علي معالي (دبي)
يظل اللاعب الذي يستطيع تغيير سير المباراة بعد مشاركته بعيداً عن اسمه وعمره هو الخيار النموذجي والناجح في المباريات دائماً، وما فعله إبراهيما دياكيه مع فريق العين حتى انتهاء الجولة الخامسة يدفعنا إلى التأكيد والاعتراف بأنه الأفضل بين بدلاء الدوري حتى الآن، والأرقام لا تكذب في هذا المجال، حيث نجح دياكيه (36 سنة) في أن يسجل 3 أهداف في المباريات الـ3 التي شارك فيها بواقع 66 دقيقة، حيث جاءت بصمته الإيجابية ضد الظفرة في الجولة الثانية عندما تم الدفع به في الدقيقة 60 بدلاً من خالد خلفان، ونجح في تسجيل هدفي «الزعيم» في الدقيقتين 80 و87، وضد الفجيرة في الجولة الخامسة، حيث لعب في الدقيقة 72 بدلاً من كايو، وسجل هدف العين الثاني في الدقيقة 78 وكانت النتيجة وقتها تعادل الفريقين 1/1، ونجح الفجيرة قبل نهاية المباراة بدقيقتين في تحقيق التعادل 2/2.
والمباراة الوحيدة التي لم يسجل فيها دياكيه كانت في الجولة الأولى ضد نادي الإمارات التي انتهت بفوز العين 3/1 ولعب دياكيه بديلاً للسويدي ماركوس بيرج في الدقيقة 71.
ولم يكن دياكيه الوحيد بين لاعبينا البدلاء الذين أثبتوا كفاءتهم خلال 5 جولات من عمر الدوري، ففي الفجيرة استطاع إبراهيم خميس تأكيد ذاته في أكثر من مباراة، حيث سجل هدفين في 59 دقيقة شارك خلالها في 4 مباريات، ونجح في الجولة الثانية أن يقلب موازين مباراة فريقه ضد عجمان بنزوله في الدقيقة 46 بدلاً من حسن أمين، وكانت النتيجة قبل نزوله تقدم عجمان بهدف ستانلي، ولكن إبراهيم خميس استطاع أن يسجل الهدف الأول في الدقيقة 47 أي بعد دقيقة من نزوله للملعب، وهدف التفوق في الدقيقة 93، ليخطف الذئاب 3 نقاط غالية، وليس هذا فحسب، بل في مباراة الشارقة شارك إبراهيم في الدقيقة 76 بدلاً من رونالدو منديز، وتسبب في ضربة جزاء بعد نزوله بدقائق، ولكن أهدرها فرناندو جابرييل.
وفي شباب الأهلي، ولكن على فترات، يجيد البرازيلي لوفانور القيام بهذا الدور، مثلما حدث في مباراة الفريق ضد العين في الجولة الرابعة، حيث استطاع أن يسجل هدف فريقه الوحيد في الدقيقة 66، حيث نزل لوفانور إلى أرض الملعب في الدقيقة 46 بدلاً من أحمد خليل، وانتهت المباراة بتفوق العين 2/1.
وكذلك كان لنزول فابيو دي ليما الإضافة المهمة للوصل في مباراة الجولة الأولى ضد دبا الفجيرة، حيث لعب بدلاً من خليل خميس، ونجح في أن يسجل الهدف الثاني للفريق عندما تم الدفع به في الدقيقة 46 وسجل هدفه في الدقيقة 51، وفي نفس الجولة وفي مباراة الوحدة مع اتحاد كلباء سجل يحيى الغساني الهدف الخامس في الدقيقة 85، وقد شارك اللاعب بدلاً من زميله طارق أحمد في الدقيقة 63 في المباراة التي انتهت لمصلحة الوحدة 6/2.
وبخلاف ذلك، هناك لاعبون دوليون على سبيل المثال شاركوا في مباريات مختلفة ومنهم 4 لاعبين في شباب الأهلي ولكنهم لم ينجحوا في صناعة الفارق، وبالتالي فإن الأسماء تختفي أهميتها في دور اللاعب البديل، ويظهر الإنتاج الخاص به والذي يتمثل في صناعة أو تسجيل الأهداف، وتغيير مجرى المباراة.
وهناك أيضاً بدلاء يتحدث عنهم خبراء اللعبة والمحللون، وهم الذين يصنعون الفارق والتأثير المباشر فور نزولهم لأرض الملعب.
