هناء الحمادي (أبوظبي)
خريجة جامعة زايد عام 2006، تخصص هندسة الحاسب الآلي، بدرجة امتياز ومرتبة شرف، متميزة بعملها، تقضي جل وقتها حول أبحاث الذكاء الاصطناعي الذي سيكون محور رسالة الماجستير، بدأت مسيرتها المهنية عام 2006 في حكومة دبي الإلكترونية، حيث شهدت كل المراحل الانتقالية لـ «دبي الذكية» من بدايتها حتى إنشاء مكتبها بشكله الحالي بقيادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر.
طموحات حصة البلوشي لا تتوقف عند هدف محدد، بل تسعى إلى تحقيق هدفها الشخصي الذي يتلاءم تماماً مع هدف «دبي الذكية»، وهو العمل قدر الإمكان على مساعدة الناس، وتحقيق السعادة بكل الطرق المتاحة، وهي متفوقة منذ صغرها، وتحب العطاء للوطن، وتطمح إلى أن تكون مؤثرة في مجالها، لهذا تبحث عن كل ما هو جديد في عالم الخدمات المرتكزة على الذكاء الاصطناعي، باعتباره بحراً شاسعاً يحتاج إلى الكثير من الجهد والمتابعة المستمرة، وذلك من أجل تسهيل حياة الناس، والمساهمة في رفع مستوى السعادة، وتقديم جودة لحياة أفضل في بلدها الذي تحب.
طموح وتحدٍ
بعد رحلة من العطاء والتميز أصبحت اليوم مدير إدارة الخدمات في دبي الذكية، والتي تمثل محوراً أساسياً في التحول، وتعد مسؤولياتها من عصب المدينة الذكية، فهي الوجه المعلن لـ «دبي الذكية»، وعن ذلك تقول: «الناس لا ترى الأعمال التي نقوم بها في الخفاء، لكنهم في المقابل يتلمسون الخدمات الذكية التي نقدمها، ويتلمسون السعادة من خلالها». كل ما وصلت إليه من طموح وشغف التعلم وخوض التجارب كان لعائلتها الدور الأكبر في تحقيقه، فعائلتها كانت الداعم الأول لتفوقها ثم منافستها مع إخوتها بالحصول على أعلى شهادات التفوق، وهي لم تنس دعم مديرها المباشر وسام لوتاه المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية، الذي ساعدها في مواجهة تحديات مسيرتها المهنية، بتشجيعه الدائم على إيجاد الحلول الإلكترونية للعقبات كافة، وأيضاً الدكتورة عائشة بن بشر التي تراها قدوة لها كما يراها الكثيرون، فهي مصدر طاقة وإيجابية لمن حولها، تعطي الفرص، وتشجع الطاقات الوطنية بقوة شديدة، وتهتم بالعنصر النسائي على وجه التحديد.
وتضيف: «القيادة الرشيدة ورؤيتها المستقبلية عامل محفز وملهم بالنسبة لي، فكل المبادرات التي تصب في مجال المدن الذكية والخدمات الذكية، تصدر من قبلها بكل تحدياتها، وهذا يشكل بالنسبة لي تحدياً، يكسبني القوة لتجاوز كل الصعاب لتحقيق الرؤى الطموحة».
مختبر الذكاء الاصطناعي
وتذكر حصة البلوشي أن مختبر الذكاء الاصطناعي العنصر الأهم للاستعداد للمستقبل، ويجري حالياً إعداد الخدمات كافة في مدينة دبي لتكون متوافقة مع متطلبات الذكاء الاصطناعي، وهي تسعى أن يكون لي دور مهم في المساهمة في تمكين الجميع من الاستعداد لعشر سنوات مقبلة منذ اليوم، فإطلاق هذا المختبر، منصة أساسية للجهات الحكومية في دبي، ويمهد لعصر الذكاء الاصطناعي، إذ سيصبح لاحقاً أحد أهم مكونات المدن الذكية، وسيفرض نفسه على الخدمات كافة في المدن الذكية، ومن واقع أنها تشغل منصباً ذا صلة وثيقة بهذا الميدان، قال: لا بدّ لي من وقفة تأمل لأجد دوراً شخصياً يمنحني فرصة الإسهام في وضع بصمة إماراتية، على مسار إيصال دبي إلى المستوى الأعلى، والذي نسعى من خلاله لأن تصبح معياراً عالمياً للمدن. وهدف حصة من خلال هذا المختبر أن تحقق الرؤية، والمساهمة في دفع عجلة تطوير خدمات الذكاء الاصطناعي الموجهة لسكان دبي، وتزويد الجهات الحكومية وشركائها بالمهارات والمعارف اللازمة لتطوير خدمات وتطبيقات الحوسبة الخاصة بهم.
ثورة المستقبل
وتعترف أن الدخول لعالم الذكاء الاصطناعي يعني بالنسبة لها ثورة المستقبل وثروته، حيث إن المجال فضاء مفتوح، ولها شغف كبير في خوض غماره، والمساهمة في تطوير أنظمة آلية، تتصرف كالبشر، في سبيل تسهيل حياة الناس، وتقديم خدمات سريعة للسكان، كذلك تطمح إلى استغلال هذه التقنية في سبيل تخفيف التعرض للمخاطر، والتركيز على أشياء أكثر أهمية، وزيادة استغلال العقل في الإبداع والابتكار، بدلاً من الأعمال الروتينية أو الشاقة.
ولفتت إلى أن الفتاة الإماراتية لديها طموحات عالية، ولها فرص كبيرة في الاستفادة من هذه التقنية في كل مجالات الحياة، إذ أصبحت متطلبات العمل أو الابتكار أو البحث عبارة عن أدوات علمية، وتجارب، تتعلق بالإبداع، والاستمرار في البحث للوصول إلى نتائج حقيقية.
طموحات المستقبل
تتمنى حصة البلوشي أن يتم توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاعات كافة، لأنها تعلم أن هذا سيكسب الناس تجربة متفردة للعيش في دبي، ومن ثم الإمارات، أما على المستوى الشخصي، فطموحها أن تكون أحد رواد الذكاء الاصطناعي، من خلال الاستمرار في البحث والابتكار في هذا المجال.