21 يناير 2012
ليبرفيل (أ ف ب) - تستهل السنغال حملتها لإحراز اللقب الأول في تاريخها بقمة نارية هي الأولى في النسخة الحالية أمام زامبيا التي لا يختلف هدفها عن أسود التيرانجا وترصد بدورها الكأس للمرة الأولى أيضاً. وهي المرة الخامسة التي يلتقي فيها المنتخبان في الكأس القارية وتميل الكفة إلى زامبيا التي فازت مرتين وبنتيجة واحدة 1-صفر في الدور الثاني لنسختي 1990 في الجزائر و1994 في تونس عندما خسرت زامبيا النهائي أمام نيجيريا، فيما كان الفوز حليف السنغال مرة واحدة وبالنتيجة ذاتها في الدور الأول لنسخة 2002 في مالي. وانتهت المباراة الخامسة بالتعادل صفر-صفر في الدور الأول عام 1990 في الجزائر.
والتقى المنتخبان 9 مرات بينها 4 مرات في تصفيات كأس العالم وفازت السنغال مرتين مقابل خسارة واحدة وتعادل واحد. عموما، يتعادل المنتخبان في الانتصارات برصيد 3 لكل منهما وانتهت 3 مباريات بالتعادل.
على الورق، تبدو السنغال الأوفر حظا لكسب النقاط الثلاث بالنظر إلى مشوار الرائع في التصفيات والذي حجزت به بطاقتها عن جدارة واستحقاق بفارق 5 نقاط أمام الكاميرون صاحبة 4 ألقاب قارية.
وتعج صفوف السنغال بالنجوم خصوصاً في خط الهجوم بقيادة ديمبا باهداف نيوكاسل الانجليزي حتى الآن هذا الموسم ووصيف هداف البوندسليجا الموسم الماضي مع هوفنهايم، والقائد مامادو نيانج المتوج بدوري أبطال آسيا العام الماضي مع السد القطري وموسى سو هداف ليل الفرنسي والمتوج معه بالثنائية الموسم الماضي وبابيس ديمبا سيسيه الملتحق الخميس إلى نيوكاسل قادماً من فرايبورج الألماني، ودام ندوي (كوبنهاجن الدنماركي).
وضربت السنغال بقوة في التصفيات وحجزت بطاقتها على حساب الكاميرون لتؤكد عودتها إلى العرس القاري بعد غياب عن النسخة الأخيرة في أنجولا. وحققت السنغال 5 انتصارات في مجموعتها مقابل تعادل واحد وتصدرت عن جدارة بفارق 5 نقاط أمام الكاميرون العريقة ونجمها صامويل إيتو.
كما أن السنغال كانت صاحبة ثاني أفضل خط هجوم في التصفيات برصيد 16 هدفاً بفارق 3 أهداف فقط خلف ساحل العاج صاحبة افضل خط هجوم. والسنغال كانت أيضا صاحبة ثالث أفضل خط دفاع حيث دخل مرماها هدفان فقط (عندما فازت على مضيفتها جمهورية الكونغو 4-2) بفارق هدف واحد فقط خلف صاحبي افضل دفاع ليبيا وغانا. وقال مدربها المحلي أمارا تراوري: “هدفنا بلوغ دور الأربعة، وبالنظر إلى العناصر التي نمتلكها حاليا فانه بامكاننا تحقيق ذلك”. وأضاف: “لكني واثق بأننا نملك منتخبا قوياً قادراً على إحراز اللقب، صحيح إننا لسنا مرشحين بقوة لذلك في ظل وجود أبرز مرشحين للكأس، ساحل العاج وغانا، لكننا نملك طموحاً كبيراً لمقارعتهما”. وتابع: “لقد أنهينا التصفيات دون خسارة، ويجب أن نعمل على تحقيق ذلك في النهائيات”.
