حاتم فاروق (أبوظبي)
نجحت «ستراتا» لتصنيع أجزاء وهياكل الطائرات في أن تكون سفيراً فوق العادة لشعار «صنع بفخر في دولة الإمارات» في مختلف أرجاء المعمورة، بعد عشر سنوات من العمل تمكنت من تسليم 3 آلاف شُحنة مكونة من 50 ألف قطعة من أجزاء هياكل الطائرات المصنّعة لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية.
وبعد انتهاء العقد الأول، أكدت «ستراتا» عزمها المضي قدماً نحو المزيد من التوسع والنمو في خطوط الإنتاج وعقد الشراكات مع كبرى شركات صناعة الطيران العالمية، لتكون من المساهمين بقوة في تطبيق خطة التنويع الاقتصادي والنهضة الشاملة والمستدامة التي تشهدها إمارة أبوظبي.
وبالتزامن مع احتفالات الشركة بمرور عشر سنوات على التأسيس، أكد معالي خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة «مبادلة للاستثمار»، أن شركة «ستراتا» تمثل قصة نجاح وطنية مزجت بين الكوادر الوطنية الشابة التي تتميز بالشغف والطموح وبين أرقى الخبرات العالمية في قطاع صناعة الطيران».
وأعرب المبارك عن اعتزازه بقدرة الشركة الوطنية على تطوير تقنيات ومنتجات في مدينة العين ضمنت لها مكانة متميزة في قطاع صناعة الطيران العالمي، مضيفاً أن «ستراتا» أصبحت تجسد طموحاتنا الوطنية لتنويع اقتصادنا وتحقيق رؤيتنا الاقتصادية الشاملة والمستدامة.
قال حميد الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في شركة «مبادلة للاستثمار»:
«لا يقتصر دور ستراتا على دعم جهود تطوير قطاع صناعة الطيران في أبوظبي، بل يمتد كذلك إلى السعي المتواصل لتطوير كوادرها الوطنية».
وأضاف أن الشركة كرست شعار «صنع بفخر في الإمارات».
وأكد الشمري أن الكوادر الإماراتية الشابة تشكّل أكثر من نصف القوى العاملة في الشركة، منوهاً بأن الكوادر المواطنة من قاد النمو الكبير لـ«ستراتا» في العقد الماضي.
من جانبه، قال خالد عبدالله القبيسي، الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران، والطاقة النظيفة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في «مبادلة للاستثمار»: «منذ انطلاق عملياتها قبل عشرة أعوام، تمكّنت ’ستراتا‘ من ترسيخ مكانتها كنموذج مثالي على مستوى المنطقة في تطبيق أعلى معايير الابتكار وتوظيف أرقى التقنيات الصناعية».
وأضاف القبيسي: «من خلال فوزها بعقود تصل قيمتها إلى 7.5 مليار دولار من كبريات شركات صناعة الطائرات العالمية مثل بوينج وايرباص، تضطلع ستراتا بدور ريادي في قطاع صناعة الطيران بدولة الإمارات، وتساهم بقوة في دفع نمو اقتصاد مدينة العين من خلال شراكاتها المثمرة والتزامها بتحقيق رؤيتها وأهدافها».
أما بدر سليم سلطان العلماء، رئيس وحدة صناعة الطيران في شركة «مبادلة للاستثمار»، فأكد أن «ستراتا» تبنّت منذ تأسيسها، رؤية واضحة لقطاع صناعة الطيران تقوم على توظيف أحدث التقنيات لإنتاج أجزاء هياكل طائرات عالية الجودة.
وعزا العلماء الفضل في تحقيق «ستراتا» لهذه المكانة الريادية إلى جهود موظفينا الحريصين على تقديم أفضل المنتجات، وتكريس مكانتها كمثال ريادي يحتذى في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وحلول التصنيع الذكية.
وقال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة: «تلعب شركة (ستراتا) للتصنيع دوراً بارزاً على المستوى العالمي في مجال صناعة الطيران، وحرصاً منا في جامعة خليفة على تطوير مهارات الطلبة وتوفير الدعم لهم في مجال البحوث المتعلقة بصناعة الطيران فقمنا بعقد شراكة استراتيجية مع (ستراتا) تجسدت في بتأسيس مركز بحوث وابتكار الطيران في الجامعة، والذي يتم فيه تطوير تكنولوجيات متطورة تسهم في وضع دولة الإمارات على الخريطة العالمية للابتكار والبحوث في مجال بحوث الطيران وتطوير صناعة هياكل الطائرات».
وأضاف الحمادي، أن المركز يهدف لإيجاد حلول للتحديات الصناعية في هذا المجال الحيوي، خاصة وأن البحوث في صناعة الطيران تعتبر إحدى دعائم اقتصاد المعرفة في الدولة، في وقت تسعى فيه الدولة لأن تصبح مركزاً للتقدم والابتكار في مجال صناعة الطيران.
الكوادر الإماراتية تقود صناعة هياكل الطائرات
تلعب الكوادر الإماراتية دوراً مهماً في مسيرة «ستراتا» خلال عشر سنوات، بفضل ما توفره الشركة من مقومات النجاح وإبراز مهاراتهم لتوفير حلول مبتكرة ذات قيمة مضافة لشركات صناعة هياكل الطائرات، حسب إسماعيل عبد الله الرئيس التنفيذي للشركة.
