جمعة الجنيبي سفير الدولة في القاهرة لـ«الاتحاد»: مصر الشريك التجاري الأكبر في أفريقيا

حوار: أحمد عبدالعزيز

أكد جمعة الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية، أن زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، إلى دولة الإمارات، تأتي انعكاساً للعلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين، والتي تعود إلى ما قبل قيام اتحاد دولة الإمارات في 1971.
وتكتسب زيارة فخامته إلى الدولة أهمية بالغة في ظل التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة، والتي تستدعي تكثيف التشاور والتنسيق الثنائي بين البلدين.
وقال السفير الجنيبي في حوار خاص لـ«الاتحاد»: «تقف دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر جنباً إلى جنب في مواجهة التحديات العديدة للأمن الإقليمي التي نراها اليوم»، مضيفاً أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطوراً مهماً في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من المجالات، انطلاقاً من الروابط العميقة التي تربط بين البلدين على مستوى القيادة والشعب. وأضاف أنه «لا شك أن الزيارات المتبادلة بين البلدين تؤكد حرص قيادتي البلدين على دعم العلاقات السياسية ومواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، استناداً إلى أسس راسخة من التفاهم والتوافق في الرؤى بين البلدين حول سبل مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة».

الأمن والاستقرار
وعن أهمية الزيارة، أشار الجنيبي إلى أنها تأتي لتعزز الجهود المشتركة بين البلدين لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وسبل التصدي للتهديدات التي تواجهها المنطقة، وأبرزها التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة، بالإضافة إلى التنسيق المشترك حول مكافحة التطرف والإرهاب، ونشر قيم التسامح والاعتدال، مؤكداً «نتطلع إلى استمرار التعاون والتنسيق بين بلدينا على كافة المستويات، بما يصب في مصلحة البلدين ويحقق آمال وتطلعات شعبينا الشقيقين».

الإرهاب والتطرف
وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، قال السفير الجنيبي: «إن دولة الإمارات أثبتت ريادتها على هذه الجبهة، بوجود مركزي (صواب وهداية) على أرضها، مما يثبت التزامها الراسخ بتفكيك الشرايين الأيديولوجية والمادية والمالية لدعم الجماعات الإرهابية، فضلاً عن ذلك، فإن تعزيز أمتنا للتسامح والتعاون بين الأديان كدعامة للجهود الرامية إلى بناء مجتمعات قادرة على الصمود أمام الفكر المتطرف قد وفر نموذجاً جديداً وفريداً في المنطقة».
وأضاف أن «مصر قد كانت من أقوى المؤيدين لهذه الجهود، كما شهدنا هذا العام، وقد أدت الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس إلى الإمارات العربية في العام 2019 إلى جانب الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إلى التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، وتفخر الإمارات العربية المتحدة باستضافة هذا الحدث الذي برهن عن موقفها الحازم ضد التطرف، وتعزيز قيم الانفتاح والشمولية التي تشاركها مع مصر».

أخبار ذات صلة

الإمارات.. جهود استثنائية سياسياً وإنسانياً لدعم الأشقاء الفلسطينيين

سفير إندونيسيا بالقاهرة يزور المستشفى الإماراتي العائم في العريش

التبادل التجاري
وقال الجنيبي: تجسد العلاقات التجارية التقارب الإماراتي- المصري الذي شمل مجالات عدة، حيث أوضح السفير الجنيبي أن دولة الإمارات تحظى بعلاقات اقتصادية متميزة مع جمهورية مصر العربية التي تعد الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى القارة الأفريقية، في حين تعتبر دولة الإمارات المصدر الأول للاستثمارات الأجنبية في جمهورية مصر العربية على مستوى العالم، كذلك شهد التبادل التجاري بين البلدين نمواً ملحوظاً، حيث بلغ نحو (5.5) مليار دولار في عام 2018، ونسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من خلال تحفيز الاستثمارات وتقديم التسهيلات للمستثمرين في البلدين، بما يدعم التنمية والازدهار في بلدينا.
وذكر أن التبادل التجاري نشط بين البلدين في العديد من المجالات، وتقوم الإمارات العربية المتحدة بتصدير البلاستيك والمنتجات الغذائية والأحجار الكريمة إلى مصر، وفي المقابل، تصدر مصر التكنولوجيا والآلات والمنتجات الغذائية إلى دولة الإمارات.
وأكد أن «التعاون الاقتصادي الثنائي لبلدينا يتيح تعزيز البيئة الاستثمارية وتحفيز مناخ الاستثمار لدعم الاستثمارات الحالية واستقطاب استثمارات جديدة في الأيام المقبلة»، مضيفاً أن «هدفنا الرئيسي هو دائماً تحقيق تطلعات شعبينا والسعي إلى النمو والازدهار، وتهتم دولة الإمارات ومصر باستكشاف فرص تعزيز التعاون في العديد من القطاعات، بما في ذلك التجارة والجمارك والصناعة والتكنولوجيا والسياحة والمالية والكهرباء والطاقة المتجددة والنقل والطيران وإدارة الموارد المائية».

مبادرات ثقافية
وقال السفير الجنيبي: «إن التعاون الثقافي ركن أساسي في العلاقات بين دولة الإمارات ومصر، انطلاقاً من الروابط العميقة على المستوى الشعبي بين البلدين، وحرص القادة على تعزيز المبادرات المشتركة والتبادل الثقافي بين البلدين، سواء من خلال المؤسسات أو المهرجانات الثقافية والفنية، والمشاركة في المعارض الثقافية في البلدين، كما حرصت دولة الإمارات على دعم المحافل الثقافية في مصر وتعزيز المشاركة الإماراتية في هذه المحافل».
وأضاف: تتعاون دولة الإمارات ومصر في عدد من المبادرات الثقافية، من أبرزها مشاركة الشارقة في معرض القاهرة للكتاب ومبادرة زايد لتقديم العطاءات ومبادرة الحبتور الثقافية لدعم صناعة السينما، كما تلتزم الدولتان بتحديد طرق فريدة وابتكارية لتعزيز الثقافة والقيم التي تتمتع بها كل منهما.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تتطلع كذلك إلى المزيد من التعاون على المستوى الثقافي، وترحب بمشاركة مصر المرتقبة في معرض «إكسبو 2020 دبي»، حيث ستقدم وزارة التجارة والصناعة المصرية جناحاً يتناول موضوع «الفرص».

السياحة والسفر
وفي ما يتعلق بالسياحة والسفر، قال السفير جمعة الجنيبي سفير الدولة لدى القاهرة، إنه في 2018 قام أكثر من 63 ألفاً و500 مواطن إماراتي بزيارة مصر للسياحة، وفي المقابل قام أكثر من 482 ألف مصري بالسفر إلى دولة الإمارات بغرض السياحة، وهناك حالياً 142 رحلة جوية مباشرة أسبوعياً بين دولة الإمارات ومصر.

مصر شريك تجاري موثوق به
وعن مناخ الاستثمار في مصر الآن بعد الاستقرار السياسي الذي أرساه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال السفير الجنيبي: «هناك العديد من الشركات الإماراتية التي تعمل في مصر، وتقدر الإمارات العربية المتحدة مصر وتعتبرها شريكاً تجارياً موثوقاً به.
وختم الجنيبي بالقول «لا بد لي أن أشيد بالقيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وجهوده الحثيثة في تعزيز الفرص الاقتصادية وتقديم التسهيلات للمستثمرين الأجانب، والتي انعكست بشكل إيجابي على المناخ الاستثماري في مصر».