فاطمة عطفة (أبوظبي)
الفنون الحديثة تتصدر معرض «فن أبوظبي»، ويطالع الزوار في صالة «أثر» أعمال الفنانة الفلسطينية السعودية دانة عورتاني، وقد صممت هذه الأعمال خصيصاً لمعرض «فن أبوظبي» بإشراف المقيم الفني عمر خليف. وجاءت وكأنها طقوس تأمل صوفي خلال ممارسة دانة لإبداعها الفني.
وتضم هذه الأعمال ست لوحات تشكل الدائرة مركز رسومها، وتتكرر بأقطار وألوان ومواقع مختلفة، متداخلة في لوحة ومتجاورة في لوحة أخرى، وجميعها مشغولة بخيوط ذهبية، وهي تدل بدقة ومهارة على مدى الجهد الكبير الذي أخذته في إنجازها.
في هذه الأعمال استخدمت الفنانة عورتاني الورق المصنوع يدويا والذي أعيد تدويره من بقايا خيوط مصانع النسيج. وتعرض هذه اللوحات الأوجه المتعددة لعملها، وتظهر أهمية دور الهندسة المقدسة كلغة بصرية. ومن خلال هذه الأعمال، تسلط دانة الضوء على الدائرة كرمز للكمال ومصدر للتوحيد وتعبر عنه بفنية جمالية عالية، حيث تبدأ جميع رسوماتها وتنتهي داخل الدائرة، وهي تعبر من خلال ذلك عن التعددية داخل التفرد. ومن خلال اختيارها العودة إلى نقاء الدائرة، فهي تتأمل في الفعل البسيط لإعادة التشريع الواعي كشكل من أشكال الاستبطان.
وتقول أبرار من غاليري «أثر»: إن هذه الأعمال الفنية تعبر عن «البحث عن الهدوء» إلى تخطي الحدود التقليدية في رسم المنمنمات التقليدية والتعرف على لغات جديدة للتعبير، وتكون أكثر مرونة وتلقائية وغير مقيدة. وأشارت أبرار إلى أن الفنانة دانة بأعمالها هذه التي جاءت بعنوان: «اتحاد النار والماء»، تجمع بين نقيضين مختلفين، كما أنها تشكل مقاربة مدروسة بعمق لتشجيع المشاهدين على المشاركة بنشاط في تصميم اللوحات.
وفي صالة عرض «ديزاينز 81» سبع لوحات تعود إلى المؤسسة الاجتماعية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، وهي أعمال رسمها الفنان التونسي على جدران المخيم وكتب فيها أبياتا من قصائد الشاعر محمود درويش، ثم نقلت هذه الأشعار على قماش الكانفاس وأنجزت بالتطريز التراثي الفلسطيني بأيدي النساء الفلسطينيات، ويعود ريعها إلى المؤسسة الاجتماعية التي تدفع رواتب هؤلاء النساء اللواتي أنجزن هذه الأعمال الفنية.