رضا سليم، وليد فاروق، علي معالي (دبي) , عبدالله القواسمة (أبوظبي)
«عملاق متوّج بـ «4 ألقاب».. ويريدها للمرة الخامسة.. مباراة واحدة تفصله عن كأس جديدة.. وقف «الساموراي» على منصة التتويج» أعوام 1992 و2000 و2004 و2011، ويتطلع إلى التربع على القمة في نسخة «الإمارات 2019» عندما يخوض المباراة النهائية أمام قطر اليوم.
المهمة لن تكون سهلة أمام الأزرق» لأن النهائيات لا تعترف بالمقارنات، و«الساحرة المستديرة» تدير ظهرها للتاريخ، وترفض التسلح بالماضي، إلا أنه يملك مجموعة من اللاعبين الذين يملكون الكفاءة لإعادة اليابان إلى معانقة اللقب بعد غياب ثماني سنوات.
وصل اليابان إلى المباراة الـ 34 على التوالي في آسيا بخسارة واحدة فقط، وذلك منذ نسخة آسيا عام 2000 التي أقيمت في لبنان، حيث حققت الفوز في 24 مباراة، مقابل 9 تعادلات، وخسارة أمام المنتخب السعودي في نصف نهائي كأس آسيا 2007، وسجل اليابان في النهائيات الحالية 11 هدفاً مقابل 3 أهداف في مرماه، رغم أن التاريخ ينحاز لـ «الكمبيوتر» الياباني في 10 مواجهات سابقة بين الفريقين، فاز في 5 مباريات، وتعادل في 3 مباريات، وخسر في مباراتين، والمواجهة الليلة رقم 11 بين المنتخبين.
خارج الخطوط الوضع مختلف بين الإسباني فيليكس سانشيز مدرب قطر الذي يمثل المدرسة الأوروبية، وهاجيمي مورياسو مدرب اليابان الذي يقود أحلام القارة الصفراء للدفاع عن مدربيها، والتأكيد أن المدرب الآسيوي قادر على صنع البطولات.
يعتمد مورياسيو، على سرعات لاعبيه في طريقة 4-4-2، بوجود الحارس شويتشي جوندا مع ثنائي قلب الدفاع مايا يوشيدا وتاكهيرو توماسيو وهيروكي ساكاي ويوتو ناجاتومو مع رباعي الوسط جاكو شيباساكي وواتارا إيندو مع ريتسو دوان وجينكي هاراجوتشي مع تاكومي ميناموتو وكويا كيتاجاو للهجوم.
ويناور سانشيز في مواجهة أحفاد السامواري بطريقة 4-2-3-1، والتي تعتمد على الدفاع بعشرة لاعبين والارتداد للهجوم بـ6 لاعبين، ويعتمد سانشيز على الكثرة العددية في وسط الملعب لإفساد هجمات المنافس.
نور صبري: كفة «الساموراي» أرجح بالقوة والتنظيم والخبرة
يرى نور صبري، حارس العراق الأسبق، أن اليابان لم يظهر معدنه الحقيقي، حيث تأهل إلى النهائي بالتدرج في المستوى وبطريقة سهلة، وبرغم تعرضه للانتقادات، إلا أنه يبقى الأقوى في القارة الآسيوية، من خلال التنظيم والعمل والاحتراف والبناء للمستقبل، وتأهل «الساموراي» بأقل جهد ممكن، وأظهر قيمته الحقيقية أمام إيران، عندما ضرب شباكه بالثلاثة، والفريق القوي يظهر دائماً أمام المنافسين الأقرب له في المستوى، لذلك كشر عن أنيابه، وأطاح إيران في نصف النهائي بثلاثية متميزة.
وقال: «برغم أن «الأزرق» ليس المنتخب الذي نعرفه من قبل في بطولات عدة سابقة، حيث كان الأكثر تنظيماً وقوة، إلا أنه بالفعل المرشح القوي للقب اليوم، بحكم خبرته وتمرسه في المواجهات المصيرية، والوجود شبه الدائم في النهائيات». وأضاف: «اليابان جيد فنياً وتنظيمياً بدرجة كبيرة، ولا ننسى في المقابل أن منافسه اليوم جيد، وتأهل من دون أن يأتي هدف في مرماه، وأحرز العديد منها، ودفاعه منظم».
وقال نور صبري: «التاريخ والأرقام يصبان في مصلحة «الساموراي»، لكن علينا ألا ننظر إلى هذه النقطة كثيراً، وأرى أن الكفة تكاد تكون متوازنة، وإن كانت تميل نسبياً إلى جانب الياباني بحكم خبرته، ويقابله قطر بحيوية الشباب والروح المعنوية والدافع».