وأعاد المنتخب الحالي لـ”أسود التيرانجا” إلى الأذهان الجيل الذهبي لعام 2002 والذي كان يضم في صفوف المدرب الحالي تراوري حيث خسر نهائي نسخة مالي أمام الكاميرون وبلغ الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان معاً للمرة الأولى في تاريخه وفي أول مشاركة له أيضا. لكن زامبيا بقيادة مدربها الجديد القديم الفرنسي هيرفيه رينار لن تكون لقمة سائغة خصوصا وأنها تحن إلى إنجازها عام 1994 عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب القاري الأول في تاريخها لكنها خسرت أمام نيجيريا 1-2 في المباراة النهائية في تونس.
ولم تذق زامبيا حلاوة اللقب قط لكنها تلعب دائماً دوراً هاماً في النهائيات وتبلغ أدواراً متقدمة، وهي أهدرت فرصة احراز اللقب مرتين الأولى عام 1974 في مصر عندما خسرت أمام الزائير (الكونغو الديمقراطية حالياً) صفر-2 في المباراة النهائية المعادة (تعادلا في الأولى 2-2)، والثانية عام 1994 في تونس. كما إنها حلت ثالثة ثلاث مرات أعوام 1982 في ليبيا، و1990 في الجزائر، و1996 في جنوب إفريقيا.
وأقالت زامبيا مدربها الايطالي داريو بونيتي بعد يومين على قيادته المنتخب إلى النهائيات بعدما انهت مجموعتها الثالثة في الصدارة برصيد 13 نقطة وبفارق نقطة عن ليبيا التي حجزت بطاقتها كأحد افضل وصيفين.
واستعانت زامبيا وتحديداً رئيس اتحادها النجم السابق كالوشا بواليا بالمدرب رينار الذي كان قادها إلى ربع نهائي نسخة أنجولا قبل أن يترك منصبه للانتقال إلى تدريب اتحاد العاصمة الجزائري. ولبى رينار نداء بواليا خصوصاً وأن الأخير كان سبباً في شهرته لأن المدرب الفرنسي لم يكن معروفاً على الساحة التدريبية، وكانت تجربته الوحيدة في المجال شغله منصب مساعد مواطنه كلود لوروا على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الغاني في نسخة 2008 وأنهاها في المركز الثالث على حساب ساحل العاج.
وكان بواليا اتخذ قراراً شجاعاً بتعيين رينار على رأس الإدارة الفنية لمنتخب بلاده عام 2008 مباشرة بعد اختياره رئيسا للاتحاد الزامبي، فكانت البداية جيدة عندما نجح في قيادة زامبيا إلى التعادل مع مصر 1-1 في القاهرة في أولى مباريات التصفيات، لكنه حقق نتائج مخيبة فيما بعد خصوصا خسارته أمام الجزائر ذهابا وايابا وأمام الفراعنة في لوساكا، فارتفعت الأصوات مطالبة بإقالته معتبرة وجوده على رأس الجهاز الفني غير مجد وعقيم. لكن كالوشا أصر على بقائه وكان رينار عند حسن ظنه فقاد زامبيا للمرة الأولى إلى ربع النهائي منذ عام 1996 والسابعة في تاريخها، وكان قاب قوسين أو أدنى من قيادتها إلى دور الأربعة لولا خسارته أمام نيجيريا بركلات الترجيح.
ويبدو أن الفشل في بلوغ دور الأربعة عام 2010 لا يزال حاضراً في أذهان رينار، لأنه وضع نصف النهائي في نسخة 2012 هدفا له. وقال في هذا الصدد: “بامكاننا منافسة جميع المنتخبات، نحن ذاهبون إلى النهائيات بمنتخب أفضل من الذي كنا نملكه قبل عامين”، مضيفاً: “عندما تلقي نظرة على اللاعبين تشعر بالحماس والإرادة القوية والعمل الشاق والجاد الذي يبذلونه، نحن في قمة تركيزنا ومستعدون للتحدي”.