محمد حامد (دبي)
في حدث لا يتكرر كثيراً في عالم كرة القدم، وبحضور ما يقرب من 65 ألفاً، خرج الجميع بمكاسب هائلة من موقعة السوبر كلاسيكو، التي انتهت بفوز البرازيل على الأرجنتين بهدف نظيف باستاد الجوهرة المشعة في مدينة الملك عبدالله الرياضية، واللافت في الأمر أن الطرف الذي خسر المواجهة، وهو المنتخب الأرجنتيني، حقق مكاسب هائلة من المباراة، تتمثل في عثوره على توليفة شابة، أعادت الروح لمنتخب التانجو الذي بدا وكأنه جثة هامدة في مونديال روسيا 2018، وفي المقابل احتفل البرازيليون بالفوز على العدو الكروي التاريخي، وهو الانتصار 41 في 105 مباريات، شهدت كذلك فوز الأرجنتين في 38 مواجهة، والتعادل 26 مرة.
وبعيداً عن المكاسب المعنوية الهائلة للفوز البرازيلي، الذي يعزز ثقة هذا الجيل بقيادة نيمار في الحصول على لقب كوبا أميركا، والعودة من جديد لمنصة التتويج المونديالية عام 2022، فقد حققت المملكة العربية السعودية المكسب الأهم من تنظيم الدورة الرباعية الدولية بمشاركة البرازيل والأرجنتين والعراق، خاصة ما يتعلق بالتنظيم الباهر الذي يؤشر إلى قدرة المملكة على احتضان أهم الأحداث الكروية والرياضية العالمية، حيث لا يوجد في عالم كرة القدم مباراة أكثر جماهيرية وأهمية من مواجهة السامبا والتانجو، والأمر لم يكن قاصراً على روعة التنظيم، والتفاعل الجماهيري الكبير، والأجواء الاحتفالية، بل إن الإشادات أتت على لسان مشاهير الكرة العالمية.
باولو ديبالا نجم اليوفي والمنتخب الأرجنتيني يتمتع بشعبية كبيرة في المنطقة العربية، مما دفع وسائل الإعلام السعودية والعالمية إلى استطلاع رؤيته حول زيارته للسعودية، فقال: «الشعب السعودي أبهرني بهذا الشغف الكبير بكرة القدم، إنهم كرماء ويتمتعون بالطيبة ودفء الاستقبال، وكانت مفاجأة بالنسبة لي أنني وجدتهم يعلمون كل كبيرة وصغيرة عني، سواء فيما يخص مسيرتي مع اليوفي أو المنتخب».
وأضاف ديبالا: «لقد استمتعت كثيراً بالجولات الميدانية والزيارات التي قمنا بها لمختلف معالم المملكة، خاصة ما يتعلق منها بالجانب التاريخي، لقد تعرفت على التاريخ السعودي، وشاهدت بعض المقتنيات التي لم أشاهدها من قبل، لقد كان الأمر باهراً بالنسبة لنا جميعاً، ومختصر هذه الزيارة والتجربة الرائعة في السعودية أنني شعرت كما لو كنت في بلدي».
وتسابق نجوم الأرجنتين في التعبير عن حالة الرضا التي تسيطر عليهم بعد الأداء الجيد أمام البرازيل، فقد كانت هناك حالة من الخوف قبل المباراة من التعرض لهزيمة قاسية على يد نجوم السامبا، خاصة أن المنتخب البرازيلي مكتمل التكوين والبناء منذ فترة طويلة، ويضم في تشكيلته مجموعة من ألمع نجوم الكرة العالمية، وعلى رأسهم العناصر الهجومية بقيادة نيمار وكوتينيو وفرمينو وجيسوس، وكذلك الحارس أليسون، وأصحاب الخبرات ميراندا، وفيليبي لويس، والوجه الجديد الواعد أرثر.
فقد أكد ماورو إيكاردي نجم هجوم الإنتر، وقائد الهجوم الأرجنتيني، أن الهزيمة تظل قاسية في جميع الأحوال، ولكن يجب البناء على هذا الأداء الجيد، الذي ظهر به الجيل الجديد في منتخب التانجو، ويشاركه في هذه الرؤية ليونيل سكالوني المدير الفني المؤقت للمنتخب الأرجنتيني، والذي أكد أن هناك كثيراً من مؤشرات التفاؤل، خاصة إذا استمر الأداء بهذه الروح الجديدة.
وفي الأرجنتين أيضاً سخرت صحيفة «أولييه» من النجم البرازيلي نيمار على الرغم من أنه قدم مباراة جيدة، واستمرت في العزف على نغمة سقوط نيمار وادعاء الإصابة، وأشارت إلى أن قائد السامبا سقط على الأرض 7 مرات خلال المباراة، ليواصل المسلسل الذي أثار سخرية العالم في مونديال روسيا، ودافعت الصحافة البرازيلية عن نجمها الأول، مشيرة إلى أن ما فعلته «أولييه» لم يكن له ما يبرره، فقد تجاوز نيمار هذه الدعاية السيئة.
وكشفت صحيفة جلوبو عن أن نيمار يستعيد تألقه من جديد، خاصة في مبارياته مع البرازيل، حيث يشعر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقة، منذ أن أصبح يحمل شارة القيادة، فقد جعلته هذه القيادة يشعر بالزعامة، وبات أكثر نضجاً، وتابعت الصحيفة: على الرغم من بعض الانتقادات التي تطال نيمار، وكذلك تيتي الذي منحه شارة القيادة، إلا أن هذا الأمر يجعله أكثر شعوراً بالمسؤولية، وأكثر حرصاً على تقديم أفضل ما لديه.