وأضاف: «اليابان يملك العديد من مفاتيح اللعب القوية في الهجوم، وكذلك الوسط، ولديهم حارس جيد، ومدرب يستطيع إدارة اللقاء بصورة مثالية، أضف إلى ذلك توافر عنصري الشباب والخبرة في صفوف «الساموري»، وهناك عناصر بالفريق شاركت في أكثر من نسخة آسيوية، إضافة إلى وجود لاعبين يشاركون أيضاً للمرة الأولى، وجميعهم أثبتوا كفاءة عالية، لذلك أتوقعها مباراة قوية ومثيرة».
الدقة الهجومية تضع «الكمبيوتر» فوق القمة!
يتصدر «الساموراي» قائمة أفضل المنتخبات من حيث دقة المحاولات الهجومية على مرمى المنافسين، وسدد لاعبو اليابان الكرة بدقة 48%، من إجمالي 71 محاولة لهم على المرمى، وهو رابع أعلى معدل بعد كوريا الجنوبية، أستراليا، وإيران، وهذا الأمر يميز «الكمبيوتر» الياباني ويمنحه أفضلية كبيرة، بسبب نجاحه في استغلال أغلب الفرص التهديفية التي أتيحت له خلال مباريات البطولة.
اليابان يملك قدرة هائلة على اختراق دفاعات المنافسين، والتوغل العميق داخل الخطوط الخلفية، حيث بلغت محاولات «الساموراي» داخل منطقة الجزاء، 48 تسديدة، بنسبة 67.6% من إجمالي تصويباته على المرمى، وهو صاحب ثالث أفضل معدل في هذا الأمر أيضاً، بفارق كبير عن المنتخب القطري، كما أسهم 10 لاعبين في تهديد مرمى المنافسين خلال مبارياته السابقة، وهو ما يعكس جماعية الأداء الياباني المعروفة عنه دائماً.
وتنوع أسلوب «الأزرق» في امتلاك الكرة، بين الاستحواذ الكبير أمام تركمانستان، على سبيل المثال، بنسبة 70%، وبين التخلي عن الكرة لمصلحة المنافس، كما فعل أمام «الأخضر» السعودي، واحتفظوا بالكرة بنسبة 24% فقط، لكن كان للدفاع الصلب والهجوم المرتد الخاطف التأثير الإيجابي في النهاية.
المبارزات الثنائية بين اللاعبين كشفت عن تفوق جديد لمصلحة «الساموراي»، وهو ما يؤكد التطور البدني الكبير، الذي يعيشه لاعبو اليابان في السنوات الماضية، حيث عملت المنظومة الكروية لـ «الكمبيوتر» على تحسين وتعديل هذا الأمر، مقارنة بالتكوين الجسدي الطبيعي للاعبي هذه المنطقة من القارة الآسيوية، ويمتلك «الساموراي» أفضلية في الالتحامات الثنائية بنسبة نجاح تبلغ 51.6%، كما تفوق أيضاً على منافسيه في المبارزات الهوائية بنسبة نجاح 54.2%.
وخلال مباريات البطولة، كانت أهداف الشوط الثاني هي الأكثر حسماً بالنسبة لـ «الكمبيوتر»، حيث سجل 73% من الأهداف في الفترات الثانية، وشهدت مواجهة إيران السابقة الدليل الكبير على ذلك، بعدما بلغوا شباك «الأسود» 3 مرات في هذا الشوط، ويظهر العمق الهجومي في صدارة أقوى الجبهات اليابانية والأكثر تأثيراً، إذ أحرز عبره 54.5% من الأهداف، بجانب الرواق الأيسر الذي أنتج 36.4% منها، كما استغل «الساموراي» العرضيات في تسجيل 45.5% من الأهداف، بينها 3 أهداف من ألعاب الهواء.
رافشان.. «الصافرة الثانية»!
يدير الأوزبكي رافشان إيرماتوف نهائي كأس آسيا للمرة الثانية في تاريخه، بعد نهائي 2011، وفازت اليابان على أستراليا بهدف، ويتمتع الحكم بحضور لافت بفضل لياقته العالية وطوله الفارع وكفاءته التي تدفع اللاعبين إلى احترام قراراته.
وقاد رافشان الحاصل على الشارة الدولية عام 2003، عدد 169 مباراة في البطولات الكبيرة، مثل كأس العالم، ويعد أصغر حكم شارك في إدارة مونديال جنوب أفريقيا 2010، وبلغ وقتها 33 عاماً، كما يعتبر أصغر حكم يدير مباراة الافتتاح بين جنوب أفريقيا والمكسيك.
وفي كأس آسيا «الإمارات 2019»، قاد رافشان 4 مباريات، سوريا مع فلسطين، العراق مع إيران بالدور الأول، والسعودية مع اليابان في دور الـ 16، وقطر مع كوريا الجنوبية في دور الثمانية.