محمد حامد (دبي)
حينما تبدأ معركة صدارة المجموعة الثانية لدوري الأبطال بين البارسا وإنتر ميلان الليلة في الكامب نو، تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية صوب «فرنسي البارسا» الذي يعتقد البعض أنه حصل على أكثر مما يستحق، و«أرجنتيني الإنتر» الذي يستحق تقديراً جماهيرياً وإعلامياً أكبر من ذلك الذي يحصل عليه، الأول هو عثمان ديمبلي الذي لم يتمكن من التعبير عن موهبته بصورة يشعر معها عشاق البارسا، أنه سيكون واحداً من نجوم المستقبل في مرحلة الفراغ الكبير الذي سوف يتركه الأيقونة ليونيل ميسي، والثاني هو ماورو إيكاردي الذي يراه البعض المهاجم الأفضل في العالم في الوقت الراهن.
ديمبلي سوف يكون أمام الفرصة الأهم في مسيرته مع البارسا من أجل إثبات الذات، في ظل غياب ميسي المصاب، وربما تتحول الفرصة إلى كابوس يعمق الشكوك حول النجم الفرنسي البالغ 21 عاماً، والمنتقل لصفوف الفريق الكتالوني مقابل 145 مليون يورو، والذي أحرز 9 أهداف فقط في 34 مباراة، وهو معدل لا يليق بلاعب يحمل صفة مهاجم، ويرتدي قميص الفريق الذي يلعب له ميسي صاحب المعدل الذي يقترب من هدف في كل مباراة.
ومن المرجح أن يقود ديمبلي وكوتينيو وسواريز هجوم برشلونة في موقعة الليلة، والتي تقام ضمن مباريات الجولة الثالثة لمرحلة المجموعات بدوري الأبطال، وسط مخاوف من لدغة أفاعي الإنتر في ظل غياب الساحر ميسي، ويكفي أن إيكاردي قالها بلا مواربة: غياب ليو يجعل المباراة أكثر تكافئاً بين الفريقين، وهو تصريح واقعي إلى حد كبير بالنظر إلى أن النجم الأرجنتيني يصنع الفارق في غالبية مباريات الفريق الكتالوني.
ويستعين فالفيردي بثلاثي وسط من أصحاب الميول الدفاعية والقدرة على دعم الهجوم في نفس الوقت، وهم بوسكيتس، والبرازيلي المتألق آرثر، ومعهما الكرواتي راكيتيتش، وفي الدفاع الرباعي سيرجي روبرتو في الجهة اليمنى، وألبا يساراً، وفي قلب الدفاع الثنائي بيكيه، ولينجليت، ويحمى عرين الفريق العملاق الألماني تيرشتيجن.
على الجانب الآخر، يحل الإنتر «النيراتزوري» ضيفاً على الكامب نو بمعنويات مرتفعة، عقب الفوز المثير بالديربي الميلاني على حساب الميلان، وهو الفوز الخامس على التوالي لفريق الإنتر في بطولة الدوري الإيطالي، مما يؤكد أنه عائد بقوة لدائرة الكبار في دوري بلاده، كما نجح فريق الأفاعي في الفوز بـ 6 نقاط من مباراتين في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال، ما يجعله يشارك البارسا صدارة المجموعة التي تضم معهما توتنهام وآيندهوفن.
التشكيلة المتوقعة للإنتر في موقعة الليلة سوف يغيب عنها نجم الوسط ناينجولان، وهي ضربة موجعة للفريق الإنتراوي، إلا أنه سوف يخوض المباراة بعقلية البحث عن الفوز، فالضربة التي تلقاها برشلونة بإصابة وغياب ميسي تفتح أبواب الأمل، وهو ما أكده إيكاردي الذي أضاف: خسارة كبيرة ألا يكون ميسي موجوداً، فمن الرائع دائماً أن تلعب أمام نجوم كبار مثل ميسي، هو أحد أفضل نجوم كرة القدم في الوقت الراهن، ولكن في الوقت ذاته هي فرصة سانحة لنا لكي نواجه البارسا بطموح الفوز، فالأمور تصبح أكثر سهولة في غياب ليو.
ومن المتوقع أن يبدأ ثالث الدوري الإيطالي موقعة الليلة بتشكيلة تضم، هاندانوفيتش حارساً للمرمى، وأمامه للدفاع فرسالجكو، ودي فري، وسكرينار، وأسامواه، وفي وسط الملعب فيتشينو، وبروزوفيتش، وكاندريفا، وفاليرو، وفي الهجوم بالدي، وإيكاردي، ولم يتحدد موقف النجم الكرواتي بريسيتش الذي تم استبداله في الديربي الميلاني بسبب الإصابة، وعلى الرغم من أنها ليست إصابة خطيرة، إلا أن موقفه يظل غامضاً حتى ما قبل المباراة.
وبعيداً عن حسابات الحاضر، تكتسب موقعة الليلة بعضاً من جاذبيتها، من أنها تقام بين فريقين تمكنا من الفوز بدوري الأبطال 8 مرات من قبل، فقد توج البارسا باللقب 5 مرات آخرها في موسم 2014 - 2015، في حين فعلها الفريق الإيطالي 3 مرات آخرها في موسم 2009 - 2010، وهو الموسم التاريخي الذي شهد فوز «الأفاعي» بثلاثية المجد الدوري والكأس ودوري الأبطال تحت قيادة جوزيه مورينيو، وأكمل أفضل مواسمه على مدار تاريخه بالفوز بالسوبر الإيطالي، ومونديال الأندية في أبوظبي، ومنذ عام 2010 لم يتذوق الإنتر طعم أي بطولة سواء محلية أو قارية.
وفي عام 2010 شهد الكامب نو موقعة تاريخية بين البارسا وإنتر ميلان، كان بطلها الأكبر مورينيو الذي تمكن من تجاوز الفريق الكتالوني وتأهل إلى نهائي البطولة القارية، على الرغم من خسارته بهدف، إلا أنه كان قد حقق الفوز في إيطاليا بثلاثية لهدف، ويخوض الفريق الإيطالي مباراة الليلة متسلحاً بذكريات موقعة 2010 التي كانت نقطة تحول في تاريخه، وفي المقابل يستعيد البارسا ذكريات هذه المباراة لتحفزه على الثأر والانتقام.