الأربعاء 23 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 34 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نزول القرآن على سبعة أحرف تشريف للأمة الإسلامية

23 يوليو 2013 21:51
أحمد شعبان (القاهرة) ـ نزول القرآن على سبعة أحرف كان تشريفا للأمة الإسلامية وبيان لسعة رحمة الله وعنايته بها بأن يسر عليها كتابه غاية ما يكون التيسير، وهو ما أشار إليه فضيلة الشيخ عبد العزيز النجار من علماء الأزهر في قوله: من الأحاديث التي تتخذ عن قراءة القرآن الكريم على سبعة أحرف ما ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان عند بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وان أمتي لا تطيق ذلك. ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا» وأكد الله تعالى ذلك في قوله: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر). الأسانيد الصحيحة هذا الحديث يبين فضل الله تعالى على الأمة الإسلامية في التخفيف عليها في تلاوة القرآن الكريم ورحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفقته على أمته، ويؤكد أن القراءات السبع أو العشر جزء من الأحرف السبعة، وأن الأحرف السبعة نسخ بعضها بالعرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يبين الحديث فضل هذه الأمة في الحفاظ على القرآن الكريم وقراءاته المتعددة بالأسانيد الصحيحة. وهذا الحديث يتعلق بتيسير الله تعالى تلاوة القرآن الكريم على سبعة أحرف، وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة الواردة في الأحاديث على آراء عدة، منها أنها سبع لغات من لغات العرب واختلفوا في تحديد هذه السبع، فقيل قريش، وهذيل، وتميم، وهوزان، وكنانة، واليمن، ومنها أنها سبعة أوجه من الأمر والنهي، والوعد، والوعيد، والجدل، والقصص، والحلال، والحرام، والمحكم، والمتشابه، وهناك رأي يقول: إن العدد المذكور في الحديث ليس على سبيل الحصر، وإنما هو رمز إلى ما ألفته العرب من معنى الكمال في هذا العدد والإشارة إلى الكثرة أو أن المراد بالأحرف السبعة هي القراءات السبع وهذا الرأي ضعيف، لأن القراءات أكثر من ذلك بكثير أو أنها سبعة أوجه من الوجوه التي يقع فيها الاختلاف في اللغة العربية باعتبار أن القرآن نزل بلغة العرب، فلا بد وأن يكون جامعاً للأساليب العربية إفراداً وتركيباً حتى يكون ملزماً لهم بالحجة الدامغة، وهذا هو رأي المحققين من علماء القراءات أمثال الإمام أبي الفضل الرازي والإمام ابن الجزري، وهو الذي رجحه إمام القراء أبو عمرو الداني. تصريف الأفعال والأوجه السبعة هي: اختلاف الأسماء بالإفراد، والتثنية، والجمع، والتذكير، والتأنيث، والاختلاف في وجوه الإعراب وفي تصريف الأفعال، والاختلاف، بالتقديم، والتأخير، والإبدال وبالزيادة، والنقصان، واختلاف اللهجات مثل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...)، «سورة الحجرات: الآية 6»، قرأت «فتبينوا» من التبين كما قرأت «فتثبتوا» من التثبت وهما قراءتان متواتران. ونزول القرآن على سبعة أحرف له حكم في ذلك، من أهمها تيسير القراءة والحفظ والفهم على قوم يصعب عليهم النطق بلغة لم تألفها ألسنتهم وطباعهم وهم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون نشأوا على لغة قومهم ولا يرتضون بها بديلاً وتغيير العادة المستحكمة في النطق أمر عسير حتى على المتعلمين، فضلاً عن الأميين ومراعاة لظروف الحياة القبلية في الجزيرة العربية القائمة على التعصب الكامل لكل ماله صلة بالقبيلة من نسب وأرض ومصلحة ولسان يصعب التحول منه بين يوم وليلة وتوثيق صلة القبائل العربية بالقرآن الكريم، وتحقيق مزيد من الانسجام التام بينهم وبين القرآن الكريم، وذلك من خلال مخاطبتهم بخطاب تألفه قلوبهم وألسنتهم، وهذا من دقائق فقه الدعوة، وهو مخاطبة المدعو بما يحب أن يستمع له من لغته، وإعجاز الفطرة اللغوية عند العرب، فهو لم يكن إعجازاً للسان من دون آخر، وإنما كان إعجازاً للفطرة اللغوية نفسها، كل بلهجته ولغته، فكل عربي يجد في القرآن ما يوافق لحنه الفطري ولهجة قومه، مع بقاء التحدي والإعجاز وعجز الجميع عن معارضته. جمع الأمة والقرآن الكريم بداية لتوحيد لغات العرب لجمع الأمة الإسلامية على لسان واحد يوحد بينها، فيه البراهين الساطعة والأدلة القاطعة على أن هذا القرآن كلام الله، وعلى صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنّ هذه الاختلافات في القراءة على كثرتها لا تؤدي إلى تناقض في المقروء أو اختلاف فيه بل القرآن كله على تنوع قراءاته يصدق بعضه بعضاً، وتعدد الألفاظ يسهل فهم القرآن على القبائل العربية على حسب استعمال كل قبيلة للفظة العربية للمعنى الواحد، ويدل على أن تدبر القرآن الكريم وتيسير فهم معانيه من أبرز المقاصد التي أنزل الله من أجلها هذا الكتاب، لأنه ربما كان يستصعب على الواحد منهم فهم المعنى، لأن اللفظة غير مستعملة في قبيلته وبيئته التي نشأ فيها فيجد في الأوجه الأخرى ما يسهل عليه فهم المراد حسب ما يتفق مع ذوقه وما اعتاده سمعه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض