السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

« الإعلام الواعي» ضرورة.. والبعد عن النمطية أولوية

« الإعلام الواعي» ضرورة.. والبعد عن النمطية أولوية
18 نوفمبر 2019 02:04

شروق عوض (دبي)

أكد معالي الوزير المفوض الدكتور فوزي الغويل، مدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، أن الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص أصبحت مركزاً إعلامياً رائداً، إذ أن دبي توافرت لها كل الشروط التي أهلتها لتكون عاصمة الإعلام العربي للعام المقبل، حيث سنشهد الكثير من الفعاليات التي ستشرف عليها اللجنة المشتركة، المكونة من الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، والملتقى الإعلامي العربي، ودولة الإمارات «عاصمة الإعلام العربي 2020».
وأوضح معاليه في تصريحات للصحفيين، أمس، على هامش الاجتماعات الدورية لجامعة الدول العربية لمناقشة دور الإعلام في مكافحة الإرهاب ونبذ الكراهية بدبي، بأن اختيار دبي عاصمة للإعلام العربي للعام 2020، جاء بعد نجاحها في إيجاد استراتيجية شاملة لهذا القطاع الحيوي، حيث عملت على إبراز دور الإعلام بالابتكار والتميز، بعيداً عن الصورة النمطية السابقة، وتوفير تشريعات تواكب تطورات المشهد الإعلامي، وبناء شراكات مع القطاع الخاص، مما أسهم في تحولها إلى مركز جذب للإعلاميين والمبدعين وصناع المحتوى، وإيصال رسالة الإمارات إلى العالم والتي تركز على قيم التسامح والتعايش.
وحول دور الإعلام في مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف قال: «ترى الأمانة العامة للجامعة أن دولة الإمارات ستكون نموذجاً رائعاً في تفعيل دور الإعلام في خدمة المجتمع، وأنها ستغير كثيراً من الأدوار النمطية التي يؤديها الإعلام العربي»، مشيراً إلى أن الإمارات بادرت باستضافة اجتماعات الأمانة العامة للجامعة العربية حول دور الإعلام في مكافحة الإرهاب ونبذ الكراهية، على إثر التطورات الجارية في العراق، والتي حالت دون استضافتها هذه الاجتماعات، رغم أنه قدم كل التسهيلات اللازمة، وبذل الجهود لإنجاحها.
وشدد الغويل على أن هذه المرحلة تعد من أصعب المراحل التي تمر بها الدول العربية عبر التاريخ، بسبب عوامل عدة أسهمت في ما يجري حالياً، داعياً الإعلام العربي إلى نبذ دعوات التطرف، واعتماد الأخلاقيات المهنية، وأن ينأى بنفسه عن الصراعات، وتأجيج الأمور، معرباً عن أسفه لأن الإعلام العربي أصبح إحدى أدوات تدهور الأوضاع، ما يستدعي تغييراً في الأدوار التي يقوم بها، لافتاً إلى محاولة بعض وسائل الإعلام العربية إلى الالتزام بالحيادية، لكن معظمها يحتاج إلى إعادة النظر فيما تقدمه.
وبسؤال الغويل عن مقترح إنشاء المرصد الإعلامي العربي للإرهاب، الذي اعتمده المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في اجتماعه الثامن المنعقد بالقاهرة في نوفمبر عام 2017، بيّن أن هذا المرصد صدرت بشأنه توصية، وتمت الإجراءات التأسيسية له، والعراق يبذل جهداً كبيراً لتدشينه واستضافته، وقد يكون هذا قريباً بعد انتهاء الأوضاع التي يمر بها.
وأشار إلى أن واقعنا أصبح يتطلب إعلاماً واعياً، ومسؤولية مجتمعية ومواثيق شرف، ومعرفة أدوات وثقافات المجتمع وسلوكياته، والموقف يحتاج للنظر والتقييم وتوظيف الإعلام للرسالة السامية، ومحاربة التطرف والإرهاب، وتعزيز خطاب التسامح ونشره بين الناس والدعوة إلى العمل به، وتشجيع الوسطية والاعتدال، ومواكبة التطور والثورة التكنولوجية، مؤكداً أهمية تدريب وتأهيل الكوادر العاملة وتنمية مهاراتها، لمخاطبة العالم بلغة جديدة تتناسب مع مقتضيات العصر.
ولفت فوزي الغويل إلى أن بعض وسائل الإعلام تبث سمومها في عقول الشباب العربي وتجندهم، ليكونوا قتله لأبناء وطنهم، وتبث الأفكار المسمومة التي تهدد أمننا، وتسهم في خلق التوتر والصراعات داخل البلاد العربية.

