المهدي الحداد (الدار البيضاء)
تحقق حلم الشارع المغربي، بتأهل فريقين محليين إلى دور الثمانية لكأس محمد السادس للأندية الأبطال، بعدما حجز الرجاء البيضاوي وأولمبيك أسفي تأشيرتي التأهل من الدار البيضاء وتونس توالياً، عقب تجاوزهما للوداد البيضاوي والترجي التونسي، في مباراتين قمة في الإثارة، خصوصاً الديربي المغربي، الذي كان مجنوناً وهتشكوكياً على جميع الأصعدة.
النسور وقّعوا على إحدى أفضل المباريات في تاريخهم الكروي، وبصموا على أجمل ديربي في العقدين الأخيرين، حينما تمكنوا من قلب طاولة التأخر 4-1 إلى تعادل 4-4 في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، بعدما عادوا من بعيد، ونسجوا «ريمونتادا» عالمية، بتسجيل ثلاثية في ربع ساعة، وضعتهم في سجل المتأهلين، وجنبتهم خسارة كانت ستكون كارثية وتاريخية ضد الغريم، الذي أصابه التهاون والتراخي في الدقائق الأخيرة، ودفع ثمن سوء التركيز، وفراغ وسط ميدانه بغياب 5 لاعبين أساسيين للإصابة والإيقاف غالياً.
وأبى الانتصار مجدداً أن يحسم موقعة الديربي، ويحالف أحد الفريقين إياباً، بعدما حكم على مواجهتهما ذهاباً بالتعادل 1-1، رغم أن الكفة كانت تميل لمصلحة الوداد، الذي تقدم بملعبه برباعية عبر النهيري والحسوني والكعبي وأووك مقابل هدف وحيد لمتولي، قبل أن يثور الرجاء بعدها بشكل عجيب وهيستيري، حتى عدل لاعبوه الكفة بوساطة أحداد ومتولي ومالانجو، ليتحول استاد محمد الخامس ومدينة الدار البيضاء إلى عاصفة خضراء من الأفراح، بتأهل أنطولوجي للرجاء، وإقصاء مر جداً للوداد، عجز مدربه الصربي، زوران مانولوفيتش، عن تفسيره وشرح ما حدث خلال آخر 15 دقيقة، رافضاً التعليق على السيناريو المجنون، ومطالباً الإعلاميين والجمهور بفهم ما وقع بأنفسهم كونهم أذكياء، ومؤكداً أنه لم يشاهد في حياته فريقاً يقوم بريمونتادا على فريق آخر بنفس قيمته ومستواه، ولو تعلق الأمر ببرشلونة وريال مدريد، بينما وصف جمال السلامي، مدرب الرجاء، وصانع التأهل، النتيجة بالمستحيلة في عالم الديربي، مؤكداً أن الإصرار والروح القتالية وعدم الاستسلام أوصل اللاعبين لتحقيق المراد حتى آخر نفس، واصفاً الانتفاضة الخضراء بالأعجوبة التي ستبقى راسخة في تاريخ النادي، وكرة القدم المغربية والعربية.
وفي قمة ثانية، لم تقل إثارة وتشويقاً، فجّر أولمبيك أسفي المغربي مفاجأة الموسم، بعدما أطاح بالترجي التونسي بمعقله برادس، عقب الفوز عليه بركلات الجزاء 4-2، بعدما تجدد التعادل الإيجابي 1-1 إياباً، في لقاء بطولي للقرش، الذي قاوم واستبسل في الدفاع، وكان خطيراً في المرتدات، ومتقدماً في النتيجة عبر عبد الغني معاوي، قبل أن يعدل الغاني كوامي الكفة لأصحاب الأرض، ليفلح الزوار في استدراج الترجي إلى ركلات الترجيح، التي حسمت هوية المتأهل، وعصفت للموسم الثاني برأس بطل تونس، بعدما لُدغ من نفس الجحر مرتين، ومن ذات الدور، وبنفس السيناريو في المسابقة العربية، لينسحب بطل أفريقيا، ومعه وصيفه الوداد بصورة حزينة وغير متوقعة، وهما اللذان شربا من نفس كأس المرارة، وودعا البطولة مبكراً للعام الثاني توالياً، بعدما كان الجميع يتوقع وصولهما إلى المربع الذهبي أو النهائي، والمنافسة على اللقب.