وأكد عبد الله بالتزامن مع مرور عشرة أعوام على التأسيس، أن نجاح «ستراتا» ينعكس من خلال التزامها المطلق بموظفيها الذين يشكلون أحد أهم العناصر في الشركة، إذ أسهمت جهودهم في تعزيز مكانة الشركة كمزود أساسي لأجزاء هياكل الطائرات على المستوى العالمي.
وأضاف أن نسبة توطين الكوادر الوطنية بالشركة تجاوزت في الوقت الراهن 58% من إجمالي الموظفين، منهم 87% من النساء.
وذكر أن المرأة تتميز بحضور قوي في مصنعنا القائم في مدينة العين، حيث تمكنت المرأة الإماراتية من تولي المهام المختلفة في الشركة على الصعيدين الفني والإداري، ويمثلن الإماراتيات العاملات في وظيفة مشرف فريق 60% من إجمالي مشرفي الفرق لدى الشركة، ست منهن يعملن في وظيفة مشرف مبتدئ وأربع في وظيفة مشرف.
ومن الكوادر الإماراتية، التقت «الاتحاد» مع عدد من المهندسين والمهندسات العاملين بالشركة، حيث أكدت مريم الكويتي، مهندسة تصنيع أنها من أوائل المهندسين الإماراتيين الذين تم منحهم فرصة زيارة شركة بوينج في الولايات المتحدة للاطلاع على عملية تصنيع المثبت العمودي لطائرات بوينج B787، وهو خط الإنتاج الذي سوف تقوم شركة ستراتا بتصنيعه بحلول عام 2020.
وتقول مريم «عملت بجانب المهندسين في شركة بوينج لإتمام المهام الهندسية اليومية المتعلقة بتصنيع المثبت العمودي لطائرات بوينج B787، بهدف نقل المعرفة إلى شركة ستراتا في مدينة العين».
أما نصيفه العامري، فهي من المهندسات المواطنات المكلفات بالعمل مع أقسام مختلفة في «بوينج»، وتقول «قمت بالالتحاق بسلسلة من الدورات التدريبية المكثفة التي تضمنت فهم عمليات التصنيع، والواجبات المتعلقة بكيفية أداء العمل كمهندس في بوينج».
وتتولى منيرة خالد عبدالله منصب مشرف الجودة حيث بدأت منيرة مسيرتها المهنية كفني أجزاء هياكل الطائرات واكتسبت مهارات مختلفة في مجال الصناعة مما مكنها من الارتقاء لمنصب مشرف الجودة.
وتقوم منيرة حالياً بالإشراف على جودة أجزاء هياكل الطائرات التي تشحن لشركتي إيرباص وبوينج، بالإضافة إلى الإشراف على فريق يتكون من مختلف الجنسيات.
وتعتبر زينب المهدي أول إماراتية تحصل على تصريح لقيادة الرافعات الشوكية وأول إماراتية تعمل في وحدة أفران الأوتوكليف وهي وحدة الأفران التي تتعرض فيها المواد المركبة إلى ضغط وحرارة شديدين تصل إلى 250 درجة مئوية لمدة 6 ساعات تقريبا حتى تتحول إلى أجزاء هياكل الطائرات.
وتعمل هند أمين، مهندس في قسم البحث والتطوير ويتمحور عملها حول تطوير التكنولوجيا التابعة لعدة مشاريع مثل الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد، كما تعمل على مشروع آر إف آي دي وتستخدم هذه التكنولوجيا ترددات الراديو لأغراض تحديد وتتبع الأجزاء آليا.
وتقول هند إنها خريجة هندسة طيران وتلقت تدريبا في شركة بوينج في الولايات المتحدة لمدة خمسة أشهر.
أما سعاد عبد الله، فتعتبر أول مهندسة إماراتية تعمل في وحدة التجميع لبرنامج الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات إيرباص أي 330 كما تعمل على الدعم الفني لعمليات التصنيع اليومية والمساهمة في مبادرات ستراتا المتعلقة بضبط التكاليف.
وتعد سعاد إحدى المهندسات التي تم اختيارهن للالتحاق ببرنامج تدريبي تابع لشركة بوينج في الولايات المتحدة لمدة ثمانية أشهر، بهدف نقل المعرفة وتبادل الخبرات.
وبدوره، يعمل محمود البلوشي كمختص في وحدة آلات القطع والتشذيب، الوحدة التي تقوم بقطع الأجزاء الزائدة لأجزاء هياكل الطائرات وتشذيبها.
كما يعمل محمود مع فني تصنيع أجزاء الطائرات في الغرفة النظيفة للتأكد من أنهم قادرون على استلام المواد المركبة لتصنيع أجزاء هياكل الطائرات بما يتماشى مع متطلبات الشركات العالمية لصناعة الطائرات.
وانضمت إيمان الملا، مهندسة حاصلة على ماجستير هندسة وإدارة النظم من جامعة خليفة عام 2016، لشركة ستراتا في 2017، وخلال فترة قصيرة تمكنت من إثبات نفسها في كثير من البرامج الخاصة بتصنيع أجزاء هياكل الطائرات.
وتقول الملا إن الفرصة أتيحت لها للعمل على 3 برامج مختلفة لكبريات شركات صناعة الطائرات في العالم، وهي إحدى المهندسات اللاتي التحقن ببرنامج بوينج التدريبي المخصص لتدريب مهندسي شركة «ستراتا».