أحمد مرسي (عجمان)
«عجمان.. دار الأمان»، من أصغر مدن الإمارات السبع وتقدر مساحتها بـ 260 كيلومتراً مربعاً، وحدود مائية تصل إلى 600 كيلو متر مربع، وتتمتع بواجهة بحرية رئيسة تعتبر محط جذب وترفيه للزائرين بشريط ساحلي بطول 26 كيلومتراً على شاطئ الخليج العربي.
تأسست عجمان على يد قبيلة النعيم الذين توافدوا إلى المنطقة حوالي عام 1775 وبرزت الإمارة لأول مرة ككيان مُستقل عام 1820 ميلادية، وتولى صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حكم الإمارة عام 1981 خلفاً لوالده المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي الذي حكم في الفترة من 1928 حتى 1981، وهو الحاكم العاشر للإمارة.
تلقى سموه تعليمه المبكر في دبي في عام 1940، ثم توجه إلى القاهرة لإتمام الدراسة، وتوسعت أنشطته السياسية في الإمارة حتى تسلم منصب نائب الحاكم فيها، وهو يعتبر من مؤسسي إمارة عجمان الحديثة، وتابع سموه مسيرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وبدأت الإمارة في عهد سموه حملة لتشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية، والترحيب بجميع الأنشطة الصناعية والاقتصادية، ما كان له بالغ الأثر في زيادة معدلات حركة التطور الحضاري فيها، وتنوع أنشطتها واهتماماتها.
استراتيجية التنمية
تركز استراتيجية حكومة عجمان، على عدد من مسارات العمل الاستراتيجية، لبلوغ أعلى مستويات التنمية، من خلال أداء حكومي متميز وقطاع اقتصادي نشط، متمثل بالارتقاء بأداء وقدرات خمسة قطاعات اقتصادية مختارة وهي: الصناعة، والسياحة، والنقل والإمداد، والتعاقد الخارجي، والعالم، وذلك بوضع وتنفيذ سياسات قطاعية تتناغم مع السياسات الاقتصادية لدولة الإمارات، وتنويع مصادر الدخل، وبما يؤدي إلى زيادة مساهمة عجمان في إجمالي الناتج المحلي للدولة، مع مراعاة خصائص الاقتصاد الأخضر التي تعنى بالبيئة والرفاه الاجتماعي وتطوير بنية تحتية قوية تشمل بنية المدينة والبنية التشريعية ومقومات الحكومة الذكية والموارد البشرية، بإضافة موارد وخدمات عالية الجودة ومرتفعة القيمة المضافة، وخاصة في مجالات الطاقة والتخطيط الحضري، لدعم النمو وزيادة عوائده الإيجابية.
تراث عريق
تجمع عجمان بين تراث عريق يمتد عبر سنوات طويلة من تاريخ الإمارة، وبين حاضر يسعى لتحقيق أكثر صور التطور نمواً وحداثة، وتتوافر في الإمارة مجموعة متنوعة من الفنادق التي تجتذب الآلاف من السياح سنوياً، وتتمتع معظمها بإطلالات على شاطئ عجمان الرملي «الأبيض» الواسع والذي تمت توسعته حديثاً بحيث أصبح من أهم معالم الإمارة، وتضم المدينة العديد من المطاعم الشرقية والغربية الفخمة والمقاهي العالمية المتنوعة، إضافة إلى مراكز التسوق العصرية والمنتشرة في أرجاء الإمارة.
ويعد حصن عجمان أحد المعالم الأثرية في الدولة، ويعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، وينقل واقع الحياة في عصورها المختلفة وقد تم ترميم الحصن وتحويله إلى متحف متكامل يحوي نماذج من المقتنيات الأثرية والصناعات والمهن التقليدية، وصوراً من الحياة الاجتماعية القديمة.
وتعمل الإمارة على أن تكون مركز جذب تجاري واستثماري، ينعم سكانها بالسعادة والرفاه المجتمعي، وتتحول إلى واحة للاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، وتزخر الإمارة بالعديد من المعالم السياحية والتاريخية ومنها: متحف عجمان، قلعة مصفوت، بوابة مصفوت، الحصن الأحمر.
مصفوت والمنامة
تنعم الإمارة الأصغر مساحة، بتنوع سياحي واضح، اكتسبته من المناطق التابعة لها في مصفوت والمنامة، حيث تتميز مصفوت، والتي تقع في جنوب دولة الإمارات بالقرب من حتا، على بعد 90 دقيقة سفر بالمركبة من مدينة عجمان 110 كم إلى الجنوب الشرقي، بأرضها الزراعية الخصبة وجودة حجر الرخام فيها، وقد ساعد مستوى ارتفاعها عن سطح البحر، في أن يكون مناخها أبرد، أما منحدراتها الصخرية فهي تجذب متحمسي نشاطات الهواء الطلق ومحبي الطبيعة وتشكل المناطق الريفية ذات الطبيعة الجبلية المحيطة بالمدينة مكاناً مثالياً للمشي وركوب الدراجات الهوائية في الجبال والتنزه واستكشاف الوديان، وتشتهر المدينة بتربتها الخصبة والزراعة، وبوديانها الفسيحة مثل وادي غلفا، وبالجبال المحيطة بها كجبل دفتا وجبل ليشن، كما وأن للإمارة أهدافاً مستقبلية لجذب المزيد من الزوار إلى محيط المدينة الطبيعي الجميل مع مشاريع تطوير فنادق وحدائق ومطار دولي خاص بالإمارة.
