أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات تجسد توجهات دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتعزيز الأسس التي قام عليها الاتحاد، وترسيخ التكامل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي لتحقيق المراكز الأولى عالمياً في مختلف المجالات.
وقال معالي محمد القرقاوي، في الكلمة الافتتاحية لأعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي انطلقت في العاصمة أبوظبي أمس: تمثل الاجتماعات السنوية الملتقى الأكبر لأصحاب القرار بالدولة، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والمنتدى الذي يضم أبناء الوطن لتوحيد الجهود وإيجاد حلول للتحديات وإطلاق المبادرات، وتوظيف المقدرات الوطنية في تحقيق الإنجازات. وأضاف أن الدورة الحالية تتضمن محاور ومواضيع نوعية ومستهدفات تعمل لتحقيقها فرق عمل حكومة الإمارات، تجسيداً لوصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتعزيز البيت المتوحد والوصول بدولة الإمارات إلى الرقم واحد.
وتابع وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل: «يجتمع 500 مسؤول حكومي من الجهات الاتحادية والمحلية لمناقشة التحديات التي تواجه الدولة وخططها وطموحاتها المستقبلية، لأن قيادتنا لديها طموحات.. وشعبنا لديه تطلعات.. ولدينا أمانة وتكليف من قادتنا بترسيخ تفوق دولة الإمارات».
وقال القرقاوي: «نودع عاماً حافلاً بالمنجزات، ونستقبل عاماً جديداً مليئاً بالتطلعات، نجتمع قبل أيام من عيدنا الوطني الثامن والأربعين، لنستذكر أنه قبل 48 عاماً من اليوم، وقبل الثاني من ديسمبر من عام 1971 بأيام، كانت هناك أيضاً فرق عمل تصل الليل بالنهار لإنجاز مشروع الاتحاد، دورنا أن نعمل سوياً كفريق عمل واحد، نعمل بنفس الروح، برؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وإخوته أصحاب السمو حكام الإمارات، بتوجيهات وقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لصناعة المستقبل لخمسين عاماً قادمة».
وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، أن دولة الإمارات اليوم ليست كما كانت قبل خمس أو عشر سنوات، والعالم بعد خمس سنوات لن يكون كعالم اليوم الذي تفوقت فيه دولة الإمارات، مشيراً إلى أن الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات تناقش تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل بروح الفريق الواحد وأصحاب الهدف الواحد وإخوة البيت الواحد، لرسم الخطط وتطوير الرؤى لمواجهة التحديات.
وقال محمد القرقاوي: نعيش اليوم تحت ظل قيادتنا في دولة هي الأفضل إقليمياً والأكثر تنافسية عالمياً، الإمارات تتفوق في 100 مؤشر تنموي إقليمياً، وتتصدر خمسين مؤشراً عالمياً، لدينا أفضل بنية تحتية، وتقدمنا في التنافسية العامة إلى المركز الخامس على مستوى العالم. وأضاف: نعيش اليوم في دولة تعتبر الأكثر ارتباطاً بقارات العالم عبر أكثر من 880 ألف حركة جوية سنويا، وأكثر من 130 مليون إنسان يمرون عبر مطاراتنا كل عام، ندير موانئ خارجية أكثر من أي دولة أخرى، وخطوطاً ملاحية تجارية في قلب حركة التجارة الدولية، ولدينا وجود استثماري استراتيجي في أكثر من خمسين سوقاً عالمية، نستضيف أكبر المراكز المالية في المنطقة، ولدينا صناديق سيادية أكبر وأكثر من أي دولة أخرى في المنطقة، ونستقطب أكثر من 22 مليون سائح سنوياً، أكثر من أي دولة في المنطقة.
