كافرة، تريد حبس المرأة في قفص من التحريم، وتشويه الفن وغلق الفكر الإبداعي، وهذا خطر عظيم على شبابنا وأولادنا.

عنف وكذب
صرحت زينة بأنه في برنامجها الجديد تكشف العديد من الحقائق، وتؤكد أن «الخديعة» لا بد وأن تنكشف والحق ينتصر، وعن ذلك تقول: تشدق أصحاب الفكر المتطرف بأقوال وسير ينسبوها إلى الدين، جعل الناس تخاف مناقشتهم، وتلحفهم برداء التقوى المخادع جعل قلوب الشعوب تلين معهم، إلى جانب إظهار أنفسهم بأنهم الضحية دوماً، خلق تعاطفاً في العموم، ولكن عندما تفتح دفاتر التاريخ القريب المليئة بالعنف والكذب والتخطيط لقادة هذه التنظيمات، فأنت تنزع عنهم رداء التقوى ليرى الناس أنهم تنظيمات سياسية وعسكرية تريد السلطة، وليسوا أبداً أولياء الله يدعون للإيمان والخير. وتابعت: ضمن «الخديعة» نأخذ كل مفهوم يتبعه أصحاب هذه التنظيمات، ونسلط الضوء عليه لنشرحه ونشرح لماذا يعتمدونه، مثلاً فكرة الأسرة والزواج من التنظيم نفسه، هي وسيلة أمنية للحفاظ على أسرار المنتسبين لهذه الجماعات، فنرى أنهم يتزوجون من بعضهم بشكل شبه إجباري، وهذا يظهر كم يقتربون من العصابة والخلايا، أكثر مما هم لخدمة الناس ولخيرهم كما يدعون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©