عبد الرحيم حسين، علاء مشهراوي (القدس المحتلة، غزة)
كثف المستوطنون، بحماية من قوات الاحتلال، هجمتهم الشرسة ضد أهالي مدينة الخليل، حيث يحتفل المستوطنون بعيد يُطلق عليه «سبت سارة»، فيما أغلق الاحتلال الحرم الإبراهيمي بوجه المسلمين لصالح المستوطنين، يأتي ذلك فيما تشهد كافة المحافظات الفلسطينية غداً يوم غضب شعبي تنديداً بالقرارات الأميركية باعتبار المستوطنات شرعية وغير مخالفة للقانون الدولي.
واعتدى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين وطواقم الهلال الأحمر في حي «تل الرميدة» بالبلدة القديمة في الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث أصيب الطفل الرضيع محمد حسن طنينة «عام ونصف العام» بجروح بحجر في رأسه، و4 مواطنين آخرين بالاختناق بالغازات في هجوم نفّذه مستوطنون على المواطنين بالحي.
وهاجم عشرات المستوطنين عدة منازل لعائلة أبو شمسية بالحجارة والزجاجات الفارغة ونكّلوا بالمواطنين داخلها بحماية قوات الاحتلال مما أدى إلى إصابة العديد منهم. كما أصيب صباح أمس، عدد من تلاميذ المدارس بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال باتجاههم، في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، حيث أطلق جنود الاحتلال المتواجدين على حاجز «أبو الريش» وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع خلال توجه التلاميذ إلى مدارسهم. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أنّ طواقمها الطبية تعرّضت للاعتداء على يد المستوطنين أثناء تقديمها الإسعافات الأوّلية للمواطنين المصابين. وتتزامن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين مع أحد الأعياد اليهودية التي يُحيونها، ويحتفلون فيها بالاعتداء على الفلسطينيين، ويتعرض المواطنون باستمرار لاعتداءات من المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية بحماية الاحتلال. وفي السياق، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة. وقالت المصادر الفلسطينية، إن المستوطنين قاموا بجولات استفزازية في باحات الأقصى، وتلقوا شروحات حول «أسطورة الهيكل» وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال التي تفرض إجراءات مشددة على دخول المصلين. ويتعرض المسجد الأقصى بشكل شبه يومي لسلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة، وعلى فترتين صباحية ومسائية، فيما تزداد وتيرة تلك الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية.
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، 7 فلسطينيين خلال محاولتهم الدخول لأراضي 48 شمال مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.
وقالت مصادر فلسطينية: إن «جنود الاحتلال على بوابة جدار الفصل العنصري في بلدة قفين شمال طولكرم اعتقلوا المواطنين وهم عمال لدى دخولهم من البوابة واحتجزوهم ثم نقلوهم إلى جهة مجهولة».
في غضون ذلك، تشهد كافة المحافظات الفلسطينية غداً الثلاثاء يوم غضب شعبي تنديداً بالقرارات الأميركية وآخرها اعتبار المستوطنات شرعية وغير مخالفة للقانون الدولي، حيث دعا قادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، كوادرهم للمشاركة بالفعاليات التي ستنطلق خلال الأسبوع الجاري للتعبير عن رفض كافة المخططات الأميركية بحق القضية الفلسطينية.
وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إن الحركة والقوى الوطنية وضعت برنامجاً ومخطط حراك ميداني على الصعد كافة خلال الفترة القادمة، من أجل تصعيد عملية التصدي للاحتلال في ظل الانتهاكات غير المسبوقة، مشدداً على أنه لا يمكن على الإطلاق الاستمرار بهذه المعادلة القائمة. وأوضح العالول أن «الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال عبارة عن مجموعة عصابات يصدرون ويرتكبون العديد من الجرائم ضد شعبنا والتي وصلت حد القتل». وأعلن أن القيادة في سياق الذهاب إلى إنهاء كافة الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل في ظل الجرائم والانتهاكات المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، مشدداً على «ضرورة تغيير الوضع الراهن لحماية القضية الوطنية ومستقبل أطفالنا، ولذلك لابد من الضرب بعرض الحائط لكل الاتفاقات التي عقدت مع الجانب الإسرائيلي».
وفي سياق آخر، تزايد عدد الوحدات الاستيطانية التي تم بناؤها على أراضي الفلسطينيين والتي يتم الاستيلاء عليها في الضفة الغربية، خلال العقد الأخير، إلى نحو 20 ألف وحدة استيطانيّة. ووفقاً للمعطيات التي نشرها مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل، فقد تم تشييد ما مجموعه 19,634 وحدة استيطانية في العقد الأخير، قرابة النصف منها في مستوطنات معزولة.
واحتل عام 2016 المرتبة الأولى في عدد الوحدات التي جرى تشييدها بتشييد 3211 وحدة، أما في عام 2017 فقد جرى تشييد 1697 وحدة.
الوزراء العرب يبحثون اليوم التصدي للخطوة الأميركية
تبحث الدورة غير العادية لوزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة اتخاذ موقف عربي جماعي ومنسق للتصدي للخطوة الأميركية الأخيرة، باعتبار أن الاستيطان الإسرائيلي غير الشرعي لا يتعارض مع القانون الدولي. وأكد بيان لجامعة الدول العربية، أمس، أهمية هذه الدورة غير العادية لوزراء الخارجية العرب.
وقال سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، رئيس قطاع فلسطين، إن الاجتماع الوزاري ليس فقط من أجل تقييم الخطوة الأميركية، وإنما لاتخاذ المواقف والخطوات التي أصبحت تتطلب تجاوز الإدانة، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة القرار الأميركي.
وأكد سعيد أبو علي أن الموقف العربي الذي سيصدر عن الوزراء سيكون موقفاً عربياً جماعياً منسقاً، كما أنه سيكون جزءاً من الموقف الدولي في التصدي للخطوة الأميركية، وفي ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية للانتصار للحق الفلسطيني بتأكيد الحقوق الفلسطينية على المستوى الدولي.
وأوضح المسؤول العربي أن هناك خطة عمل عربية متواصلة لنصرة القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن اجتماع الوزراء يأتي في إطار خطة التحرك العربي سياسياً وإعلامياً وقانونياً للتصدي للموقف الأميركي، وإبطال تداعياته على مستوى العالم.
وشدد على أن الاجتماع الوزاري سيناقش كيفية التعامل مع الخطوة الأميركية العدائية تجاه الشعب الفلسطيني، والمنتهكة بصورة جسيمة للقوانين والشرعية الدولية، معتبراً أن السياسة والموقف الأميركي يعد بمثابة محاولة لشرعنة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلافاً للمنظومة القانونية والمواثيق الدولية.