وتابع وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل: نحن ثاني أكبر اقتصاد عربي، لكننا أكثر اقتصاد عربي توازناً واتزاناً وجذباً للاستثمارات وتعدداً في القطاعات، ونحن الدولة الأولى في جذب المواهب، والدولة الأكثر بناء وتعميراً ومشاريع، والدولة الأسرع في تبني التكنولوجيا، ونحن الدولة الأولى عربياً وإسلامياً في برامج الفضاء والوحيدة التي ستصل للمريخ، والدولة التي تملك أكثر صناعة عسكرية تطوراً في المنطقة العربية، والدولة التي تملك خطوطها الوطنية مجتمعة أكبر أسطول طائرات في العالم، وأكثر مطار دولي ازدحاماً. وقال معاليه: نحن أصحاب منظومة التميز الحكومي الوحيدة المعتمدة عالمياً من أكبر المنظمات الدولية، ونحن الحكومة الأكثر تبنياً للتكنولوجيا، والحكومة الأكثر مرونة تشريعياً، والحكومة الأولى التي تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي ووزراء لمهارات وتكنولوجيا المستقبل، والحكومة الأكثر شباباً في المنطقة، والحكومة التي دربت أكثر من 10 آلاف مسؤول حكومي أجنبي في عام واحد فقط، والحكومة الوحيدة التي لديها رؤية واضحة لخمسين سنة مقبلة.
وأضاف محمد القرقاوي أن حركة العالم ومتغيراته أسرع بكثير مما نعتقد، فنحن في عالم الصعود فيه سريع والتراجع فيه سريع أيضاً، ودولة الإمارات تسعى للكمال والتميز، وحكومتها تسعى دائماً لتحقيق رؤية القيادة في أن تكون الإمارات الرقم واحد عالمياً.
وتطرق محمد القرقاوي إلى عدد من التحديات المحورية التي تتطلب تطوير معالجات استباقية لها، مع مضي دولة الإمارات في مسيرتها التنموية، مشيراً إلى أن أهم التحديات التنموية على الصعيد الاجتماعي تتمثل في التوطين، إذ تشهد الإمارات كل عام تخريج 25 ألف مواطن، ما يطرح تحدي توفير 250 ألف وظيفة خلال العشرية المقبلة.
وقال إن نسبة المواطنين العاملين في القطاع الخاص أقل من 5%، وإجمالي المواطنين من القوى العاملة في الدولة أقل من 10%، وهذا التحدي الذي أشار له صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في رسالة الموسم، يتطلب تكامل وتضافر الجهود لوضع حلول هيكلية طويلة الأجل.
وأشار إلى عدد من التحديات الاقتصادية التي تتطلب تعزيز التكامل والتنسيق، وتطوير خطط اقتصادية موحدة، ومواءمة التوجهات الاقتصادية في مختلف المستويات الحكومية، مثل وجود نحو 40 منطقة اقتصادية حرة في الدولة، ما يتطلب تطوير توجهات لتعزيز تنافسية الإمارات عالمياً.
وقال محمد القرقاوي: إن تجربة الإمارات في العمل الحكومي أصبحت نموذجاً يحتذى به في كثير من دول العالم.. في السياحة والتجارة والموانئ والمطارات والتسهيلات الاستثمارية، ما يحتم علينا أن نطور أداءنا ونوحد جهودنا لترسيخ تنافسيتنا بما يواكب المتغيرات المتسارعة في العالم، عبر توحيد وتنسيق التوجهات الاقتصادية والتركيز على المشاريع الحيوية الاستراتيجية والاستفادة المثلى من مواردنا المالية الوطنية.
الجدير بالذكر أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات تعد المنصة الكبرى والأشمل التي تجمع فريق عمل حكومة الإمارات، تهدف إلى توحيد جهود العمل الحكومي في منظومة واحدة على المستويين الاتحادي والمحلي، لدراسة ومناقشة المواضيع التنموية في الدولة بمختلف المجالات، وإشراك القطاعات الوطنية في وضع التصور التنموي للدولة واستعراض الجهود والبرامج التي تم إنجازها في إطار تحقيق رؤية الإمارات 2021 وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071، بمشاركة أكثر من 500 مسؤول حكومي من متخذي القرار لدعم جهود مواءمة الاستراتيجيات الاتحادية والمحلية والتنسيق فيما بينها، ورفع مستوى الأداء والإنتاجية، وتعزيز الاقتصاد الوطني المستدام القائم على المعرفة والابتكار.