بنهاية المباراة الختامية التي تشهدها أبوظبي اليوم، في نهائي كأس آسيا 2019، ستطفأ أنوار استاد مدينة زايد الرياضية، ليكون آخر الاستادات الرياضية الثمانية، التي شهدت العرس الآسيوي، وكانت مسرحاً لأكبر استحقاق للبطولة القارية طوال العقود الستة الماضية، وتسدل بعدها ستارة النجاح المبهر للحدث القاري الذي أثبت تميز الإمارات كقبلة للأحداث الرياضية الكبرى.
الحديث عن النجاح الإماراتي المطلق في الاستضافة والتنظيم تدعمه الوقائع، وتعززه الأرقام، وتصادق عليه الشواهد، ومن حضر البطولة، وتنقل بين استاداتها، واستكشف مرافقها، وتتبع تفاصيلها، يدرك أن الإماراتيين قدموا نسخة سيكون من الصعب مجاراتهم فيها، لكنهم بقدر ذلك، قدموا خدمة لمن سينظم بعدهم، كونهم رسموا نموذجاً متميزاً لمن ينشد النجاح.
النجاح الإماراتي يعود إلى وجود قيادات مؤمنة ببلدها، وبرسالته الحضارية، وكوادر متفانية في خدمته، وتعزيز سمعته.
هذا الألق الذي شهدناه في كل يوم من أيام البطولة، وفي كل حدث من أحداثها، وفي كل تفصيل من تفاصيلها، كان خلفه رجال يستحقون أن نحيي جهودهم، ونثمن أدوارهم، ونشكر مساعيهم، وفي مقدمتهم معالي اللواء محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العامة للرياضة، نائب رئيس اللجنة العليا للبطولة، رئيس اللجنة التنفيذية، الذي وصفته بـ «القيادي الأخطبوط»، وهو الذي كان له في كل موقع بصمة، وفي كل عمل لمسة، وفي كل نجاح دور.
ولا يمكن أن نذكر أضلاع النجاح، من دون ذكر الضلع الثابت، عارف العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، مدير البطولة، وهو الذي أثبت مرة جديدة أنه أحد مفاخر القيادات الرياضية الخليجية، بفكره وحسن قيادته، كما لا يفوتني تحية جهود محمد بن هزام الأمين العام لاتحاد كرة القدم، وكذلك أعضاء اللجنة العليا المحلية، ورؤساء المجموعات في أبوظبي، ودبي، والعين، والشارقة، وكل الأعضاء العاملين والمتطوعين.
وإن أنسى فلا أنسى جهود الجندي المعلوم الزميل محمد البادع رئيس اللجنة الإعلامية، وليسمح لي إن قلت إنه كان أحد الأرقام الصعبة في معادلة النجاح، بحسه الإعلامي، ومهنيته العالية، وعلاقاته الواسعة، مع علمي بزهده في المديح، فكما عرفته لا يبتغي ثناءً على جهوده، ولا ينتظر إطراءً على عمله، بقدر ما يبحث عن وضع بصمة نجاح في كل موقع يكون فيه، وفي مستوى كل ثقة تمنح له، فكيف إذا كان ذلك خدمة لوطنه، وقد فعل ذلك وبإبهار، فشكراً للإمارات، وتحية لكل الجهود التي كتبت رواية نجاح بطولة المليار درهم.