المهدي الحداد (الرباط)
فجّر الاتحاد البيضاوي مفاجأة من العيار الثقيل جداً، بتتويجه بكأس المغرب، على حساب حسنية أغادير صاحب الخبرات محلياً وقارياً، في المباراة النهائية التي احتضنها الملعب الشرفي في وجدة، وشهدت دخول البطل الجديد التاريخ من أوسع الأبواب، بعدما أصبح رابع نادي لا يلعب في الدرجة الأولى، يفوز باللقب منذ بداية المسابقة عام 1956.
الاتحاد البيضاوي المغمور والذي صعد هذا الموسم من الهواة إلى القسم الثاني المغربي، قهر الجميع وقطع المشوار الطويل بالعلامة الكاملة، حيث أسقط كبار الأندية المحلية في مواجهات فاصلة دون ذهاب وإياب، وتمكن من تجاوز 6 عقبات عالية ومتتالية، ليصعد إلى منصة التتويج، ويرفع أول كأس منذ تأسيسه 1947، ليحجز بطاقة عبور مباشرة للمشاركة الموسم المقبل في كأس الكونفيدرالية الأفريقية، حيث سيلعب لأول مرة خارج المغرب.
ويعتبر «الطاس»، كما يحلو لعشاقه تسميته، من الفرق النادرة التي استطاعت أن تخلق المفاجأة في كأس المغرب وتكذب التكهنات، بزاد بشري محدود جداً، وموارد مالية قليلة، ومساندة جماهيرية ضعيفة، خاصة أنها تمثل حياً فقط من أحياء مدينة الدار البيضاء، وهو الحي المحمدي، لكن بمميزات فريدة في القتالية والتحدي والرغبة في الوصول إلى القمة، وإزالة الفوارق مع مختلف المنافسين. وتمكن الاتحاد البيضاوي، في أول مباراة نهائية يتأهل إليها من انتزاع اللقب، فيما خسر حسنية أغادير النهائي الثالث في تاريخه، علماً أنه كان متقدماً في النتيجة بهدف ماليك سيسي منذ الربع ساعة الأولى، قبل أن ينتفض أبناء الحي المحمدي ويسجلوا هدفي الفوز عبر صانع ألعابه أسامة المليوي، بمساعدة تقنية «الفار»، التي أنصفت الطرف المغمور والضعيف على الورق، ومنحته ضربة جزاء مشروعة تغاضى عنها حكم الساحة، قبل أن يعود للإعلان عنها، بعد تدخل حكم الفيديو المساعد، ليخطف الاتحاد البيضاوي فوزاً مستحقاً، بعدما كان الطرف الأفضل تكتيكياً طيلة المباراة.
وعاشت مدينة الدار البيضاء ليلة بيضاء، احتفالاً بالنادي الصغير الذي صار كبيراً ومشهوراً، والتحق بالجارين العملاقين الوداد والرجاء في سجل الفائزين بكأس المغرب، كما تلقى المدرب المبتدئ مصطفى العسري إشادات واسعة من الجماهير والإعلاميين، وتهاني مجموعة من المدربين والأندية المغربية، بعدما أعطى دروساً في الشجاعة والدهاء التكتيكي، متغلباً على مدرب أغادير الأرجنتيني ميجيل جاموندي.
وأعرب المدرب المتوج، عن شكره وامتنانه لمن وثق به وبلاعبيه قائلاً: «الجميع كان يرشح أغادير، إلا القلة القليلة من الناس الذين يعرفون جيداً طريقة لعب الاتحاد البيضاوي، الحمد لله لأن تقنية (الفار) أنصفتنا من جديد، ولولا عدالته لتعرضنا للإقصاء في المربع الذهبي، وقد أظهرنا للمغاربة كيف تُربح المباريات بالعزيمة والاتحاد بين اللاعبين، حيث ندافع جميعاً ونهاجم جميعاً، دخلت مع فريقي التاريخ لنعيش أفضل لحظة منذ تأسيس النادي».