المهدي الحداد (الدار البيضاء)
تتجه أنظار الجمهور العربي عامة، والمغربي بشكل خاص اليوم إلى ملعبي رادس بتونس ومحمد الخامس بالدار البيضاء، حيث الصدام الأول بين أولمبيك أسفي ومضيفه الترجي التونسي عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت أبوظبي، وبعده بساعة وعند العاشرة، سيكون الموعد مع ديربي «كازابلانكا» المثير بين الوداد والرجاء، وذلك ضمن إياب دور الـ 16 لكأس محمد السادس للأندية الأبطال.
مباراتا الذهاب لم تعرف أي فائز، بعدما ساد التعادل الإيجابي 1-1 أحداث اللقاءين معاً، مما يبقي جميع الاحتمالات مفتوحة والتكهنات واردة، خصوصاً في المعركة المحلية بين الأحمر والأخضر المشوقة والغامضة، بينما يملك الترجي التونسي، الأفضلية على الورق في المواجهة الثانية للتأهل أمام أولمبيك أسفي الفاقد للخبرة في المواعيد الدولية الصعبة، لكنه متسلح بالقتالية والعزيمة والرغبة في خلق أكبر مفاجأة.
ويمني الجمهور المغربي النفس للحضور بفريقين في دور الثمانية، إذ يسعى ليكون قرش أسفي مفترساً وعنيداً ويعود بتأشيرة العبور من قلب رادس، رغم المهمة العسيرة التي تنتظره في ظل تمرس لاعبي «الدم والذهب» وعدم استعدادهم لأن يلدغ من الجحر مرتين، بعدما ودعوا المسابقة من نفس الدور الموسم الماضي بالتعادل ذهاباً ضد الاتحاد السكندري ذهاباً في مصر 1-1 وإياباً بتونس 2-2، الشيء الذي يثقل كاهل زملاء حمدي الهوني بالضغوطات لتحقيق الفوز لا غير وانتزاع بطاقة التأهل بأي ثمن.
هذا الأمر أكده المدرب معين الشعباني، الذي قال في تصريحات إعلامية إن فريقه يملك عقلية الانتصار ويتوفر على مجموعة من الحلول التكتيكية، مشيراً أن الغيابات الوازنة التي يشكو منها الترجي، خاصة في قلب الدفاع بإصابة العميد شمام وبن رمضان وإيقاف يعقوبي، لن تحول في وجه البحث عن الانتصار وتسجيل الأهداف مع تأمين الشباك والاستفادة من جاهزية اللاعبين البدلاء.
بينما اعتبر محمد الكيسر مدرب أولمبيك أسفي المهمة بالمعقدة وغير المستحيلة، مؤكداً أن فريقه حل بتونس منذ يوم الأربعاء الماضي بمعنويات عالية ودون ضغط نفسي، وبصفوف مكتملة بحثاً عن تفجير المفاجأة وتكرار سيناريو الرفاع البحريني، حينما عاد الأولمبيك بالفوز 1-0 من المنامة.
أما موقعة الديربي الصاخبة، والتي يتطلع إليها المغاربة بشغف وترقب لمعرفة السفير القوي الذي يملك حظوظاً وافرة لبلوغ النهائي والمنافسة على اللقب، فقال عنها مدرب الوداد زوران مانولوفيتش: «نسينا لقاء الذهاب والتعادل الإيجابي ونفكر فقط في كيفية الحصول على التأهل، صحيح أن 0-0 تكفينا لكننا لن نغامر ولن نتراجع للوراء، سنلعب بهدوء وبنجاعة للخروج بالنتيجة التي نطمح إليها، وسنضطر مجدداً للتعامل بذكاء مع الغيابات الثقيلة التي باتت حليفنا منذ أسابيع».
وحاول جمال السلامي مدرب الرجاء تخفيف الضغط عن لاعبيه المطالبين بالهجوم والتسجيل قائلاً: «الديربي له طعم خاص، سأكتشفه اليوم كمدرب بعدما تذوقت حلاوته سابقا كلاعب، لا أحد يقبل بالهزيمة التي تؤثر كثيراً على المشوار بعدها، ورغم أنني حديث العهد في منصبي ووجودي بالرجاء لا يتجاوز أسبوعين، إلا أن الأجواء ليست غريبة عني، وقد حضرت رفقة جهازي الفني اللاعبين ذهنياً على الخصوص للمباراة، أما الأوراق التكتيكية والخطة فسأكشف عنها مع صافرة البداية، وأتمنى أن تكون مباراتي الرسمية الأولى مسك الانطلاق وحافزا ليأخذ الفريق طريقه الصحيح، والناجع في مختلف البطولات التي نلعب فيها هذا الموسم».