تجربة الإمارات الناجحة
من جانبه، أكد ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، أن دولة الإمارات نجحت في تحويل التسامح والعيش المشترك والاعتدال والوسطية، من مجرد قيم مجتمعية إلى عمل مؤسسي تشارك في إنجاحه كافة مؤسسات الدولة بما في ذلك قطاع الإعلام الذي مثّل الوجهة الأمينة لهذا العمل الدؤوب، الذي لعب دوراً مهماً في تأكيد قيمة التعايش كأساس لمسيرة العمل التنموي التي تحقق الخير والرفاه لكل مكونات المجتمع دون تفرقة، فضلاً عن دوره في نبذ فكر التطرف ودحض كل فكر مضلل بالدليل والحُجّة والبرهان.
وأضاف أن الإمارات اختارت التسامح كمنهجية شمولية وسياسة وقائية لمكافحة التطرف والإرهاب، وذلك لأننا أردنا أن يكون لدينا البنيان الأشمل بتحصين أبنائنا وبناتنا مُسبقاً ضد التطرف والإرهاب، بدلاً من انتظاره، ثم التأسف على السياسات البعدية ومدى نجاحها، مؤكداً أن تجربة الإمارات في نشر وتعزيز ثقافة التسامح تعتبر تجربة فريدة من نوعها، بسبب تحدي التنوع الثقافي والسكاني والديني للمقيمين على أرضها من غير المواطنين، لكن القيادة الحكيمة للدولة حوّلت ذلك التنوع إلى فرصة ذهبية استفادت منها الدولة، فأغنت المواطن والمقيم ثقافياً، بدلاً من تذويبه، وساهمت ببناء جسور المودة والتآلف بين مختلف الجنسيات والثقافات المتواجدة على أرض الدولة.
وأشار إلى أن التجربة الإماراتية أثبتت أن الإعلام المتزن والمتوازن هو الأقدر على نشر رسالة التسامح، ونبذ الكراهية ومساعدة الدولة والمجتمع في مكافحة الإرهاب والتطرف، وقبل ذلك تعزيز التلاحم المجتمعي والوئام بين مختلف عناصر المجتمع والدولة.
ودعا الدول الأعضاء بالجامعة العربية للتعرف أكثر على التجربة الريادية الناجحة للإمارات كدولة راعية للتسامح، وكدولة متميزة في مكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال مجموعة المبادرات المضمنة في نمطها الحياتي اليومي، وكذلك الاستراتيجيات المختلفة التي تعزز التسامح، وتعلي من شأن التوادّ المجتمعي والتفاهم المشترك، إضافة للاقتصاد الديناميكي، وما يسمح به من توازن واستدامة للتنمية، وكل ذلك يؤدي إلى تعايش إيجابي جميل وسلمي بين ما يقرب من 200 جنسية على أرض دولتنا الحبيبة دون تسجيل حادثة واحدة يمكن وصفها بأنها حادثة كراهية أو تعصب.
وأكد أن وسائل الإعلام الإماراتي تحفل كل يوم بمحتوى مسؤول يقدم التعايش كأسلوب حياة، ويرسخ التسامح كفكر مؤسسي للمجتمع والدولة، وللفرد والجماعة، وينبذ التطرفَ ويحذر منه ومن مهالكه، ويردُّ على طروحات الإرهاب والفكر الشاذ بالدليل والحجة والبرهان.
وقد شهدت فعاليات اليوم الأول للاجتماعات ورشة عمل بعنوان «دور الإعلام في الترويج للخطاب الديني الوسطي ومكافحة الإرهاب» قدمت خلالها دول: الإمارات، ومصر، والعراق، بالإضافة إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الكسو»، أربع أوراق عمل تمحورت حول التصدي للإرهاب ونبذ الكراهية والتحريض، وتفعيل الخطاب الديني الوسطي، وتدعيم الدور الإيجابي للإعلام لمواجهة تلك الآفة الخطيرة التي تستهدف النيل من المجتمعات ومقدرات الشعوب.

منى المري: مواقف الإمارات واضحة ضد زعزعة الاستقرار
أكدت منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة، في كلمتها بمستهل الاجتماعات وبحضور الوفود العربية المشاركة، أن اختيار الجامعة العربية دولة الإمارات لاستضافة هذه الفعاليات يحمل دلالات مهمة لاسيما وأنها ستعقد في دبي التي اختارها وزراء الإعلام العرب في يوليو الماضي عاصمةً للإعلام العربي للعام 2020، بما يعكسه هذا الاختيار من تقدير لدور دبي في دعم قطاع الإعلام على امتداد المنطقة عبر مبادرات نوعية دأبت على إطلاقها منذ أكثر من عشرين عاماً.
وأشارت إلى أن رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كانت دائماً واضحة بشأن العمل على تعزيز دور الإعلام في خدمة مجتمعاتنا العربية وحماية مكتسباتها وضمان تقدمها وازدهارها، فضلاً عن دوره في معاونتها على التصدي لأهم التحديات المحيطة ومن أخطرها الإرهاب الذي بات ظاهرة تؤرق العالم أجمع وتهدد مصالحه. ولفتت المري إلى أن مواقف دولة الإمارات كانت وستظل واضحة وراسخة في الوقوف بكل قوة وحزم في وجه كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار العربي والدولي، بينما تتواصل جهودها بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مكافحة الإرهاب والقضاء على كل أشكال التطرف والتعصّب والعنصرية، ليعم الأمن والسلام ربوع العالم كافة.
وشددت على أن الإرهاب آفة يستدعي القضاء عليها رفع مستوى وعي المجتمع بأخطارها ونتائجها الفادحة، وهو مطلب رئيس للتصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها في منابعها لكون الوعي هو الدرع الواقية للمجتمع وخط الدفاع الأول الذي يحول دون انزلاق أبنائه إلى هوة الإرهاب، فيما يبقى دور الإعلام أصيلاً في تشكيل هذا الوعي لدى كافة شرائح المجتمع عبر إمدادهم بالمعلومات الدقيقة والحقائق الموثوقة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©