موسى عباس: النجاح يقاس بالقدرة على التغيير دون النظر إلى العمر
يقول الدكتور موسى عباس، الخبير الرياضي، مدير أكاديمية نادي شباب الأهلي، إنه بعيداً عن تألق دياكيه من دكة البدلاء هناك عناصر أخرى يمكن الإشارة إلى جهدها الكبير فور نزولها لأرض الملعب، ومنهم يحيى الغساني وأحمد العكبري من الوحدة، حيث شاركا في مباريات كانت إضافة بالنسبة لهما، وكذلك إبراهيم خميس لاعب الفجيرة، وكلهم نجحوا في أن يلفتوا النظر بشكل إيجابي.
وعن الفرق التي تمتلك بدلاء جيدين وظهرت ملامحهم بشكل ملموس، يقول موسى عباس: «يأتي فريق الجزيرة في مقدمة فرق المسابقة، ومعه كذلك فريق الوحدة، والفريق الذي يمتلك البدلاء، لكنهم حتى الآن لم يظهروا بالشكل المناسب هو فريق النصر، والغريب في النصر أن الأساسيين والبدلاء لم يظهروا بالشكل الذي كنا نتوقعه بشكل عام حتى انتهاء 5 جولات من عمر البطولة».
وتابع: «هناك على سبيل المثال نجد البدلاء الكبار في شباب الأهلي منهم أحمد خليل وإسماعيل الحمادي ولوفانور، وهي أسماء لامعة وقوية ويمكنها أيضاً أن تصنع الفارق في المباريات وكذلك وليد حسين، ولكنها لم تظهر حتى الآن، ونجد في صفوف العين ريان يسلم وهو لاعب دولي وزميله الدولي كذلك أحمد برمان».
وقال عباس: «فلسفتي للاعب البديل لا ترتبط باسم اللاعب كبيراً كان أم صغيراً، مشهوراً أم مغموراً، ولكن نجاح البديل يقاس دائماً بما يستطيع أن يغيره في سير أحداث المباراة، وأضرب مثلاً لذلك أنه في مباراة نادي الإمارات مع فريق الوصل في الجولة الرابعة، استطاع أن يسجل الأهداف اثنان من اللاعبين المقيمين، وهما ناصر محمود نور في الوصل والذي تم الدفع به بدلاً من خليل خميس في الدقيقة 83، وسجل هدف الفوز في الدقيقة 86 لتنتهي المباراة للفهود على الصقور 2/1، وفي المقابل وجدنا أحمد حسان لاعب الإمارات الذي سجل هدف فريقه الوحيد في الدقيقة 80 ولعب بدلاً من سعيد الغافري في الدقيقة 76».
وعن بدلاء الشارقة مثلاً وعدم تأثيرهم في تغيير أحداث المباراة، علق الدكتور موسى عباس: «الشارقة كفريق له تأثيره ككل، حيث يمتلك الفريق مجموعة جيدة لها تكتيك تنظيمي دفاعي عالي المستوى، وأصبح لدى الشارقة في هذا الموسم عناصر تساهم في صناعة الفارق، وهم 3 عناصر سيف راشد وإيجور وريان منديز، وأرى أن لاعب المحور الأجنبي الأفضل حتى الآن هو الأوزبكي شوكوروف، وما يميز الشارقة أنه يمتلك أجنبياً هدافاً وهو البرازيلي ويلتون وآخر يراوغ وأقصد به منديز والثالث صانع ألعاب من طراز عالمي وهو إيجور، والرابع محور وهو شوكوروف، وكل لاعب مؤثر للغاية في مركزه».
عيد باروت: متابعة المباراة بتركيز تزيد فرص التألق
أكد المدرب الوطني، عيد باروت، أن اللاعب عندما يمتلك خبرات كبيرة يستطيع قراءة المباراة بشكل مناسب من على دكة البدلاء، وهو ما يسمح له فور نزوله بعمل الفارق المناسب، متحدثاً في الوقت نفسه أن هناك عناصر يمكن الاستفادة من جهودها مستقبلاً، خاصة في صفوف الشارقة، ومنهم محمد إبراهيم ويوسف سعيد، مشيداً كذلك بما يقدمه إبراهيما دياكيه.
