شكا عدد كبير من أهالي المناطق المجاورة للخور ومرتادي شاطئ عجمان من تصريف مياه المجاري في منطقة الشاطئ المخصص للسباحة ومنطقة خور عجمان الذي كان يعد أفضل وأطول خور في الدولة، حيث تحول الشاطئ والخور في الفترة الماضية لمنطقة تلوث بمياه المجاري بعد أن كانت تجتذب مئات الزوار أسبوعياً.
وقال عدد من الأهالي إن شركة الصرف الصحي تقوم بتصريف مياه المجاري في الخور والشاطئ الأمر الذي يتسبب في انتشار الروائح الكريهة في المنطقة المحيطة به، حتى إن السكان المحيطين بمنطقة الخور أصبحوا لا يطيقون الحياة في منازلهم من شدة الروائح الكريهة التي تنتج عن تصريف مياه المجاري.
وقال الأهالي: إن شركة الصرف الصحي أنشأت عدداً من البحيرات لتخزين مياه الصرف الصحي فيها، حيث تقوم بتخزين كميات كبيرة من المياه تصل إلى ملايين اللترات قبل تصريفها في مياه الخور أو في جهات أخرى، معتبرين أن هذه البحيرات قضت على السباحة والتنزه في منطقة الخور.
وقال عدد من مرتادي شاطئ عجمان إن هناك أنبوباً لتصريف مياه المجاري في مياه شاطئ عجمان بجوار المطاعم التي تم إنشاؤها على الكورنيش، الأمر الذي حول المنطقة المخصصة للسباحة والتي يهواها مرتادو الكورنيش للاستماع بالهواء النقي إلى منطقة تفوح منها الروائح الكريهة والمنفرة والتي يخشى من السباحة فيها.
وقال “أبو سعيد” من أهالي المنطقة إن شركة الصرف الصحي تقوم بتصريف جزء كبير من مياه بحيرات الصرف الصحي في الخور، حيث تم تحويل الخور خلال الفترة الماضية إلى مخزن لمياه الصرف الصحي سواء المعالجة أو غير المعالجة، الأمر الذي ينتج عنه روائح كريهة ومنفرة للسكان المحيطين بمنطقة الخور، خاصة في الأوقات المسائية والتي تقوم الشركة فيها بتصريف مياه المجاري. واتفق معه حسين محمد مطالباً بأن تقوم الشركة بتصريف مياهها بعيداً عن الخور حتى لا تفسد مكاناً جميلاً وبديعاً في عجمان، على أن تقوم الجهات المسؤولة بمحاولة إصلاح هذا الخلل في المستقبل وتنظيف الخور من الروائح الكريهة والتي تسببت في الفترة الماضية في تفشي ظاهرة المد الأحمر الذي يقتل الأحياء البحرية والأسماك ويصيب البحر بالتصحر.
وقال إن على الشركة أن تقوم باستغلال هذه المياه في زراعة الأشجار غير المثمرة بدلاً من إلقائها في مياه البحر، وبهذه الطريقة تكون قد قدمت خدمة جليلة لأهالي الإمارة بدلاً من تلويث الخور والشاطئ بمياه الصرف الصحي، بحيث لم يعد الناس يجدون متنفساً على البحر.
وفي رد حول استفسارات “الاتحاد” بشأن جدوى تصريف مياه الصرف الصحي في خور وشاطئ عجمان وشكاوى الأهالي من ذلك، قالت شركة عجمان للصرف الصحي: “إن محطة معالجة الصرف الصحي التابعة لشركة عجمان للصرف الصحي الخصوصية المحدودة تنتج ما يقارب 45 مليون لتر من المياه المعالجة يومياً، حيث يتم توفير ما يقارب 10 ملايين لتر من هذه المياه المعالجة لمزارع عجمان في منطقة الحليو ومحطة التناضح العكسي التابعة لمؤسسة عجمان للاستثمار والتسويق والخدمات لإعادة استخدامها في الأغراض الصناعية المختلفة”
وأضافت الشركة: “إنها تقوم بتصريف المياه المعالجة الفائضة لخور عجمان لعدم توافر أي منفذ آخر للتصريف عبر خط تصريف الطوارئ، ويتم ذلك بشكل متوافق مع شروط الاتفاقية المبرمة مع حكومة عجمان ومراقبة هذا التصريف بشكل مستمر في الوقت نفسه، ولتقليص أي أثر قد ينتج من هذا التصريف فإن الشركة تعمل مع مؤسسة عجمان للاستثمار والتسويق والخدمات على تشييد منفذ آخر لتصريف المياه المعالجة الفائضة بعيداً عن خور عجمان وبالتالي تقليل استخدام المنفذ الحالي في الخور”.
وأشارت الشركة إلى أنه “يتم في الوقت الحالي تشييد شبكة توزيع المياه المعالجة من قبل مؤسسة عجمان للاستثمار والتسويق والخدمات لإعادة استخدام هذه المياه للأغراض المختلفة،ً”.
ورداً على سؤال حول: كم يبلغ عدد البحيرات الخاصة بشركة الصرف الصحي وكمية المياه التي تخزن بها؟ قالت الشركة: “البحيرات الموجودة بجانب محطة المعالجة تستخدم في حالات الطوارئ لتخزين المياه غير المعالجة ومنع تصريفها للخور في حالة حدوث أي مشاكل في نظام المعالجة قد يؤثر على نوعية المياه المنتجة، وبالتالي فإن هذه البحيرات تستخدم للتخزين لتجنب تصريف المياه للخور، وتبلغ الطاقة التخزينية لهذه البحيرات ما يقارب 230 ألف متر مكعب في اليوم أي ما يقارب أربعة أيام تخزين”.
وقالت الشركة إنه: “تتم تنقية مياه الصرف الصحي بمعالجتها بنظام معالجة متطور ويتم تصريفها لري عدد من المزارع في منطقة الحليو ومحطة التناضح العكسي التابعة لمؤسسة عجمان للاستثمار والتسويق والخدمات لإعادة استخدامها في الأغراض الصناعية المختلفة، إضافة إلى تصريف الكمية الزائدة في الخور.
وحول خطط الشركة المستقبلية إزاء زيادة مياه الصرف الصحي، قالت الشركة في ردها: “وضعت الشركة ضمن خطتها الاستراتيجية ما يضمن استيعاب كميات مياه الصرف الصحي المتزايدة الناتجة من منطقة الامتياز”.