سامي عبد الرؤوف (دبي)
كشفت الدكتورة مريم مطر، رئيس مجلس إدارة، ومؤسس جمعية الإمارات للأمراض الجينية، أن هناك 4 أدوية بيولوجية مسجلة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالدولة، تستخدم حالياً في علاج نحو 30% من المصابين بالسرطان في الدولة، وأعطت نتائج متميزة.
وقالت: «18% من المرضى الذين يتعالجون عن طريق هذه الأدوية البيولوجية، استجابوا للعلاج بشكل كبير، وهذه النسبة تعتبر كبيرة مقارنة بمثيلاتها عالمياً، وتتميز هذه الأدوية بأن آثارها الجانبية قليلة جداً».
وأشارت مطر، في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر الإمارات للسرطان الذي اختتم أعماله أمس بدبي، إلى أن العام الجاري يعتبر بداية حقبة جديدة في علاج أمراض السرطان في الإمارات والعالم، ستجعل التعامل مع المرض من قبل المرضى والأطباء كحال التعامل مع بقية الأمراض مثل السكري والضغط، حيث سينتقل المريض من مرحلة محاربة المرض بالعلاج الكيميائي الذي يؤثر على خلايا الجسم إلى التعايش معه حتى القضاء عليه نهائياً.
وذكرت مطر، أن هناك حقناً جديدة لعلاج السرطان، تختصر حصة العلاج للمريض إلى 10 دقائق، بحد أقصى للمرة الواحدة، وتعطى تحت الجلد، بدلاً من الأدوية الكيميائية التي كانت تعطى عن طريق الوريد وتستمر حصة العلاج لنحو 4 ساعات في الكثير من الأحيان، موضحة أن هذه الحقن تعطى للمريض مرة واحدة كل 4 أسابيع.
ولفتت إلى أن العلاج الجديد يعمل على تقليل المضاعفات السلبية التي كانت تنتج عن العلاج الكيميائي، مؤكدة أنه لن يغني تماماً عن العلاج الكيماوي، في بعض أنواع السرطان، وإنما سيكون مساعداً على الشفاء إلى حد كبير.
وأشارت مطر، إلى أن التحدي الذي يواجه بعض مرضى السرطان تجاه العلاج الجديد، سعره المرتفع، وعدم قبول شركات التأمين الصحي تغطيته نتيجة لذلـــك، إلا أن غالبية مرضى السرطــان في الدولة يعالجون مجاناً.
وذكرت رئيس مجلس إدارة، ومؤسس جمعية الإمارات للأمراض الجينية، أن دولة الإمارات تحولت من دولة كانت تنتظر نتائج الأبحاث العلمية لتطبقها، إلى دولة شريكة في إعدادها وتنفذيها، خصوصاً الأبحاث السريرية، وأصبحت من أولى الدول في العالم التي تدخل وتستخدم أحدث الأدوية لمرضاها، أسوة بالدول المتقدمة.
من جهته، أوضح الدكتور حميد الشامسي، استشاري الأورام السرطانية في مستشفى توام، أن العلاج المبتكر يعالج بشكل رئيس سرطانات «الرئة والثدي والكبد والكلية والمخ»، ويحقق نسب شفاء مرتفعة، للحالات التي تستجيب للعلاج، منوهاً بأن الدولة تدعم دائماً الأدوية الجديدة مهما كانت مرتفعة الثمن، طالما تحقق نسب شفاء عالية، ومن ثم أصبح في إمكان المواطنين والمقيمين على حد سواء الحصول على الأدوية التي كانت بمثابة حلم للمرضى.
وكانت انطلقت فعاليات الدورة العاشرة من مؤتمر الإمارات لأمراض السرطان، يوم الخميس الماضي، تحت شعار «تعزيز التميز في علم الأورام والقضاء على السرطان» في فندق إنتركونتيننتال فيستيفال سيتي في دبي، وناقش المؤتمر آخر التطورات والبحوث العلمية في مجال مكافحة مرض السرطان ومناقشة الحلول المثلى للوقاية منه.