عبد المنعم العامري يجدد تمسكه بالأغنية التراثية

على امتداد حلقته الأخيرة لهذا الموسم، استضاف برنامج “جلسات إمارات إف إم” ليلة الثلاثاء الفائت، الفنان الإماراتي عبد المنعم العامري، في سهرة طربية فائقة الروعة، غنى الضيف من جديده “أزعلك”، و”الوداع” كما لوَّن الجلسة بمجموعة من أعماله القديمة، ومن المخزون التراثي الذي ينتمي له بإصرار، لتكون المحصلة لائقة ببرنامج إذاعي متميز، تمكن من اجتذاب شريحة واسعة من المستمعين، وأغوى العديد من نجوم الغناء بتقديم أفضل ما لديهم في جلسات مؤنسة تبقى نكهتها المميزة في الذاكرة طويلاً. انتقل العامري من كرة القدم نحو الغناء والتلحين إثر تعرضه لإصابة، فأجاد اللعب مع الكلمة كما أتقنه مع الكرة، قدَّم في بدايته الفنية ألحاناً لكبار من أهل الساحة الفنية، أمثال أبو بكر سالم، محمد عبده، ميحد حمد، وفيصل العلوي، وكان لنجاح ألحانه أن دفعه لاحتراف الفن بعد أن كان الأمر لايتعدى الهواية في بدايته. لقب «الأسطورة» كانت أولى الخطوات الاحترافية للعامري بتمثيل الإمارات في مهرجان الأغنية العربية في الأردن عام 1995، وذلك بعد تكليفه من وزارة الإعلام والثقافة بذلك. وفي العام التالي أمكن للجمهور الإماراتي أن يتعرف جيداً إلى الفنان القادم حديثاً إلى عالم الفن عبر ألبومه الأولى المعنون “غنوة”، أما ألبومه الثاني “تريد الهوى” الذي أبصر النور في العام 1998 فقد حقق نجاحاً متخطياً للتوقعات، حيث أمكن اعتبار الأغنية التي نسب الألبوم لها بمثابة منصة انطلاق فنية لعبد المنعم العامري في الفضاء الإماراتي والخليجي عامة، لتكر سبحة الانجازات لاحقاً ولتترسخ عبرها مكانة العامري بوصفه فناناً مجداً، ولتتراكم الإنجازات أيضاً فيكون في رصيد الفنان عشرة ألبومات نظامية، إضافة إلى مئات الأغاني الخاصة المتنوعة بين الوطني والوجداني، كما أضافت مشاركاته في العديد من المهرجانات المحلية والخارجية الكثير إلى رصيده الفني، وبخاصة مهرجاني صلالة ومسقط في سلطنة عمان. بحيث أطلق جمهوره عليه لقب “الاسطورة”. مزاج المتلقي في دردشة مع “الاتحاد” سبقت جلسة الثلاثاء الفائت كشف العامري عن مشاركته مؤخراً في حلقة من برنامج “تاراتاتا” لتكريم الفنان ميحد حمد، متوقعاً أن تكون الأغنيتان اللتان تضمنهما “ميني ألبومه” الجديد محط قبول المتلقين، خاصة أنه راعى عبرهما خصوصية مزاج المتلقي، وقد تولى بنفسه وضع اللحن للأغنيتين: الأولى “أزعلك” التي كتب كلماتها الشاعر هلال العامري، والثانية “الوداع” من كلمات الشاعر “إماراتي وافتخر”.. وأوضح رداً على سؤال أن اعتماد أسلوب “الميني ألبوم” مرتبط بانخفاض المنسوب الانتاجي في الساحة الفنية، إثر إحجام الشركات المنتجة عن خوض هذا الغمار جراء تراجع عوائده المادية، مشيراً إلى أن حضور الفنانين لم يتأثر بفعل هذه الحيثية المستجدة، وإن صار من الضروري أن يأتي الإنتاج مراعياً للمناخ السائد في الساحة الفنية. مفاجأة عيد الفطر وقال العامري إن أغنية “أزعلك” جرى تصويرها في لندن، واعداً جمهوره بمفاجأة فنية في عيد الفطر هي عبارة عن أغنية من التراث الإماراتي، رفض الإفصاح عنها كي تبقى محتفظة بقدرتها على الإدهاش، لكنه أوضح أنها ستكون أغنية مصورة في أماكن إماراتية ملائمة، تحمل الكثير من الإشارات المعبرة التي تتكامل مع الأغنية. في سياق مواز دافع العامري عن انحيازه للون التراثي في أغانيه، مؤكداً أن للإرث الثقافي والحضاري ديناً في ذمم الفنانين المعاصرين، ويتوجب عليهم الإيفاء به، وأضاف: “أن شهرتي في العالم العربي تحققت اعتماداً على الأغنية الإماراتية التراثية، ولست مستعداً للتنكر لهذه الأغنية سعياً وراء حداثة مزعومة.