الأحد 13 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 37 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبارات وحِكم تجتاح زجاج السيارات في لبنان

عبارات وحِكم تجتاح زجاج السيارات في لبنان
18 أكتوبر 2010 21:14
“ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع”، “لا تسرع يا بابا نحن بانتظارك”، “يا رضا الله ورضا الوالدين”، “عين الحسود فيها عود”، “يا ناظري نظرة حسد، شكيتك لواحد أحد”، “لولا المصالح ما حدا صالح”. هذه بعض العبارات التي تكتب على السيارات في لبنان مشكلة ظاهرة آخذة في الازدياد. البعض يرى أن هذه العبارات طريفة ومضحكة، لا سيما تلك التي تحمل مصطلحات الغزل وأرقام الهواتف، والبعض الآخر يراها محاولات لجذب الانتباه، والبعض يرفضها لأنها تخدش الحياء العام وتعبر عن حركات “صبيانية”. وسيلة إعلانية هناك من يضع على سيارته عبارات دينية وأدعية، مثل “اذكر الله” وهذا ما يحمل دلالة دينية يضعها الكثيرون من باب “الدال على الخير كفاعله”؛ حيث إن المارة سيقرأون هذه الأدعية، ويرددونها، فينال صاحب السيارة الأجر من الله على تذكير الناس، بذكرهم سبحانه وتعالى. واللافت، اشتعال المنافسة في اختراع واستنباط الأجمل من الشعارات والكتابات، حتى أن هذه الظاهرة، وفق عصام شيّا، أصبحت وسيلة إعلانية مجانية للبعض، فهناك من يكتبون على سياراتهم عناوين مواقعهم الإلكترونية، وهناك من يضعون أرقام هواتفهم النقالة تحت كلمة للبيع. والظاهرة آخذة في الانتشار، على الرغم من وجود قوانين تفضي إلى منع مثل هذه الكتابات أياً كان شكلها ومعناها والمغزى المراد من ورائها، والجرم فيها أن أي عبارة أو كتابة على زجاج السيارات، ستشغل السائق الآخر وربما تحصل حوادث مرورية بسبب تلك العبارات، وينتج عنها إلحاق الأذى والضرر بأرواح الناس. عدا ذلك فإن قوانين السير تحتم منع وضع ملصقات أو عوائق على السيارات، وهو ما يعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون، فالمواد والبنود تشير إلى أن من يقوم بإدخال أي إضافات على المركبة خلافاً للأنظمة والتعليمات الصادرة لهذه الغاية يعاقب بغرامات مالية، هذا إذا لم يتم حجز السيارة لحين إزالة العوائق، التي قد تتسبب في إرباك سائقي السيارات الأخرى، وتكون السبب في كثير من الأحيان في وقوع اصطدامات مؤسفة. عبارات تشاؤمية من بين ما يكتب على زجاج السيارات عبارات التي تخدش الحياء العام، مثل شعارات الغزل الإباحي، وبعضها عبارات تشاؤمية مثل “صنعت سفينتي ولما انتهيت من صنعها جفّ البحر”، أو “الذي ليس له حظ، فلا يتعب ولا يشقى”. بينما يعمد معظم السائقين، خصوصاً أصحاب الشاحنات الثقيلة و”السرفيس” إلى عبارات يرضى عنها الجميع، مثل “عين الحسود فيها عود”، “ويا رب نجني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم”. وهذه الأقاويل تنم عن خوف من الحسد والغدر، وتبقى عبارة “لا تسرع يا بابا، نحن بانتظارك” هي الحكمة الأفضل التي لا تثير أي حساسيات. من جهته، يشير الخطاط محمد يتيم إلى أن رغبات السائقين في الشعارات والكتابات غير متطابقة ومتجانسة، لأن “الأذواق” تختلف حتى بين جيل الشباب نفسه، إضافة إلى آرائهم فيها، والتي تتراوح بين أنها ظاهرة سيئة وغير حضارية، وأنها جزء من الحرية الشخصية للإنسان في المجتمع أو أنها دخيلة ويجب توفير الأموال التي تنفق عليها. ويقول جورج كساب إن ظاهرة الكتابة على زجاج السيارات انتشرت في الآونة الأخيرة، حيث أصبح الشباب يتنافسون على كتابة العبارات والكلمات الطريفة والعبارات الغزلية، إضافة إلى رسوم وتعابير لا حصر لها، إضافة إلى صور لاعبي كرة قدم والفنانين. ويشير الخطاط رمال إلى أن “أكثر زبائنه من الشباب الذين يقتنون السيارات الثمينة والغالية، ويطلبون عبارات طريفة، وحالياً هناك طلبات على أسماء أجنبية والشرط أن تكون بألوان فوسفورية للفت النظر وجذب الصبايا”. ويضيف أن “أجمل العبارات والكتابات والحكم نراها على زجاج السيارات وهي تجمع صفات الأضداد في الأفكار المراد توظيفها وإيصالها إلى من يهمه الأمر، وهي تبدأ بـ”اللهم اعطهم ما يتمنون لي”، وهذا دعاء وموعظة وحكمة، إلى “لا تظن أن كل الرقص من طرب، فالطير عند الذبح يرقص من شدة الألم”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض