المهدي الحداد (الرباط)
انتهج وحيد خليلوزيتش مدرب المنتخب المغربي، أسلوباً صارماً إلى درجة التشدد مع لاعبيه، حيث وضع لائحة قوية لا تفرق بين المخضرمين والنجوم والشباب، بهدف خلق حالة انضباط تعيد الانسجام والمساواة داخل المنتخب، بعدما عصفت التكتلات والتمييز والمجاملة باستقرار الفريق في عهد المدرب السابق هيرفي رينارد.
خليلوزيتش وقبل أول ظهور له في مباراة رسمية مع «أسود الأطلس» أمام موريتانيا اليوم بالرباط، ضمن أولى جولات تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021، وجه خطاباً شديد اللهجة إلى لاعبيه منذ انطلاق معسكر الفريق يوم الإثنين الماضي، توعد خلاله بأن يكون الطرد مصير أي لاعب يخرج عن سكة القواعد التي وضعها، ولو تعلق الأمر بأفضل اللاعبين المحترفين وأكثرهم شعبية داخل المغرب وخارجه.
وركز المدرب البوسني في رسالته المباشرة إلى اللاعبين، والتي كشف عنها أيضاً لوسائل الإعلام المحلية على الاحترام والالتزام وتفادي الغرور، معطياً الأولوية للانضباط ثم المردود الفني، واضعاً الجميع في صف واحد مهما تباينت النجومية والقيمة المالية والنادي الذي يلعب له اللاعب، واستدل على ذلك بحادث الاستبعاد المفاجئ لأمين حارث مايسترو شالكة الألماني من القائمة الحالية قائلا: «فلسفتي التدريبية تقوم على المساواة بين اللاعبين وإعطاء كل ذي حق حقه، لا أفضلية لأحد على الآخر إلا بالانضباط أولاً وأخيراً، هناك قانون داخلي صارم يجب تطبيقه ومن يخرقه يتم استبعاده دون تردد، كما أنني أمنح المشاركة في المباريات لمن يستحق وليس النجم، لا ضمانة لدي للبعض الذين يعتقدون أن مكانهم محجوز مسبقا، كما أن التقصير في الأداء مع المنتخب يعرض صاحبه للإقصاء حتى لو كان ساطعاً في أوروبا، وكل هذه الأمور اجتمعت لتسقط رأس حارث، بعدما أحبطني مستواه وأزعجني سوء انضباطه واستفزني عدم تقبله الجلوس في كرسي الاحتياط.
خليلوزيتش الذي يعتبر أشرف حكيمي ظهير دورتموند الألماني مثالاً لجميع اللاعبين المغاربة في المزج بين السلوك الاحترافي والعطاء البدني والفني، يشعر بضغط رهيب بعد الأشهر الثلاثة الأولى، له كمشرف على أسود الأطلس، حيث عجز عن تشكيل توليفة منسجمة ومقنعة وقام بتجريب عشرات اللاعبين، كما فشل في إقناع الرأي العام المحلي خلال اللقاءات الودية السابقة، وهو ما يجعله يتعرض لانتقادات لاذعة وسخط عارم، سيبلغ أوجه وستزداد شرارته إذا عجز عن تحقيق الفوز على موريتانيا.