فاطمة عطفة (أبوظبي)
حرصاً من دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي على استقطاب أبرز الفنانين المعاصرين في الأعمال الموسيقية العربية والغربية الكلاسيكية إلى الإمارات، شهد «اللوفر أبوظبي» أمسية موسيقية شارك فيها العازفان «رينو كابوسون» على آلة الكمان، و«دانكي» على آلة الفيولا، حيث قدم العازفان مقطوعات كونشرتو الكمان الرابع والخامس لموزارت.
مدينة مبهرة
وهذه الكلاسيكيات تتلاءم مع أجواء اللوفر والكنوز التاريخية والحضارية المعروضة فيه، وهي تمثل حقباً حضارية متنوعة، تتناسب مع ما قدم من موسيقى موزارت التي أداها أهم عازفي الكمان في العالم «كابوسون»، والذي قال لـ«الاتحاد»: «هذه زيارتي الثانية إلى أبوظبي المبهرة، فهذه المدينة تحافظ على تراثها الحضاري والمعماري في آن». وأضاف كابوسون: «نعم سوف أنقل مشاهداتي من الإمارات وما هي عليه من تقدم وازدهار إلى المجتمع الأوروبي وأصدقائي»، مؤكداً أن محبي الموسيقى من العرب كانوا من قبل يذهبون إلى فيينا لسماع الموسيقى الكلاسيكية، لكن الآن صارت أبوظبي هي التي تستقبل الأوروبيين لمشاهدة متحف اللوفر وعروض الموسيقى الكلاسيكية.
واختتم عازف الكمان العالمي حديثه موضحاً: «أنا من فرنسا، والعازفة دانكي من صربيا، والمؤلف هو موزارت العظيم، وهذا دليل على التجمع الثقافي والحضاري في أبوظبي، وكنت مسروراً بمشاهدة هذه الكنوز، كما كنت سعيداً بالحضور الراقي للجمهور الذي استمع إلى المقطوعات التي قدمتها مع الفنانة دانكي».
مزج ثقافي
وتقول عازفة البيانو الإماراتية المتميزة إيمان الهاشمي: «أن يتم عزف هذه المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية في «اللوفر أبوظبي»، فهذا يعني أننا أمام متحف يجمع كنوز الماضي وحضارة المستقبل، فقد تم تقديم مقطوعتين رائعتين بالآلات الوترية الكمان والفيولا، جذبت القلوب قبل العيون»، وتضيف الهاشمي، التي تعد أول ملحنة أوركسترا إماراتية، أن مزج الثقافات والحضارات بحد ذاته فن مستقل بذاته.
فرصة ثمينة
أما عازفة التشيلو كاثرينا، تقول: «هذه الفعاليات من شأنها ربط الموسيقى الحديثة بموسيقى العصور القديمة، مما يخلق جوا كلاسيكياً خلاباً، وقد عبر الجمهور عن سعادته وإعجابه الكبير بهذا الحدث المتميز تحت مظلة الموسيقى الكلاسيكية على أرض الإمارات».
ومن بين الحضور، التقينا ثلاث فتيات يابانيات، حيث قالت شلو مي: «استمتعت جداً بهذا العزف، فأن أسمع موسيقى موزارت في اللوفر، فإن هذه فرصة تعتبر ثمينة جداً بالنسبة لي ولزميلاتي، فهذا المزج بين الشرق والغرب في أبوظبي يشبه القطع التاريخية المعروضة في اللوفر، وهذا يدل على تبادل الأفكار والثقافات بين الشعوب، فأبوظبي بالفعل أصبحت ملتقى لكل ما هو جميل وراقٍ».