السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق يتحدث عن نفسه في «دائرة العشق البغدادية» و «جلسة سرية»

العراق يتحدث عن نفسه في «دائرة العشق البغدادية» و «جلسة سرية»
21 أكتوبر 2010 21:46
جاءت مشاركة العراق في الدورة 22 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي هذا العام متميزة كالعادة بعد أن حصل في الدورتين الماضيتين على جائزة أفضل ممثل في مسرحيتي «تحت الصفر» لعماد محمد و «صدى» لحاتم عودة. وشارك العراق هذا العام بعرضين الأول «دائرة العشق البغدادية» من إنتاج الفرقة القومية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية وتأليف وإخراج الدكتورة عواطف نعيم وبطولة عزيز خيون وسمر محمد وبتول كاظم وعدنان لشلاش ومحمد هاشم والاء حسين وبهاء خيون، وجاء اختيار هؤلاء الممثلين مناسباً للغاية حيث جسد كل واحد منهم دوره ببراعة. العمل مأخوذ عن النص المسرحي «دائرة الطباشير القوقازية» للكاتب الألماني بريخت، وكان اختياراً موفقاً لما في هذا النص من تشابه كبير مع الواقع العربي الراهن الذي يشهد انقسامات كبيرة، ولم يعد الانقسام قاصراً على الدول وبعضها ولكنه امتد إلى أطراف وجبهات تتصارع داخل الدولة الواحدة. وتناول العرض تنازع امرأتين على طفل، إحداهما زوجة حاكم البلاد الذي فر مع زوجته أثناء الغزو الخارجي لدولته حاملاً ما خف وزنه وغلا ثمنه وتركا طفليهما وحيداً، والثانية المربية التي تنقذ الطفل وترعاه وتربيه من دون اكتراث بالصعوبات والمخاطر التي تواجهها خلال احتفاظها به سواء من قوات الاحتلال التي تبحث عنه أو من اتهامها في شرفها، خاصة أن زوجها توفي في الحرب التي يشارك فيها ابنها، ويتم اللجوء إلى القضاء للفصل في أمر الطفل، فيأمر القاضي برسم دائرة ويضع الطفل فيها ويطلب من كل واحدة أن تسحب الطفل ناحيتها خارج الدائرة، وترفض الأم المربية سحبه حتى لا يتأذى الطفل أو يصاب بمكروه وفي المقابل توافق الأم الأصلية وتجذب الطفل معلنة انتصارها، ولكنها فوجئت بأن القاضي يحكم للمربية لأنها الأم الحقيقية التي تعبت وضحت بكل شيء مقارنة بالتي أنجبت وهربت. وقالت الدكتورة عواطف نعيم التي قامت بالتمثيل أيضاً في العمل، وقدمت دور «المحامية»، إلى جانب التأليف والإخراج، إن عرضها كان قراءة مشاكسة لإنتاج عرض جديد ومغاير قادر على التأويل للواقع العراقي الذي نعيشه في محنة الحروب وبأسلوب كوميدي ساخر. وأكدت أن هذا العمل من الأعمال العراقية المتميزة التي أثبتت جدارتها ونجاحها حين تم عرضها داخل العراق، وفي المسرح الألماني، وفي مهرجان الجزائر الوطني، ورشحتها كل هذه المشاركات لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وهو المهرجان التنافسي الوحيد في العالم العربي. ودافعت الدكتورة عواطف عن المهرجان قائلة إن المهرجان يمثل رئة تنفس إبداعية تبحث عن حلم وتشكل خطابا وتنمي اللحمة الإنسانية والإبداعية حيث يشهد كثافة وحرصاً عالمياً على المشاركة فيه وهو إضافة مهمة إلى الحركة المسرحية العربية، وقدرتها على توظيف وسائل الإعلام والمعرفة بطريقة ذكية، خاصة أن العالم العربي يشهد حالياً مستويات متقدمة وجميلة في مجال المسرح تبشر بنهضة عربية في هذا الميدان. وقال عزيز خيون، الذي جسد دور القاضي في المسرحية: حرصنا على تقديم صورة مشرقة عن الحياة والفن والعقل العراقي المبدع من دون التفكير بالجوائز لأن جائزتنا هي تقديم العمل بالصورة التي نتمناها وتتلاءم مع المخزون العراقي من الأعمال الجادة الملتزمة التي تمثل فكرة وأطروحات متقدمة على المستويات كافة. أما العرض العراقي الثاني الذي شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان فهو «جلسة سرية» من إنتاج مسرح بغداد للتمثيل وتأليف جان بول سارتر وهو نص كتبه في عام 1943 إبان الاحتلال الألماني لفرنسا وعكس من خلاله غربة الإنسان تجاه أخيه الإنسان وما تنطوي عليه العلاقات الإنسانية من تعقيد وعبثية، وشارك في بطولته خمسة ممثلين عراقيين «4 شباب وفتاة» تخرجوا في قسم المسرح بكلية الفنون الجميلة وإخراج علاء قحطان ودار العرض حول الصراع بين الدين والثقافة في العراق، مؤكداً أنهما لا يمكن أن يلتقيا في نقطة معينة، حيث يسعى كل طرف لمحاولة فرض نفسه على المجتمع من خلال تقديم إطروحاته وأفكاره وتعميمها على الناس. وقال مخرج العرض علاء قحطان إن العرض استند إلى الكلمة المشهورة لسارتر، وهي «الآخرون هم الجحيم» وفلسفته حول ذلك، وأن العمل انطلق من فكرة سارتر ليطرح أسئلة حول من هم الآخرون هل هم الأميركان الذين دخلوا إلى العراق وفعلوا ما فعلوا؟ وأسئلة أخرى كثيرة لحين وصولنا إلى نتيجة تتمثل بأن الجحيم الذي يعيشه العراقيون تسببت فيه جهات معينة داخل المجتمع العراقي، وأن الثقافة الحقيقية تستمر وتبقى وأن الكلمة أيضاً تدوم على عكس الجحيم الذي لا يدوم. وأشار إلى أن مشاركته في المهرجان كانت فرصة كبيرة لفنان يخطو خطواته الأولى في المسرح وقال: تم اختيار «جلسة سرية» من بين 22 عرضاً عراقياً تقدمت للمهرجان وجاء الاختيار من قبل لجنة من خيرة المسرحيين العراقيين، الأمر الذي حملني مسؤولية كبيرة زادت حين شاهدت عدداً من العروض المتميزة من مختلف دول العالم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©