وتبعد مدينة المنامة، نحو 60 كم من مدينة عجمان باتجاه الشرق وبمحاذاته، وتتمتع بأماكن جاذبة للسياحة لما تتميز به من مناخ معتدل، وطبيعة خلابة ويحتاج الوصول إليها لساعة سفر عبر المركبة من مركز الإمارة، كما وأنها تتمتع بالهدوء والسكينة، يلفها إحساس بالهدوء والسكينة مما يجعلها ملاذاً شائعاً لسكان المدينة، وكذلك عشاق الطبيعة باستكشاف المناظر الطبيعية المحيطة والمزينة بالأكاسيا والغاف وزهور السيدر وأشجار السمر التي تجذب النحل الآسيوي، بينما يمكن لهواة التاريخ أن يقوموا بزيارة القلاع التاريخية الثلاث في المكان.
رؤية مستقبلية
كما هو الحال في الإمارات بصورة عامة، فالإمارة لديها رؤية مستقبلية «عجمان 2021»، حققت منها الكثير، وفق دائرة التنمية السياحية بالإمارة، ركزت على بناء مجتمع سعيد يساهم في بناء اقتصاد أخضر، تحفزه حكومة متميزة منسجمة مع رؤية الإمارات 2021، والأجندة الوطنية، وروح الاتحاد، من خلال مجتمع متلاحم منطلق بروح إيجابية، وفخور بتراثه معتز بقيمه، ويتواصل بمسؤولية مع عناصر بيئته، وأفراده متعلمون، طموحون، ويساهمون بفعالية في تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة، كما وأن الاقتصاد الأخضر هو حركة اقتصادية نشطة، تسهم في دفع مسيرة التنمية المستدامة، لتحقيق الرفاه والازدهار في مجالات الحياة كافة، تشجعه في ذلك سياسات وحوافز حكومية عصرية وشاملة، ووفق الرؤية، يتسم العمل الحكومي في عجمان بالكفاءة والفعالية، ويعكس في نتائجه متطلبات المجتمع وبيئة الأعمال، وتحكم عملياته سياسات ذكية وتشريعات صلبة وأطر علمية.
نهضة اقتصادية
تشهد إمارة عجمان حالياً نهضة صناعية، وتشتهر بامتلاكها لأكبر ورشة لإصلاح السفن على مستوى الدولة، ويعتبر كل من ميناء عجمان والمنطقة الحرة في عجمان من المعالم الاقتصادية البارزة في المنطقة ومؤشراً لتطور أعمالها.
ميناء جديد
وتخطط الإمارة لإنشاء ميناء جديد، مزمع تنفيذه في منطقة الزوراء شمال الميناء الحالي، بتكلفة إجمالية تتراوح بين 1.5 مليار وملياري درهم، يحتوي رصيفاً بحرياً بطول 500 متر، وجسر ارتباط بطول ثلاثة كيلومترات، وبعمق أكبر يصل إلى 12 متراً للتعامل مع سفن تصل حمولتها إلى 5000 حاوية.
التحول الذكي
وفقاً للواء الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي، القائد العام لشرطة عجمان، فإن تركيب الكاميرات جاء وفق مشروع «عجمان دار الأمان»، وهي كاميرات ذات تقنيات عالية وبرامج تحليلية ترتبط بغرفة العمليات بالقيادة العامة تم تركيبها في المناطق الحيوية والشوارع العامة كافة، وكذلك في الأبنية السكنية والمؤسسات والمصانع والشركات وغيرها من المناطق والمنشآت الحيوية، وأن هناك 104 شركات معتمدة في الإمارة خاصة بالكاميرات، وفق مواصفات وشروط محددة تخضع لأنظمة وتقنيات حديثة، وتهدف إلى تعزيز الأمن في الإمارة وضبط الجريمة. كما قامت القيادة العامة لشرطة الإمارة وضمن مشروعها «عجمان دار الأمان» بإطلاق عدد من «الدوريات الشرطية» تحت مسمى دوريات «أمان» بدأت عملها في المناطق السكنية، بالإضافة للعديد من المبادرات الأمنية المتنوعة التي تصب جميعها في إقرار الأمن والأمان بالإمارة.
تميــــــز
للتميز نصيب كبير من الجوائز في عجمان، فلم يمر وقت طويل إلا وتتزين الإمارة بجائزة وتقدير محلي وعالمي في العديد من المجالات والأنشطة، لعل من بينها أهمية على المستوى المحلي خلال الفترة القريبة الماضية، زينت لوحة تصنيف «الخمس نجوم» مركز خدمات المرور والترخيص بعجمان، في ضوء اختيار المكان ضمن قائمة أفضل خمسة مراكز عن مستوى الخدمات في البلاد، وذلك من بين 600 مركز خدمة حكومي، وضمن التقرير الذي أعلن نتائجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ودشن حينها سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، غرفة العمليات الجديدة في مركز خدمات المرور والترخيص بالإمارة.