لكبيرة التونسي (أبوظبي)
انطلاقاً من رؤية مؤسسة التنمية الأسرية، وأهدافها الرامية إلى رعاية وتنمية الأسرة بوجه عام والمرأة والطفل بوجه خاص، وتأكيداً على دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية، والمتمثل في الإسهام في تحقيق رفاه الأسرة وتلاحمها وضمان الرعاية والتنمية الاجتماعية المستدامة، تواصل المؤسسة تنفيذ برنامجها الوقائي «العلاقة الوالدية» في العديد من المراكز التابعة لها، والكثير من المدارس، بهدف تعزيز الهوية الوطنية لدى الصغار والكبار.
بنية متوازنة
يركز البرنامج الذي يقام هذا العام تحت شعار «انصت لطفلك تملك قلبه» بمراكز مؤسسة التنمية الأسرية، على تعزيز المفاهيم الخاصة بالخصائص النمائية المختلفة للأبناء، مع التركيز على مجالات النمو الوجداني والعاطفي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقة الوالدية الإيجابية، والتدريب على آليات التعامل مع الأبناء للارتقاء بالأسرة، وتحقيق بنية متوازنة، لاسيما أن مهمة تربية الأطفال من أهم المسؤوليات والمهام الخاصة بالأسرة، حيث يكتسب الطفل الطابع الاجتماعي خلال مراحل عملية التنشئة الاجتماعية المتسلسلة، وذلك عن طريق تعلم مجموعة من المهارات والمعارف والقيم.
رفع وعي الوالدين
وأكدت نورة مجاهد، اختصاصية تثقيف صحي بمؤسسة التنمية الأسرية ومسؤولة برنامج العلاقة الوالدية، أن البرنامج يستهدف التوعية الوقائية التي تنفذها المؤسسة ما يعزز العلاقة الوالدية الإيجابية، ويعمل على التدريب على آليات التعامل مع الأبناء للارتقاء بالأسرة، موضحة أن البرنامج ينفذ طوال العام في المراكز، كما ينفذ في المدارس، لتوسيع دائرة الاستفادة منه، وإيصاله إلى أكبر شريحة في المجتمع.
وأوضحت أن عملية تربية الأطفال تعد علماً وفناً، ولذلك تحتاج الأسرة لمجموعة من المعلومات والمهارات لمساعدتها على التعامل الفعال مع المشكلات السلوكية للطفل من جهة، ولتسهيل عملية النمو واكتساب المهارات وتنفيذ المتطلبات النمائية من جهة أخرى، مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل على توفير مدربين مؤهلين ذوي خبرة في التعامل مع المراحل العمرية المختلفة للأطفال.
ثلاث مراحل
وأضافت نورة، أن البرنامج يسعى إلى تعريف الوالدين بالخصائص النمائية النفسية والاجتماعية وحاجات ومطالب النمو في كل مراحل الطفولة والشباب، مع رفع وعي الوالدين بأساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بالصحة النفسية للأبناء في كل المراحل النمائية، وإكساب الوالدين مهارات تعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية لدى الأطفال، وتمكين الوالدين من تطبيق إستراتيجيات توجيه وتعديل سلوكيات الأطفال السلبية.
وأشارت نورة إلى أن برنامج العلاقة الوالدية يشتمل على ثلاث مراحل عمرية منها: المرحلة الأولى الخاصة بالفئة العمرية من السنة الأولى إلى 6 سنوات، والثانية من 7 إلى 12 عاماً، ومرحلة المراهقة من 13 إلى 18 عاماً، ويستهدف الآباء والأمهات والقائمين على رعاية الأطفال، ومقدمي الخدمات، من كل فئات المجتمع، وتعتبر مرحلة المراهقة من المراحل الأكثر طلباً نظراً لصعوبة المرحلة وما يتخللها من تغيرات سلوكية ونفسية.
ورش توعوية
وأضافت نورة أن البرنامج يعمل على تمكين الوالدين وأولياء الأمور وذوي الاختصاص من أساليب التربية الإيجابية، للتعامل مع بعض السلوكيات بالطريقة العلمية والمدروسة، لافتة إلى أن البرنامج يتضمن ورشاً توعوية لتوجيه بعض الحالات إلى الإرشاد الأسري والمتابعة من طرف متخصصين في المجال الاجتماعي والنفسي، مشيرة إلى أنه يمكّن الآباء من آليات التربية السليمة، ليجتازوا مراحل أبنائهم العمرية المختلفة بسلاسة من دون تراكمات سلبية، وترى أن البرنامج يكسب أولياء الأمور مهارات الإنصات والتقبل، لتجاوز بعض الأزمات التي تحدث داخل الأسرة، وعلاقة ذلك بالصحة النفسية للأطفال في كافة المراحل النمائية، مع تطبيق إستراتيجيات توجيه وتعديل سلوكيات الأطفال السلبية.