وقال: «نجح دياكيه من خلال خبراته الطويلة أن يتابع المباراة بعيون مفتوحة وتركيز كبير، قبل أن ينزل إلى أرض الملعب، لذلك يظهر تأثيره الكبير فور نزوله، ويقوم بهز شباك المنافسين في توقيت قصير، وهي ميزة لا تتوافر في الكثير من بدلاء الموسم حتى الآن، أضف إلى ذلك أنه يوجد في الجزيرة الأجنبي الهولندي ناصر برازيت».
وتابع: «هناك لاعب في الشارقة أعتقد أنه عندما يعود من الإصابة التي أبعدته حتى الآن عن المنافسات سيكون له شأن وهو يوسف سعيد، لأنه مهاجم جيد وقوي، ويبذل جهداً كبيراً في أرض الملعب، وعليه أن يحصل على فرصة مناسبة، والعنبري لديه الرؤية العالية التي يمكن من خلالها الاستفادة من عناصره، حيث لديه لاعب آخر، وهو محمد إبراهيم يمكن الاستفادة منه».
ياسر سالم: 3 أسباب وراء تألق «المخضرم» في «الأوقات القصيرة»
تحدث ياسر سالم، محلل أبوظبي الرياضية، في الكثير من الاتجاهات فيما يخص اللاعب البديل وما قدمه مع انتهاء 5 جولات من البطولة، مشيراً كذلك إلى أن هناك عناصر سوف تظهر مع النفس الطويل للبطولة قائلاً: «النادي الذي يمتلك البديل حالياً هي الفرق التي أظهرت ثباتاً في المستوى، وهي محدودة للغاية تتمثل في الوحدة والشارقة والجزيرة، ونجد أن العين فريق لديه شخصية ويعلم كيفية الحصول على النقاط، ولكن المستوى بالنسبة له سوف يأتي مع المباريات، والفريق الذي يمتلك دكة بدلاء جيدة هو الوحدة والجزيرة الذي يمتلك مجموعة لاعبين صغار السن».
وأضاف: «خبرة المخضرم دياكيه في بدلاء العين جعلته حتى الآن هو الأفضل بين أقرانه، حيث استطاع اللاعب من خلال 3 أسباب أو عناصر أن يتفوق بها، وهي خبرة السنوات التي قضاها في الدوري، والحس التهديفي، إضافة إلى التركز السليم في المباريات، وهي أمور جعلته يصنع الفارق مع العين، وهو يتعامل بشكل رائع مع الكرات التي تصله من لمسة واحدة، وفي وقت قصير يقدم لنا المفيد جداً في عالم الكرة».
وزاد ياسر سالم: «النفس الطويل مهم للغاية في سياسة المدربين خلال الموسم، لأننا لم نلعب سوى 5 جولات، وبالتالي يجب على المدربين أن يدركوا أهمية سياسة التدوير بالفريق، وكيفية المحافظة على الشكل الأساسي والعمود الفقري للتشكيلة التي يختارها، مع تبديل بعض اللاعبين بحسب أهمية المباراة والنتيجة، وهناك مباريات تجعل المدرب يدفع بلاعبين من أصحاب المجهود الكبير على الدكة للراحة، ويستعين بآخرين ممن لم يشاركوا، وعملية التدوير أو الاستعانة بالبدلاء لابد أن تتسم بالذكاء الكبير».
وتابع: «نرى على سبيل المثال أن تغييرات عبد العزيز العنبري في الشارقة للتنشيط أو للمحافظة على النتيجة، وعند التبديل الاضطراري نشاهده يدفع بأسماء أخرى إلى أرض الملعب، والعنبري حصل على ثقة ممتازة من إدارة النادي، وهو كمدرب استطاع أن يقوم بعمل رائع حتى الآن وقام بعمل توليفة جيدة، ونشاهد عمل الملك كمجموعة في الناحية الدفاعية، والجميع يتفق على أن خط دفاع الفريق هو الأقل بين بقية خطوط الفريق، ولكن بالمنظومة الدفاعية والتعليمات والتوجيهات استطاع تقوية الفريق دفاعياً، وإذا استطاع الفريق الخروج من أزمة الإيقافات مثلاً أو الإصابات مع نسبة بسيطة من التوفيق، أعتقد أن الشارقة سوف يسير بشكل جيد في الموسم وحتى الآن أعتبر أن الشارقة تعرض لأكثر من اختبار ونجح في ذلك، وعودة الفريق للمنافسة هي عودة الجماهير، وإضافة رائعة إلى الدوري، لكون هذه الفرق الكبيرة تملك إرثاً كبيراً».