إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
يمثل مزاد ليوا للتمور الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الأول، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، منصة تسويقية جديدة لمزارعي النخيل داخل الدولة، بهدف تسويق إنتاجهم من التمور الفاخرة، ما يساهم في تشجيع الاهتمام بالمزرعة، خاصة زراعة النخيل ومنتجاتها، وسيكون له أثر كبير خلال السنوات المقبلة على مزارعي النخيل في أنحاء الدولة.
وانطلقت الفعاليات وسط إقبال كبير من عشاق التمور والنخيل، سواء داخل الدولة وخارجها، بفضل ما يقدمه من معروضات متميزة وفاخرة للتمور الإماراتية التي تم تصنيعها وتغليفها بعناية فائقة وجودة عالية، حيث تراوحت أسعار التمور المعروضة من 200 إلى 300 درهم في المتوسط، وبلغ أعلى سعر لكرتونة تمر زنة 3 كلج 550 درهماً من النوع الدباس المتميز، فيما بلغ سعر كرتونة الصقعي لنفس الوزن 450 درهماً، وسعر كرتونة الخلاص 300 درهم، وتضمن المزاد العديد من الأصناف المتنوعة ذات الجودة العالية، مثل الخلاص والشيشي والصقعي والفرض والسكري والزاملي والمجدول والدباس .
كما حرصت اللجنة المنظمة للمزاد على توفير الاحتياجات كافة التي يحتاجها المزارعون داخل موقع المهرجان، ومنها برادات كبيرة وجاهزة لاستقبال تمور المزارعين حتى تظل صالحة وبجودة عالية حتى وصولها إلى أماكن التسويق والتغليف.
وشهد اليوم الأول للمزاد اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس اللجنة، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وعبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة.
وقال معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي: «إن «مزاد ليوا للتمور» يأتي في إطار سلسلة الفعاليات التي تنظمها اللجنة، والهادفة إلى صون الموروث الثقافي، والاحتفاء بعناصر التراث الشعبي والتقاليد الأصيلة، والحفاظ عليها للأجيال المقبلة، إضافة إلى دعم المزارعين بشكل عام ومزارع النخيل بشكل خاص».
وأكد المزروعي أن «مزاد ليوا للتمور» أضحى يتمتع بسمعة كبيرة في المنطقة ودول الخليج، وذلك بعد النجاح الذي حققه في النسخة الأولى العام الماضي، حيث يعتبر واحداً من منافذ التسويق لمنتجات التمور الإماراتية عالية الجودة، ما يساهم في زيادة مدخولية أصحاب المزارع من جهة، ويرفع من إنتاجية مزارع إمارة أبوظبي من التمور، ويروج للإمارة باعتبارها محطة أساسية لصون التراث المعنوي.
وأضاف المزروعي: «إن الفعاليات التراثية والثقافية التي تقوم بها اللجنة تأتي استمراراً للجهود الكبيرة التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ودعمهم الموصول للمهرجانات والفعاليات في إمارة أبوظبي، من أجل صون التراث والمحافظة عليه ونقله للأجيال المتعاقبة».
وأوضح المزروعي أن هذا الحراك التراثي الذي تشهده إمارة أبوظبي من خلال الفعاليات المتجددة على مدار العام، يؤكد استمرارية سعي اللجنة في بذل المزيد من الجهود الجادة للحفاظ على هويتنا الوطنية، وتعزيز ثقافتنا التي توارثناها من الآباء والأجداد ونفتخر بها، لافتاً إلى التوسعات التي سيشهدها المزاد في الموسم الجاري والمواسم المقبلة.
خطط للتوسع
من جانبه، أكد عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع بلجنة إدارة الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية، في تصريحات للاتحاد، أن اللجنة تدرس دائماً الآثار الإيجابية للمزاد والسعي لتعزيزها، وبحث كل ما يخدم المزارع ويحقق الفائدة له، موضحاً أن النجاح الكبير الذي تحقق في العام الماضي دفع اللجنة إلى تغير آليات العرض من مكان واحد إلى التنقل لأكثر من مكان للوصول، إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، والراغبين في الحصول على التمور الإماراتية المتميزة والفاخرة، حيث سيقام المزاد هذا العام في أكثر من 5 أماكن مختلفة.
وحول وجود خطط للتوسع خارج أبوظبي، أكد المزروعي أن هناك بالفعل توجهاً للانتقال خارج أبوظبي في مختلف إمارات الدولة، حيث سيقام هذا العام مزاد يوم السبت 20 أكتوبر في إمارة دبي، وذلك ضمن التعاون المشترك بين اللجنة ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وأضاف المزروعي أن الجديد هذا العام هو التميز الذي خرجت به المنتجات المعروضة للمزاد، ما يعكس مدى الوعي الذي انتشر بين مزارعي الدولة بكيفية الاهتمام بإنتاجهم والتميز في العرض والتغليف، مما كان له أكبر الأثر في زيادة الإقبال على شراء التمور المعروضة، موضحاً أن اليوم الأول للمزاد هذا العام شهد استقبال 4 أطنان، ووصف الطن من التمور المتميزة المعروضة للبيع، بينما العام الماضي كانت كمية التمور التي استقبلتها اللجنة طيلة أيام المزاد 9 أطنان، وهو ما يعكس مدى نجاح المهرجان في الوصول لأكبر شريحة من المزارعين، كما حقق المزاد قفزة اقتصادية، ونجاحاً كبيراً، في إطار جودة الإنتاج من التمور المحلية وبيعها، مع رفع مدى القوة التنافسية والشرائية في الإمارات. وبين المزروعي أن المزاد تتنوع فيه الأسعار حسب المنتجات المعروضة وجودتها، حيث بلغ أعلى سعر كرتون من نوع الدباس 550 درهماً، وتفاوتت الأسعار من صنف لآخر، ومن مزارع لآخر، موضحاً أن المزاد يبدأ بسعر 30 درهماً للكرتونة، وتستمر المزايدة عليها حتى آخر سعر يراه المشتري مناسب لهذا المنتج . وأكد المزروعي أن اللجنة تسعى من خلال هذا المزاد التراثي إلى زيادة العائد المادي للمزارعين، وتوفير منصة التقاء لأصحاب المصانع والشركات والمؤسسات الاستثمارية في مجال صناعة التمور، وخلق فرص عمل للمواطنين الراغبين في الدخول لمشاريع أعمال قطاع التمور، وتتطلع اللجنة إلى أن يشكل «مزاد ليوا للتمور» حدثاً سنوياً، وملتقى يتقاطر إليه عشاق التمور والمهتمين بزراعة النخيل من إمارات الدولة كافة.