عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد ستيفان شوينفيست، مدير شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة، أن الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة دولة الإمارات بالبيانات والإحصاء والمتمثل في توفير جميع الإمكانات والموارد اللازمة لتطوير هذه المنظومة، يجسد الرؤية الثاقبة للقيادة في امتلاك الأدوات المطلوبة لرسم المستقبل.
وقال شوينفيست، في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات بدبي أمس، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمنتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات 2018، ووجود العديد من الوزراء والمسؤولين على أعلى المستويات، يؤكد أن دولة الإمارات عازمة على صنع المستقبل وامتلاك الأدوات اللازمة لذلك والتي تأتي البيانات في صدارتها، لما تشكله من ركيزة أساسية في النمو والازدهار للمجتمعات.
وأضاف شوينفيست أن استضافة دولة الإمارات المنتدى في دورته الثانية شكلت دفعة قوية للانطلاق بأعمال المنتدى إلى مرحلة أكبر في السنوات المقبلة، لاسيما بعد الاهتمام الرسمي الكبير والحضور الواسع.
وقال إن تنظيم المنتدى كان مثالياً في جميع الجوانب سواء على مستوى المحتوى أو على الصعيد اللوجستي، بفضل الدعم القوي من حكومة دولة الإمارات والهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، مؤكداً أن المنتدى رغم كونه عملاً تقنياً تاماً، إلا أن دولة الإمارات تمكنت من خلال الاهتمام الكبير به على أعلى المستويات من جعله منصة جاذبة عبر الجناح الوطني لدولة الإمارات الذي تم من خلاله استعراض الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال البيانات والإحصاء والذكاء الاصطناعي.
وأشار شوينفيست إلى أن تجربة دولة الإمارات في مجال الإحصاء والبيانات وتبني التقنيات المتقدمة وتسخيرها لخدمة العمل الإحصائي وزيادة إنتاج البيانات ذات الجودة العالمية، تشكل نموذجاً يحتذى في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تقوم دائماً بعرض التجارب المتميزة للاستفادة منها من قبل البلدان الأخرى.
وأشاد المسؤول الأممي بإعلان الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء بإنجاز مشروع الخريطة الإحصائية الذكية بالتعاون مع شركة إزري وشعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة، مؤكداً أن هذه الخطوة تشكل نقلة كبيرة في جهود دولة الإمارات لتحقق مؤشرات أجندة أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأكد أن الاعتماد على الجغرافيا المكانية بات أمراً في غاية الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيما أن الاعتماد على البيانات فقط لا يوفر سوى معدلات يمكن القياس عليها عند اتخاذ القرار، أما البيانات الجيومكانية فمن شأنها أن تضيف أبعاداً جديدة عند اتخاذ القرار فيما يتعلق بالبنية التحتية وتحديد المواقع التي تحتاج إلى مدارس أو مستشفيات أو خدمات وفقاً للتوزيع الجغرافي السليم.
وشدد شوينفيست على أهمية قيام الحكومات والهيئات الدولية بتوفير التمويل المطلوب لدعم منظومة البيانات والإحصاءات الرسمية، معتبراً أن الاستثمار في البيانات هو استثمار في المستقبل، وأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب توفير معلومات ذات جودة عالية وإنتاجها بشكل صحيح.
وأوضح أن القطاع الخاص يتعامل مع البيانات باعتبارها مصنع إنتاج، لهذا فإنه ينبغي على الحكومات التعامل معها بنفس النهج إذا ما أرادت الحكومات اتخاذ القرار الصحيح القائم على البيانات المنتجة بشكل سليم، مؤكداً أن ثقة الأفراد في إعطاء بياناتهم للحكومات لا تقارن بالمؤسسات فهم أكثر ثقة بالحكومات من الشركات الخاصة التي تتعامل مع هذه البيانات بشكل مختلف.
وتعد شعبة الإحصاءات بمثابة مركز عالمي للبيانات في جميع المجالات، توفر للعالم معلومات إحصائية مجمعة من قبل مختلف كيانات منظومة الأمم المتحدة. وتلتزم الشعبة بالنهوض بالنظام الإحصائي العالمي عبر جمع ونشر المعلومات الإحصائية العالمية، ووضع المعايير للأنشطة الإحصائية، ودعم جهود البلدان لتطوير نظمها الإحصائية الوطنية. وتسهّل الشعبة تنسيق الأنشطة الإحصائية العالمية وتدعم عمل لجنة الأمم المتحدة الإحصائية.
