23 يوليو 2011 19:35
بابا سنفور.. سنفور الغاضب.. سنفور الحالم، وغيرها من الشخصيات التي ابتكرها الرسام البلجيكي بيير كوليفورد في منتصف القرن الماضي، منحت مهرجان صيف في أبوظبي هذا العام، مذاقاً خاصاً وساهمت بشكل كبير في استقطاب أعداد غفيرة من الزائرين، من المتوقع أن يصل إلى 65 ألف زائر.
أشار جورج حداد المشرف العام على فريق العمل داخل قرية السنافر إلى استمتاع الأطفال والزائرين بعالم سنافر المدهش، والتفاعل غير المسبوق الذي شهده مركز المعارض بين الجمهور وتلك الشخصيات الفكاهية.
وقال إن الطفل لدى وصوله إلى مدخل قرية السنافر يستقل إحدى الدراجات الصغيرة المخصصة للأطفال ثم يتجه يميناً أو يساراً بشكل دائري حول القرية للتعرف على كل محتوياتها والأقسام الموجودة بداخلها، ومن أهم تلك الأقسام، منطقة التلوين، حيث تعطى للأطفال رسومات يقومون بتلوينها، وبعد ذلك يسجل اسمه عليها ثم يتم تعليقها على اللوحات الخشبية الموجودة هناك، ما يجعل الطفل يشعر بأهمية الانجاز الذي قام به عبر رؤيته لعمله محط أنظار الآخرين، ومن هناك تظهر فائدة تربوية لجناح التلوين يتمثل في دعم ثقة الطفل بنفسه عن طريق اعتزازه بما يقوم به من أعمال.
بيوت الفطر
أما في صدر القرية يوجد الـ “ريل مشروم” وهو عبارة عن غرفة ملونة بألوان زاهية ومشرقة تمثل أحد بيوت الفطر يجلس فيها الأطفال ويشاهدون عرضاً لمسلسل سنافر باللغة العربية، من خلال شاشات التليفزيون والتي تعمل طيلة ساعات افتتاح القرية دون توقف.
إلى جانب الـ “ريل مشروم”، هناك لعبة الـ “تويستر” ويلعبها الكبار أيضاً إلى جوار الصغار، ومن خلالها يتم التعرف على شخصيات السنافر، ويتم لعبها بواسطة شخصين أو ثلاثة أشخاص بمشاركة المرشدة التي تتولى الأشراف على اللاعبين.
وفي الجهة المقابلة نجد منطقة الألعاب وتضم أرجوحتين أحداهما تعتمد على التوازن بين الطرفين الجالسين على كل ناحية منها، والأرجوحة الأخرى معلقة في أحد العوارض الخشبية، وهناك لعبة التزحلق، وجميعاً تخلق أجواء من المرح واللهو في إطار من وسائل الأمان والسلامة للأطفال، وفي ظل متابعة ومراقبة المشرفين.
وللصيد وفنونه أيضاً نصيب داخل قرية السنافر من خلال قناة مائية صغيرة بها مجسمات بلاستيكية لأنواع من الأسماك والبط، أعدت خصيصاً للأطفال، حيث قال حداد إن الطفل يتم تسليمه أدوات صيد بسيطة موضوع في نهايتها مغناطيس، مع وضع قطعة صغيرة من الحديد في فم السمكة أو واحدة من البط، بحيث عندما تقترب أداة الصيد من فم السمكة أو البطة تلتصق بها، ثم يضعها الطفل داخل سلة مخصصة لذلك في تجربة جميلة ومدهشة دخل عالم الصيد والماء.
نباتات وفواكه
وخلف تلك القناة وبالعبور على جسر خشبي صغير نجد حديقة مصغرة بها أنواع مختلفة من الفواكه والنباتات وعلى كل نوع منها هناك لافتة تحوي بعض المعلومات عنها، وذلك ما يؤدي إلى إثراء معلومات الطفل عن عالم البنات والفواكه بشكل شيق وجذاب، بعيداً عن الأساليب التقليدية في التعليم.
وعلى أرضية تلك الحديقة تتناثر أشكال تركيبية يتعرف الأطفال بواسطة اللعب بها وتجميعها على أسماء الفواكه وأشكالها.
وكان للأنوثة حضور من خلال بيت سنافور للتجميل، وبداخله يتعلم الأطفال مبادئ عمليات التزيين، بمساعدة المرشدة وباستخدام أنواع من المعكرونة الجافة المزينة بألوان مبهجة، حيث يقوم الأطفال بعمل أشكال مختلفة من الحُليّ بواسطتها.
