هناء الحمادي (أبوظبي)
التميز هو عنوان وهدف الدكتور إبراهيم أحمد، الذي نشأ في دبي، ودرس في مدارسها، حتى التحق بجامعة الإمارات بمدينة العين، وتخصص في الكيمياء والرياضيات، ونتيجة تفوقه حصل على منحة من شرطة دبي، ضمن برنامج «استقطاب المتميزين»، الذي يتم بموجبه منح الطلاب المتميزين في الجامعات والكليات والمعاهد، وهم على مقاعد الدراسة، فرصة الانضمام إلى شرطة دبي، التي تحرص على شغل أبناء الوطن للوظائف التي يستحقونها. د. إبراهيم، أنهى دراسته بامتياز مع مرتبة الشرف، ليلتحق بعدها بالعمل في المختبر الجنائي بشرطة دبي، لكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الحد، بل استطاع الالتحاق بشركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة «بروج»، ومنها التحق بالعمل في شركة بورلز في السويد، لمدة 6 أشهر.
علم «البوليمر»
نظراً لقلة الكوادر المواطنة في تخصصات «البوليمر»، حصل د. إبراهيم على بعثة من «أدنوك» للدراسة في جامعة مانشستر، في تخصص علم مواد «البوليمر»، وهي إحدى مجالات الهندسة المعنية بتصميم وتحليل أو تعديل مواد البوليمر، وتشمل هندسة البوليمرات جوانب صناعة البتروكيماويات والبلمرة، وبنية وخصائص البوليمرات وخواصها، وتركيب ومعالجة البوليمرات، وعلاقات الملكية الخاصة بالبنية والتطبيقات.
يضيف د. أحمد: على مقاعد الدراسة تتلمذت وتعلمت واستفدت الكثير، وحصلت على ما أطمح إليه من مهارات وخبرات، حتى تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، وحصلت على شهادة الدكتوراه، مما مكني من الالتحاق بجامعة كامبيردج العريقة، وعملت بها على عدة مشاريع مع شركة «إيرباص للطائرات» في مجال بطاريات الليثيوم.
تجربة «ناسا»
ويقول د. إبراهيم: اتجهت أنظاري بعدها للالتحاق بـ«ناسا»، لأكون أول إماراتي يحظى بالتدريب في هذه الوكالة الفضائية الأميركية العالمية، وكنت سعيداً للغاية بهذه الفرصة من بين مئات المتقدمين حول العالم، ومهمتي في ناسا كانت تتلخص في تطوير مواد بالمركبات الكربونية، لاستخدامها في أجهزة الاستشعار. وعن هذه التجربة، يشير قائلاً: «أجمل ما يميز رحلتي إلى «ناسا» الأجواء العلمية المناسبة للإبداع، ودعم الشباب واحترامهم وتقديرهم للعلم، وأكثر ما تعلمته هو الثقة بالنفس، واكتساب الخبرات على مستوى عالمي».
إرادة وتحدٍ
ويوضح د. إبراهيم: «من يسعى للنجاح والتفوق، يمكنه أن يحقق أهدافه بالإرادة والتحدي، ليخدم مجتمعه وأمته، فالمتفوقون هم عماد نهضة الأمم، ورقي الشعوب»، معترفاً أنه بفضل الاجتهاد ودعم القيادة الرشيدة في توفير كل ما يحتاجه الطالب المبتعث، استطاع التفوق في مجالات عدة، ويطمح أن تصبح الإمارات رائدة في مجال تكنولوجيا النانو للمركبات الكربونية.
وينصح د. أحمد، الشباب الإماراتي بأن يومن بقدراته وثقته بنفسه، ويسعى وراء تحقيق أهدافه، والتعلم من أخطائه ليواصل مسيرته، فالنجاح الحقيقي هو تخطي الفشل دون فقدان الرغبة في الوصول.