السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«التايمز»: أردوغان يورط تركيا في «مستنقع شرق أوسطي جديد»

«التايمز»: أردوغان يورط تركيا في «مستنقع شرق أوسطي جديد»
6 يناير 2020 00:39

دينا محمود (لندن)

أكدت مصادر إعلامية بريطانية أن إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الزج بجيش بلاده في أتون الصراع الدموي الدائر في ليبيا، لن تنجح في عرقلة مسيرة قوات الجيش الوطني، الذي يواصل تضييق الخناق على الميليشيات المتحصنة في العاصمة طرابلس، والداعمة لحكومة فائز السراج.
وقالت المصادر، إن استصدار أردوغان قراراً من برلمانه يجيز لحكومته إرسال قوات إلى الأراضي الليبية يهدد بـ«اندلاع حرب أوسع نطاقا» هناك ويفاقم الفوضى السائدة في هذا البلد، ويورط تركيا في «مستنقع شرق أوسطي جديد»، بعدما انغمست بالفعل في الصراع السوري منذ أكتوبر الماضي.
وفي تقرير إخباري نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية، وصفت المصادر اعتزام النظام الحاكم في أنقرة إرسال جيشه لإنقاذ حكومة الوفاق في طرابلس، بـ«المغامرة الإقليمية الجديدة لأردوغان»، مُشيرةً في هذا الصدد إلى التحذيرات التي أطلقتها أحزاب المعارضة التركية من مغبة اتخاذ هذه الخطوة.
رغم ذلك، استبعدت «التايمز» أن يجرؤ نظام أردوغان على إرسال قوات على الفور إلى ليبيا. وأبرزت في هذا السياق تصريحات فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، الذي قال إن التصويت الذي جرى في البرلمان بشأن التفويض بالتدخل العسكري لمساندة حكومة السراج، استهدف «إعاقة» تقدم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر صوب طرابلس، في ظل الحملة التي أُطلقت لهذا الغرض قبل تسعة شهور.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن التهديد بإرسال قوات تركية إلى ليبيا وموافقة البرلمان على ذلك، فشلا تماماً في بث الخوف في نفوس قادة الجيش الوطني وحلفائهم، بل أديا إلى مزيد من التفاف مؤيدي المشير خليفة حفتر حول قواته، وإطلاق دعوات «لرص الصفوف من أجل مواجهة أي تقدم تركي بالرصاص».
وأشارت إلى أن أنقرة قدمت بالفعل معدات عسكرية منذ فترة طويلة لحكومة السراج في انتهاك صارخ للحظر الأممي على إمداد الفرقاء الليبيين بالسلاح، تتمثل في الطائرات المُسيّرة المسلحة، موضحة أن الطائرة التركية المُسيّرة التي أُسْقِطَت يوم الخميس الماضي على يد الجيش الوطني الليبي، من إنتاج شركة للسيارات والصناعات العسكرية مملوكة لصهر أردوغان، سلجوق بيرقدار. وأضافت: «لا تقتصر المساعدات العسكرية التركية المشبوهة الموجهة لحكومة السراج على هذا النوع من الطائرات»، مشيرة إلى إقرار أردوغان نفسه خلال الصيف الماضي، بأنه تم شحن آليات عسكرية إلى طرابلس، وكذلك ما أُعْلِنَ عنه قبل أيام، من أنه سيجري قريبا إرسال منظومتيْ دفاع صاروخي إلى حكومة الوفاق التي تحميها الميليشيات.
ويشمل الدعم التركي لهذه الحكومة أيضا، إرسال «متمردين سوريين (متشددين) إلى ليبيا»، في استغلال سافر للأزمة المستمرة في بلادهم منذ نحو 9 سنوات.
وألمحت «التايمز» في ختام تقريرها إلى أن الدعم الذي يقدمه أردوغان لحكومة السراج، لا ينفصل عن مطامعه في احتياطيات الغاز في البحر المتوسط، في ضوء اتفاق التعاون العسكري الذي أُبْرِمَ مؤخراً بين الجانبين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©