27 يوليو 2011 23:14
اختتمت أمس الأول في المسرح الوطني بأبوظبي فعاليات دورة “إعداد الممثل” التي أقامتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وجمعية المسرحيين الإماراتيين بالتعاون مع مسرح بني ياس، واشترك في الدورة 29 متدربا كان منهم 6 متدربات على مدى 25 يوماً اعتباراً من الثالث حتى السادس والعشرين من يوليو الجاري، وحاضر في الدورة كل من المخرج الدكتور حبيب غلوم والمخرج علاء النعيمي والمخرج محمد العامري كمحاضر خارجي وبإدارة الفنان حميد المهري.
وتم في ختام الدورة توزيع شهادات التخرج على الممثلين المتدربين بعد أن قدموا عدداً من الفعاليات الحركية المسرحية التي اعتمدت الموسيقى والتعبير عن لغة الجسد ومدى تلاؤم هذين العنصرين في حركة الممثل، من حيث السرعة والبطء وبانسجام جماعي وفردي مع الحركة التي كان يقودها الفنان المخرج حبيب غلوم.
كما اشتغل الفنانون المتدربون خلال اختتام الدورة على موضوعات عدة منها كيفية تمثل المتدرب للجهد والألم والمعاناة التي حاول المتدربون تجسيدها ضمن وضعيات مختلفة أمام الحضور من الصحفيين والمهتمين بالمسرح الذين حضروا ليشهدوا فعالية التخرج.
وحاول المتدربون وفق برنامج معد سلفاً أن يتمثلوا صوت الضحك والبكاء والصراخ والنداء بشكل عال لاختبار قدرة الفنان المسرحي على تجسيد المشهد الذي يحاول فيه استخدام أقصى طاقته الصوتية لتوصيل صوته إلى المشاهد في أبعد زاوية في قاعة العرض.
وخلال مشاهد التدريب الأخيرة في ختام الدورة أكد حبيب غلوم أن هذا الختام غير تقليدي، إذ المعروف أن ختام أي دورة مسرحية يصاحبه حفل تخرج المتدربين بينما ارتأى القائمون على الدورة أن يكون التدريب واستمراره الفاعل هو خير حفل وختام للدورة.
وأضاف غلوم “عادة ما تقوم الدورات والورش المسرحية استعداداً لتقديم عمل مسرحي وكأنها أقيمت من أجل ذاك العمل الذي سيشترك فيه الفنان المتدربون أما في هذه الدورة التي أقمناها فإن غايتها إعداد الممثل لمستقبل فني يؤدي فيه أي دور يسند إليه وليس مفصلاً ليؤدي دوراً في مسرحية واحدة فقط، أي أننا نعد ممثلاً للمستقبل”.
وتحدث حبيب غلوم مع المتدربين عن موضوعة القلق والعصبية والصمت، وقلد المتدربون أصوات النداء بوصفه أحد العناصر الذي يقدم صورة واضحة عن قوة صوت الممثل الذي من الضروري التدرب عليه.
وقال غلوم “قدمنا للشباب المتدربين خلال شهر كامل أساسيات علم المسرح وهي مفاصل مهمة منها الحركة وكيفيتها ولغة الجسد وطريقة التعبير بها ومفهوم الإيماءة والتواصل البصري والمخيلة والتنفس والإلقاء وعلم البانتومايم.
وأضاف: “لقد استغللنا كل لحظة في هذه الدورة لنقدم للمتدرب معلومة إضافية وحاولنا أن نؤكد على ضرورة تجريد الممثل من الخوف عبر الضحك والكلام”. وتقدم غلوم بالشكر إلى المخرج محمد العامري الذي شارك كمحاضر خارجي وقدم تجربته في الإخراج المسرحي وذلك خلال يومين متواليين.
وقال المخرج علاء النعيمي لـ “الاتحاد” أنا سعيد جداً بهذه الورشة وأتوقع أن يدخل بعض شباب الورشة الذين تم اختيارهم للمشاركة في عمل مسرحي جديد لمسرح بني ياس استعداداً لمهرجان الشباب”.
وأضاف “أعتقد أن من تم اختياره ولم يعلن عنه لحد الآن قد تأسس بشكل صحيح واعتبر هؤلاء بذرة صحيحة لزيادة دعم فرقة مسرح بني ياس بالكوادر الشابة لأنهم اشتغلوا على هذا الفن بشكل علمي”.
ويكمل “لقد ركزنا في هذه الدورة على إعداد الممثل وكيفية تهيئته لأداء أي دور يناط به مستقبلاً، وأنا أتفق مع الدكتور حبيب غلوم على أن معظم الورش التي تقام تبدأ بإعداد الممثل لعمل مسرحي في نهاية الورشة، بحيث تتحول الورشة إلى بروفات أو تدريبات لغاية محدودة وخاصة، وبالتالي في حال انقضاء المسرحية وعرضها يجد المتدرب نفسه غير مستفيد مطلقاً مما قدم إليه، أما نحن هنا وفي هذه الدورة فقد توجهنا بشكل آخر وهو تقديم المعرفة العلمية المسرحية للمتدرب كي يؤدي أي نص يقدم إليه، وهذا هو المغزى المهم من الورشة”.
ويواصل النعيمي”إن نتاج الورشة يمكن أن نلمسه عبر محبة هؤلاء الشباب للمسرح ورغبتهم في دخول معتركه بشكل قوي كونهم يتنافسون الآن لدخول الأعمال المسرحية في المستقبل القريب”.
من جهة أخرى التقى الممثل الفنان عبدالله بن حيدر رئيس مجلس إدارة مسرح بني ياس بالمتدربين في ختام أعمال الورشة وتحدث معهم عن علاقة الممثل بالمسرح وأهمية عدم انقطاعهم عن المسرح مستقبلاً، وتحدث معهم عن مسرح الشباب الذي أقامه مسرح بني ياس وحول المشاركة في مهرجان الطفل المقبل ومهرجان الشارقة المسرحي، وتمنى أن يكون الكل أعضاءً في مسرح بني ياس.
من جانبه، قال حميد المهري أمين سر مسرح بني ياس حول اختيار المجموعة التي ستنضم إلى مسرح بني ياس من المتدربين أنهم تم اختيارهم لملاءمتهم للنص الجديد الذي سيقدمه المسرح، وأكد أن الدورة لم تنته وسوف يوجه مسرح بني ياس رسائل خاصة إلى من تم اختيارهم.
المصدر: أبوظبي