سامي عبد الرؤوف (دبي)
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح: «تتسم مسيرة دولتنا الحبيبة بتقدم ونماء، وأمن واستقرار، وتسامحٍ وسلام، وذلك في إطار الاعتزاز القوي، بتراثنا العربي والإسلامي والإنساني، الذي يدعو إلى التعاون، والتعارف، والحوار، والعدل، والتسامح، والتعاون الكامل مع الجميع».
وأضاف: «نحن في الإمارات نعتز غاية الاعتزاز، بأن التسامح والأخوة الإنسانية، والحوار الصادق، مع أتباع الحضارات والثقافات، هي معالم أساسية في بنيان المجتمع».
وأشار معاليه، إلى الإنجازات الهائلة للدولة، في كل مجال، تجسد أن المجتمع المتسامح، المنفتح على حضارات العالم وثقافاته، يعطي لها ويأخذ منها، هو مجتمع ناجح، يحقق السلام والرخاء، ويأخذ مكانته اللائقة به، على مستوى العالم كله.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لمعاليه في افتتاح ملتقى التسامح وحوار الحضارات، الذي نظمته أمس مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في فندق جراند حياة دبي، بمناسبة عام التسامح.
وشدد معاليه على أن الحوار والمناقشة، حول تأكيد قيم التسامح والأخوة الإنسانية، وتعميق قنوات التواصل الإيجابي، بين أتباع الحضارات والثقافات، هي وسائل مهمة، تسهم في إنارة الطريق، نحو المستقبل الزاهر، الذي نرجوه في هذا العالم، وذلك باعتبار أن هذه القيم الإنسانية النبيلة، تمثل الأساس الأخلاقي المتين، لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المنشود، وتحسين نوعية الحياة للجميع.
وقال معاليه: «إننا في الإمارات، نعتز غاية الاعتزاز، بأن التسامح والأخوة الإنسانية، والتواصل الإيجابي مع الجميع، هي كلها مبادئ أساسية، في تراثنا الوطني والعربي والإسلامي».
وأضاف:«في الإمارات، ننظر إلى الجميع، باعتبارهم أعضاء في «مجتمعٍ إنسانيٍ واحد»، يعمل فيه الجميع معاً، من أجل نبذ التطرف والتشدد، وتحقيق السلام والتعايش والتقدم، في كافة أنحاء العالم».
من جهته، قال معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية: «قارب عام التسامح على الانتهاء، لكن ثقافة التسامح لا تنتهي في بلد عنوانه التسامح، وهدفه أن يعيش الجميع على أرضه بأمن وسلام».
وأضاف: «لقد أراد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله»، عندما أعلن العام 2019 عاماً للتسامح، أن يوصل رسالة واضحة المقاصد، محددة الأهداف لكل العالم».
وأكد قرقاش، في كلمته بملتقى التسامح وحوار الحضارات، أن قيمة التسامح امتداد لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، طيب الله ثراه ، حيث الكل يعمل بقيم نبيلة، مستوحاة من عقيدة راسخة بأن العيش الكريم يحتاج إلى إرادة قوية، تمثلت في قيادتنا الرشيدة، وهي تعمل على إعلاء ثقافة التسامح، فكراً وعملاً وإيماناً قوياً.
وأشار معاليه إلى أنه على أرض الإمارات العربية المتحدة، يعيش ملايين البشر، من شتى المشارب والثقافات والأعراق والأجناس، يتواصلون اجتماعياً واقتصادياً ومعرفياً، لا تجمعهم المصالح المشتركة فحسب، بل يجمعهم العيش الكريم، الذي يضمن لهم حياة لائقة، ومستقبلاً مضيئاً، حيث ينعم أبناء أكثر من 200 جنسية بالحياة الكريمة والاحترام، وقد كفلت قوانين دولة الإمارات، العدل والاحترام والمساواة للجميع. وذكر قرقاش، أنه صادف منذ أيام اليوم الدولي للتسامح، الذي يحتفل به العالم في السادس عشر من نوفمبر كل عام، فّإن كان العالم يحتفل بيوم واحد للتسامح، مشيراً إلى أن الإمارات تفخر أنها احتفلت طيلة عام كامل بالتسامح، مؤكدة أنها واحة أمن وسلام، تُكرّس قيم التسامح والعدل، وجرّمت الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف.
وقال قرقاش: «لذلك سنت دولة الإمارات قانوناً بشأن مكافحة التمييز والكراهية، والذي يهدف إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية، أم دينية، أم ثقافية، ويحظر القانون التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين، أو العقيدة، أو المذهب، أو الملة، أو الطائفة، أو العرق، أو اللون، أو الأصل». وتضمنت فعاليات ملتقى التسامح وحوار الحضارات، الذي نظمته أمس مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، جلستين شارك فيهما نخبة من الشخصيات الدينية والفكرية والثقافية، وبحضور عدد من الشخصيات العامة والفعاليات الثقافية والمجتمعية ووسائل الإعلام المختلفة.