سعيد ياسين (القاهرة)
«لا تسرق الوقت من غيري، أنا ما بي زمن غيري، لا تسرق العمر يا طيري، مدام قلبك لحد غيري، عطني من أيامك نهار، وباقي العمر للي تَبي».. مقدمة أغنية شهيرة لمحمد عبده وضع ألحانها بنفسه وكتبها الأمير بدر بن عبدالمحسن، وهي مأخوذة من واقعة حقيقية ذكرها أكثر من مرة الأمير الشاعر، عن صديق له كان يدرس في أميركا، وفي 1985، ذهب إلى جنيف لزيارة أهله، وقابل بالصدفة محبوبته التي انقطعت أخبارها عنه بعد زواجها، وشاهدها مع شقيقتها وهي تلتفت إليه.
وعند عودته إلى الفندق وجد رسالة في الاستقبال، فتحها ووجدها أخبرته فيها أنها ستتحدث إليه في الثانية صباحاً، ورغم سعادته إلا أنه خاف أكثر، وهاتفته وأخبرته أنها شبه منفصلة عن زوجها، ووهي صابرة وراضية، وطلبت منه أن تراه، ورغم محاولته الاعتذار، إلا أنها قالت له: عطني من أيامك نهار، وباقي العمر للي تبي، فوافق على رؤيتها في اليوم التالي، وعاش ليلته يتذكر أحلى أيام عمره، وأيام انكساره معها وحرمانه منها، ورحلته إلى أميركا لينسى الظروف التي فرقتهما.
وعند اقتراب الموعد وجد قلبه «الخوّاف» يقول له، إن البعد أفضل من أن يعيش فرحة مزيفة، ويأخذ مكان غيره ويعود منكسراً مرة أخرى، وقرر عدم الذهاب إليها، وفي الليل كلمته وعاتبته، وأكد لها أنه لم يستطع أن يذهب إليها، خصوصاً وأنها أصبحت لغيره، وبعد عدة أيام شاهد الأمير بدر بن عبدالمحسن الذي كانت تربطه به صداقة قوية، وحكى له القصة كلها وما دار بينهما من مكالمات وخوفه من لقائها، فبادره قائلاً: يا قلبك الخوّاف.
وبعد يومين حضر مع الأمير حفلة لمحمد عبده غنى فيها لأول مرة أغنيته الشهيرة «المعازيم»، وبعد الحفل فوجئ به يخبره أنه كتب قصيدة عنه، وأعطاه ورقة مكتوباً في أولها: لا تسرق الوقت من غيري، أنا ما بي زمن غيري، ويختمها بـ: يا صاحب الخوف، ما يطمن الخوف، لا تلمس الجوف لا لا، وانت ايدينك باردة، والفرقة دايم واردة، انت وأنا بنفس الطريق، بس الخُطا متباعدة، لا تسرق الوقت، يا أجمل الوقت، تكذب علىّ واكذب عليك، والقى الدفا برعشة ايديك، نقضي العمر كل العمر، نحلم بلحظة شاردة.. وبعد عام غناها محمد عبده بصوته.