عدد اليوم
أشرف جمعة (أبوظبي)
على الرغم من أن مغامرات الرحالة الغربيين، في الجزيرة العربية، نتج عنها عدد ضخم من الكتب التي تعرضت لتاريخ المنطقة، ونظمها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية، إلا أنها لم تحط بكل مكونات المنطقة، لكن هذه الرحلات أكدت تسامح أبناء الجزيرة العربية، وتقبلهم للآخر، والرغبة في مساعدته، على عادة إكرام الضيف، وإطعامه، ومن ثم إيواءه وتقديم كل سبل العون له، وعلى هامش ندوة «رواد المشرق -الرحالة الغربيون والجزيرة العربية»، في المجمع الثقافي، التقت (الاتحاد) عدداً من الباحثين والمفكرين والأساتذة الأكاديميين، الذين أكدوا حقيقة التسامح العربي، الذي كلل رحلات هؤلاء الرحالة بنجاح في جزيرة العرب.
يقول الدكتور موسى الهواري، رئيس قسم تطوير المجتمعات في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: اتسم أهل الإمارات بالانفتاح والتسامح وقبول الآخر منذ زمن بعيد، لذا اجتذبت بلادهم الكثير من الرحالة الغربيين، الذين زاروها في فترات مختلفة، فسجلوا مشاهداتهم عنها في كتاباتهم وعبر عدسات الكاميرا، ووثقوا الكثير من المعلومات عن طبيعة الحياة لأهل الإمارات.
ويورد د. فهد عبدالله السماري، المستشار بالديوان الملكي، الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، المشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في المملكة العربية السعودية، أن الثقافة العربية هي ثقافة القيم والارتباط بالمجتمعات المحيطة بها، وفي الجزيرة العربية اكتشف الرحالة الغربيون المبادئ الإنسانية العميقة، التي ترسخت في نفوس أبنائها، وعندما يقرأ الجيل الجديد هذه الرحلات يتضح أنه لم تكن هناك عدائية للآخر، بل تعكس الرحلات كل أنواع الكرم والاعتناء.
وتذكر شانتال صليبا أبي خليل، الإعلامية في قناة سكاي نيوز عربية، أن تاريخ الجزيرة العربية كله يشهد بأن أبناء هذه المنطقة جبلوا على التسامح الإنساني، وأنه من خلال اطلاعها على تاريخ الرحالة الغربيين في بلاد العرب، تبين لها أن احتواء الآخر كان سمة سائدة في التعامل مع هؤلاء الرحالة.
ويبين الدكتور مصطفى سليمان، أستاذ الترجمة الفورية في جامعة ماينز بألمانيا، أن الكثير من المصادر الموثقة في رحلات الرحالة الغربيين إلى الجزيرة العربية، أظهرت أن العديد من سكان المنطقة كانوا بمثابة الدليل الحي للرحالة في كل تحركاتهم.
