دبي (الاتحاد)
أكد إبراهيم المهيري الخبير التحكيمي، أهمية مراعاة احتساب الوقت الضائع في كل مباراة والذي زاد في الفترة الأخيرة بسبب كثرة استخدام «تقنية الفيديو»، مع إمكانية استخدام بعض المعايير المطبقة في الاتحاد الإنجليزي، التي تسهم في الحفاظ على زمن المباراة، وتقليل المهدر منه قدر الإمكان، مع مطالبة لجنة الحكام بأن تتخذ بعض الخطوات التي ترسيخ مبدأ الشفافية في تعاملها مع الحكام وكشف الحقائق كاملة أمام الرأي العام.
وضرب المهيري مثلاً بما يقدم عليه الاتحاد الإنجليزي والذي لا يلتزم تماماً بمعايير «الفيفا»، استناداً على عراقته بوصفه أقدم اتحاد، مشيراً إلى أن مباريات «البريميرليج» الأقل إهدارا للوقت، رغم بدء استخدام تقنية «الفار» هذا الموسم، لأن التقنية تتدخل في حالات الضرورة القصوى، على أن يعلن قرار «الفار» عبر شاشة الملعب مباشرة، توفيراً للوقت.
وأشار إلى أن ما ساعد الاتحاد الإنجليزي على الحفاظ على وقت مباريات بطولاته الرئيسية استعانته بحكام النخبة للقيام بمهمة «الفار»، وهم ليسوا مجرد حكام ممارسين، ولكنهم من أصحاب المستويات العالية جداً، وقرارتهم معتمدة وموثوق فيه وتعلن لحظياً على شاشة الملعب.
واعتبر المهيري أن «الفار» أثر بشكل كبير على الوقت الفعلي في دوري الخليج العربي، خاصة في ظل التزام الحكام بإيقاف اللعب فوراً بمجرد تلقيه رسالة «Delay» من حكم تقنية الفيديو، بمعنى «مهلة» للمراجعة، بشأن حالة ما وقعت خلال المباراة، وقال: بمجرد حدوث حالة من الحالات المعتمدة للمراجعة في «الفار»، يوقف الحكم اللقاء؛ لأنه لا يجوز أن يستأنف اللعب بعدها، قبل أن يعود إلى الواقعة، وما بين مداولات الحكم و«الفار» يستهلك بعض الوقت الذي يؤثر بشكل كبير على الوقت الفعلي للمباريات.
وأوضح أن هناك 5 حالات محددة، حددتها لوائح كرة القدم، تستوجب احتساب الوقت بدل الضائع لها، وهي الإصابات والتغييرات وإحراز الأهداف، وأي ظرف طارئة، وأسباب أخرى، والأخيرة ينضوى تحتها العودة إلى «الفار».
وكشف المهيري عن أن هناك حالات في الدوري توقف عندها الحكم فترات طويلة، وصلت إلى 4 دقائق، وبالتالي هو مجبر على احتساب الوقت الضائع، مضاف إليه الوقت الضائع، بعد الاحتفال بإحراز أي هدف، والذي كان يحدد سابقاً بنصف دقيقة، ولكنه حالياً تجاوز الدقيقة في بعض المباريات وربما أكثر، وبالتالي فإن تجاوز زمن المباراة 100 دقيقة أمر وارد وبشدة بل وواجب أن يكون.
وقال: المفترض ووفقاً للحالات العالمية، لا تتطلب مراجعة حكام الفيديو أكثر من 10 ثوان ويتخذ بعدها القرار، وفي ظل ما يحدث حالياً فإنه من المتوقع ألا يقل زمن مباريات دورينا عن 100 دقيقة على الأقل، والعادي أن يحتسب ما بين 4 إلى 5 دقائق وقتاً بدلاً من الضائع، في الحالات العادية وقبل دخول «الفار»، ولكن الآن المفترض ألا يقل عن 7 أو 8 دقائق، بل وأكثر، وفق لعدد حالات المراجعة وزمن كل حالة على حدة.
واختتم المهيري تصريحاته بمطالبته بضرورة إعادة بث تسجيلات المحادثات التي تمت بين حكام الساحة و«الفار»، سعياً للتصحيح والشفافية، والتأكيد على علاج الأخطاء، مؤكداً أن الاتحاد الأميركي، أتخذ بالفعل هذه الخطوة، ويحرص بعد نهاية كل جولة على إذاعة المحادثات التي تمت مع حكام الفيديو ترسيخاً لمبدأ «الشفافية»، متسائلاً لماذا لا نقدم على الخطوة نفسها، ونذيع المحادثات بين الحكام و«الفار»؟!