على بعد خطوات من بيت سنافور للتجميل، يوجد جناح للموسيقى تتوزع فيه بعض آلات الإيقاع يعبر فيها الأطفال عن مواهبهم وميولهم الموسيقية، أما أهم ما يستقطب جمهور قرية السنافر إلى الحد الذي يجعلهم يقفون متراصين كل في انتظار دوره، فقرة التصوير مع شخصيات السنافر.
فعاليات شيقة
أما المهندسة هالة حسين عبد الحميد 38 سنة التي جاءت إلى المهرجان بصحبة أسرتها وأبنائها الثلاثة، فقالت إن مهرجان صيف في أبوظبي قدم هذا العام فعاليات مدهشة وشيقة استطاعت أن تلبي كل ما تحتاجه الفئات العمرية المختلفة داخل الأسرة الواحدة، مثل توفير مدينة خاصة بالملاهي والألعاب المثيرة، وكذلك أجنحة عديدة خاصة بتعليم الأطفال مبادئ الفنون مثل الرسم والموسيقى، أما أجمل الفعاليات التي يشهدها مركز المعارض – بحسب عبدالحميد- هي قرية السنافر بما احتوته من زخم ترفيهي غير عادي تم تتويجه بإتاحة الفرصة للجمهور لالتقاط الصور التذكارية مع شخصيات سنافر، وهي لفتة كريمة وذكية من جانب القائمين على تنظيم المهرجان تستحق توجيه الشكر عليه.
قاسم صالح الدريني 31 سنة، جاء إلى مركز المعارض بصحبة زوجته وولديه هشام وسارة 6 و3 سنوات، أثنى على الإبهار والبهاء اللذين غلفا كل الفعاليات المقامة داخل مركز المعارض ومنها قرية السنافر، كونها ضمت أنشطة عديدة جعلت من أطفاله يفضلون قضاء معظم الوقت داخلها، فهناك تعلموا عن الألوان والرسم، وكذلك عن الزراعة والنباتات، وتابعوا عن قرب شخصيات سنافر التي كانوا يشاهدونها من خلال القنوات التليفزيونية، وهو ما يعد تحقيقا لأحلام كثير من الصغار.
عبدالله الجابري 42 سنة الذي رافق أولاده الأربعة إلى داخل قرية السنافر، قال إن اهتمام العاملين في المهرجان بالقرية جعل منها حدثاً مميزاً داخل مهرجان “صيف في أبوظبي”، ولفت إلى أنه قرأ عنها في الصحف كما أن أبناءه طلبوا منه زيارتها بعدما عرفوا عنها من أصدقائهم، وأكد على أنها فعلا شيء مبهر بكل ما احتوته من أشخاص وحسن ترتيب وقدرة على تعليم الأطفال أمور كثيرة في زمن قياسي وفي سياق استمتاعهم بالألعاب المختلفة.
وذكر أن هناك فعاليات عديدة تشهدها العاصمة خلال مهرجان صيف في أبوظبي، وهذه الفعاليات مثلت متنفساً ممتعاً لكثير من الأسر التي لا تسمح لها ظروفها بالسفر إلى الخارج، وجعلت من أشهر الصيف في أبوظبي فترة جميلة تشجع الكثيرين على قضاء أوقات ممتعة في ظل أجواء مبهجة ومريحة، وبأسعار تتناسب مع كافة الدخول.
من هم السنافر؟
السنافر هي كائنات خيالية، صغيرة الحجم ، زرقاء اللون، وتعيش في الغابة عملت حولها الكثير من أفلام الصور المتحركة لتعرض على شاشات التلفزيون تمثل عائلة السنافر الكثير من الشخصيات مختلفة الطباع، والسنافر كُثُر فهناك بابا سنفور وسنفور الحالم وسنفور الغضبان وسنفور القوي وسنفور المفكر (أبو نظاره) وسنفور الأكول وسنفور الغضبان وسنفور الكسول وسنفور الشاعر وسنفور الرسام وسنفور المازح وسنفور الموسيقي العازف وسنفور العبقري وسنفور المغرور وسنفور المزارع وسنفور المغامر وسنفور الطفل والسنفورة الجميلة.
وللسنافر عدو كريه هو شرشبيل الشرير وقطته الحمراء المشاكسة اللذان يعيشان في القلعة المهجورة.
المصدر: أبوظبي