هالة الخياط (أبوظبي)- قدم صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية العام الماضي منحا لـ 250 مشروعا لحماية الكائنات الحية في 75 دولة حول العالم بقيمة خمسة ملايين و509 آلاف درهم (1.5 مليون دولار أميركي).
وكشف التقرير السنوي لعام 2012 للصندوق الذي صدر أمس أنه تم تخصيص أكثر من 80% من هذه المنح للمساعدة في الحفاظ على الأنواع الحية المعرضة للانقراض والمهددة بالانقراض من الدرجة الأولى، وذلك حسب تصنيف القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة، علما أن الصندوق يقدم المنح لجميع أنواع الكائنات الحية بداية من الفطريات والنباتات وحتى الثدييات والزواحف.
وواصل الصندوق، الذي يرأسه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دعمه للأنواع غير المصنفة من الكائنات أو تلك التي تفتقر للبيانات الكافية بحيث تم منح أكثر من 120 ألف دولار أميركي لـ 23 مشروعا يعنى بهذه الأنواع، ويعتزم الصندوق مواصلة مهمته في حث وتعزيز عمل نشطاء الحفظ البيئي ممن يكرسون حياتهم لإنقاذ الأنواع الحية الأكثر عرضة للانقراض والمجهولة علميا حول العالم.
وتوزعت المنح حسب القارة بواقع 43% لحماية الكائنات في قارة آسيا، و27% لحماية الكائنات في قارة إفريقيا، 15% لحماية الكائنات في أميركا الجنوبية، و9% في أميركا الشمالية، و4% لحماية الكائنات في قارة أوروبا و2% لحماية الكائنات في قارة أوقيانوسيا.
وأعلنت رزان خليفة المبارك العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي، أن الصندوق منذ تأسيسه عام 2008 قدم منحا بقيمة حوالي 32 مليون درهم (8.7 مليون دولار أميركي) ساهمت في دعم أكثر من 825 مشروعا حول العالم، يعنى بالحفاظ على الأنواع في 125 بلدا حول العالم.
ويقسم الصندوق، الذي حظي بتبرع سخي من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عند تأسيسه بقيمة 25 مليون يورو، والمنح على نوعين: تلك التي لا تتجاوز فيها قيمة التمويل خمسة آلاف دولار، ومنح ما بين خمسة آلاف دولار و25 ألف دولار، ويتم إعطاء المنحة بعد تسلم استمارة التقديم النهائية عبر البريد الإلكتروني والرد عليها خلال ثلاثة أشهر، فيما منح المبالغ الكبيرة يتم توفيرها بعد اجتماع لجنة التقييم التي تنعقد على الأقل ثلاث مرات سنوياً.
وقالت المبارك إنه على الرغم من المسؤوليات السياسية والتشريعية والاقتصادية في الإمارة ودولة الإمارات إلا أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعد قائدا بارزا وناشطا هاما في مجال الحفاظ على الأنواع الحية وكذلك الأعمال الخيرية والإنسانية. وأشار إلى أن القضايا البيئية تعد واحدة من أهم أولويات الشيخ محمد بن زايد على الصعيدين الرسمي والشخصي، حيث قام سموه بجهود حثيثة لحماية الصقور وطيور الحبارى وظباء المها العربية، وأعلن سموه عام 2008 عن منحة من حكومة أبوظبي بمبلغ 15 مليار دولار لصالح مبادرة «مصدر» الرائدة عالميا في مجال الطاقة البديلة والطاقة المتجددة.
وقالت المبارك إن الدعم المادي الذي قدمه الصندوق العام الماضي ساعد على تدريب طيار في كينيا يقوم الآن بدوريات جوية فوق موائل وحيد القرن ضد القناصين. كما ساعدت منحة أخرى على اكتشاف موقع تكاثر طائر بحري كان من المعتقد أنه انقرض، كما ساعدت منحة أخرى على اكتشاف أنواع جديدة لأشجار في المكسيك وأنواع عدة من العناكب في الهند، وساعدت منح الصندوق على حماية موائل لفراشات في النيبال واللافقاريات في كهوف كرواتيا. وأفادت أن الصندوق استلم أكثر من 1500 طلب خلال عام 2012، معتبرة أن هذا العدد الضخم يعد دلالة واضحة على الحاجة الماسة للحفاظ على الأنواع عالميا، كما يدل على الوعي بوجود الصندوق، غير أن الصندوق لم يتمكن من مساعدة سوى 20% من تلك الطلبات وفي أكثر الحالات كانت المساعدة جزئية فقط.
ولفتت إلى أن الطلب كبير على موارد الصندوق المحدودة لذلك نقوم باختيار المشاريع الأكثر فاعلية والموجهة نحو الأنواع الأكثر تهديدا أو غير المعروفة.
وقالت المبارك إن الصندوق أصبح أحد أهم المنظمات المانحة للمساعدات الصغيرة الموجهة للحفاظ على الأنواع، وإن مواصلة دعم المشاريع يعني المزيد من الأنواع التي يتم إنقاذها من حافة الانقراض، والمزيد من الدعم الحاسم للجهود الحثيثة التي يبذلها أولئك الأشخاص المتفانون في الحفاظ على الأنواع.
وأوضحت المبارك أن التقرير يهدف إلى تسليط الضوء على بعض المشاريع المنتقاة التي دعمها الصندوق، وبما يمثل التنوع الجغرافي وتنوع الكائنات الحية، مؤكدة أن الصندوق يتطلع إلى زيادة حجم هذا الوقف الخيري خلال العام الحالي من خلال مساهمات جديدة من الصندوق للمحافظة على المزيد من الكائنات الحية المهددة بالانقراض من كافة الأنواع وفي جميع أنحاء العالم.
وتتمثل مهمة الصندوق في رفع مستوى الأهمية لأنواع الكائنات الحية في المحافل البيئية، وذلك عن طريق توفير الدعم المناسب للمبادرات القاعدية التي تعمل مع سكان المنطقة المحليين على تحقيق التقدم في استمرار الأنواع بالبقاء، وتأييد ودعم ذوي العلم والالتزام والشغف بالكائنات الحية الذي يمثل الأساس الوجداني لإنقاذ الأنواع من الانقراض حول العالم، وتقديم المساعدة لجهود الحفاظ على الأنواع في مواطنها الطبيعية، ورفع مستوى الوعي بالمحافـظة على الكائنات الحية، والعمل على تجديد روح المعرفة بعلوم الطبيعة لدى الشباب وصغار السن، والعمل على جذب المزيد من المساهمات لصالح الحفاظ على الأنواع من جميع أنحاء العالم.