أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
عقب تصاعد الدعوات في السودان لتسليم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية، والتوجه لحل حزبه «المؤتمر الوطني» الحاكم سابقاً، دعا إبراهيم غندور، وزير الخارجية الأسبق، الرئيس المكلف للمؤتمر الوطني، إلى وقفة تضامنية مع البشير ضد تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية.
وحدد غندور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» العاشرة من صباح اليوم موعداً لتلك الوقفة.
وكانت نعمات محمد خير، رئيس القضاء السوداني، أعلنت أن إحالة البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية ليست من اختصاص السلطة القضائية في السودان، وإنما من اختصاص سلطات أخرى، لم تحددها.
يأتي ذلك في وقت، بدأت اللجنة التي شكلها النائب العام السوداني تاج السر الحبر للتحقيق في انقلاب 30 يونيو 1989 الذي نفذه البشير والإسلاميون في السودان، بالوصول إلى معلومات، وصفتها مصادر سودانية مطلعة بالخطيرة حول الانقلاب، ومنفذيه، وكيف أطاح الحكومة الديمقراطية برئاسة الصادق المهدي آنذاك، وقام بالسيطرة على مفاصل الحكم.
وعلى صعيد آخر، أعلن وزير البنى التحتية بالسودان هاشم طاهر شيخ عن دفعه بمقترحات لمجلس الوزراء لحل أزمة المواصلات الحادة التي تفاقمت بشكل كبير.
وكان مئات المحتجين قد تظاهروا أمام مكتب الوزير أمس الأول، واضطر الوزير للخروج للمتظاهرين والاستماع لشكواهم.
وردد المتظاهرون: «ما قادرين نوصل المحاضرات.. وما قادرين نرجع البيوت».
وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» إن مجلس الوزراء يسعى لاتخاذ خطوات وطرح حلول عديدة لحل أزمة المواصلات التي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة، على صعيد زيادة عدد عربات النقل والحافلات، فضلاً عن معالجة الاختناقات المرورية والبنية التحتية.
وأشارت المصادر إلى الإجراء الذي اتخذته الحكومة مؤخراً بوضع العربات التابعة للوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية المختلفة في خدمة المواطنين كحل مؤقت لحل أزمة المواصلات.
وقال خبراء سودانيون لـ«الاتحاد» إن أزمة المواصلات تتفاقم بشكل مزرٍ في العاصمة الخرطوم، وإن ما تطرحه الحكومة من حلول حتى الآن هو مجرد مسكنات، وإن الوضع يحتاج إلى حلول جذرية تنهي هذه المعاناة الهائلة لسكان العاصمة الذين تضطر أعداد هائلة منهم الآن للسير مسافات طويلة على الأقدام بسبب صعوبة حصولهم على وسيلة نقل.
وفي هذه الأثناء، أطلق ناشطون سودانيون شباب مبادرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تهدف للتخفيف من حدة أزمة المواصلات على سكان الخرطوم، دعوا فيها من يمتلك سيارة خاصة بأن يقل آخرين معه مجاناً للعودة إلى بيوتهم أو الذهاب إلى أعمالهم.
وعلى صعيد آخر، وصلت إلى مطار الخرطوم أمس طائرة رابعة من الجسر الجوي الكويتي محملة بحوالي 10 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال لمتضرري السيول والفيضانات التي اجتاحت السودان مؤخراً.