الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إسماعيل فهد إسماعيل: كان طموحي أن أصبحَ سينمائياً

إسماعيل فهد إسماعيل: كان طموحي أن أصبحَ سينمائياً
11 أكتوبر 2018 00:10

حوار: شاكر نوري

يعود تاريخ هذا الحوار غير المنشور مع الكاتب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، (1940 ـ 2018) إلى لقائنا في باحة فندق فيرمونت البحر بـ«أبوظبي» خلال مشاركته بجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» 2017 بروايته «السبيليات» القائمة القصيرة، لكنه ظل في ملفات تسجيلاتي على الكمبيوتر، ولم يسعني أن أفرغه وأنشره بسبب انشغالي بكتابة رواية. كان معنا في هذا اللقاء كل من المترجم صالح علماني، والكاتب محمد حسن علوان (الفائز بجائزة البوكر آنذاك)، والشاعر خالد البدور، وابن الراحل البكر. ومن الأحاديث التي شهدتها تنبؤ الراحل بفوز رواية «موت صغير» لمحمد حسن علوان بالجائزة، وقد كرر ذلك أمامنا قائلاً: «روايتك تستحق الجائزة، يا محمد من دون مجاملة». وهذا تجسيد لتواضع الكاتب الكبير واعترافه بإبداع الآخرين.

كان حنين إسماعيل فهد إسماعيل إلى البصرة، مهد ولادته، لا يقاوم، مهما ابتعد عن السماء الزرقاء الأولى، وكمن تنبأ برحيله، أراد أن يزور الأهوار، العالم الذي تشبّع به طويلاً، فحقق «اتحاد أدباء الناصرية» حلمه، ليرى تلك البقعة المائية المثيرة لآخر مرة، البيوت المنسوجة من قصب البردي، والطافية على الماء، ذات العمارة التي تحاكي روحه وطفولته، أرواحٌ تسكنُ على مسطحات الماء، ومنها استوحى روايته: «المستنقعات الضوئية». كانت باقات سعف النخيل، التي نُسجت منها القوارب والبيوت، ترفرف في أعماقه مثل باقات الزهور، هور الجبايش الذي يمتلئ خضرة وماء ورونقاً وضياءً يعانق ذلك الزورق الصغير (المشحوف) الذي عبر فيه صاحب كتاب «عرب الأهوار» ويلفريد ثيسيجر الأهوار طولاً وعرضاً، في أروع رحلة من أدب الرحلات. فقد تراءت للروائي إسماعيل فهد إسماعيل في أرض سومر رحلة جلجامش التي انطلقت من البقعة التي لامسها بقاربه، بحثاً عن سّر الخلود. وكأنه رمزياً أراد أن ينطلق من هناك، ولكن دون أن يمتد أمام ناظره أفق الخلود لأنه حكرٌ على الآلهة فقط. لكن أعشاب الأهوار حكت له قصة الخلود في تلك الرحلة، وهذا يكفي للكاتب الراحل الذي تألم لتجفيفها لأغراض سياسية ضيقة، طارداً منها أنواع الطيور المسالمة التي هجرت بيوتها عنوة عندما تحوّل الماء إلى غبار. كان يهدف من زيارته تلك وزيارته إلى مسقط رأسه «السبيليات» التي استوحى منها روايته، أن يلملم ذكرياته عن الماء الذي أضفى على رواياته سحر السرد وشاعريته.
اللقاء بالروائي الراحل متعة بحد ذاتها، يشعرك بتواضعه ومحبته وافتخاره في آن واحد. هناك لبسٌ في هويته، ولكنه كما صرح لنا فهو كويتي عاش في العراق: «عشت في العراق ربع قرن، وكنت أعامل فيها على أني كويتي، وعندما عدت إلى الكويت معلّماً، عاملوني على أني عراقي، مع علمهم بأني كويتي». كان يروي ذلك الالتباس بكل سخرية وفكاهة وطرفة لأنه في نهاية المطاف ينتمي إلى هوية الرواية ليس إلا. إسماعيل فهد إسماعيل حكّاء من الطراز الرفيع، ذاكرة شهدت النبض العراقي، لأنه نبش في القصص الشعبية وأعاد لها نكهتها الأصيلة، كما تُروى قصص ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة والأغاني...

عودة في الزمن
* من «المستنقعات الضوئية» إلى «السبيليات»، عالم متواصل من ذاكرة لا تنقطع، وسؤالنا عن بداياته الروائية، وكيف كتب روايته الأولى بشاعرية عالية، فأثار هذا السؤال في نفسه الشجن، وأجابني بلوعة:
** أنت، تعيدني نصف قرن من الزمن إلى الوراء، إلى ذلك العالم الذي افتقده الآن بشدة، لأنه حلم طفولتي، عندما كان العالم نقياً وصافياً، ويجري كجداول نهرية في أرض السواد. كتبتُ المسودة الأولى لرواية «المستنقعات الضوئية» في عام 1963، يعني منذ 54 عاماً من الآن، لكنها طبعت عام 1971، لأنني أمضيت الوقت كله في مراجعاتها وتقليب أحداثها. قبل هذه الرواية، كتبتُ رواية «كانت السماء الزرقاء»، والتي قدم لها الشاعر صلاح عبد الصبور.. لكنهما يقعان في مرحلة خطواتي الأولى نحو عالم الرواية.
* هذه الرواية وروايات أخرى تنتمي إلى تلك المرحلة، كانت على شكل «سكيتشات» أو مشاهد سينمائية، هل كنت متقصداً في ذلك؟
** ربما لا تصدق، كان طموحي أن أصبح سينمائياً وقرأت في هذا الميدان وجمالياته الكثير، لكن - كما تعلم - الصناعة السينمائية عالم يتطلب بنية تحتية وإمكانات مالية. كنتُ أعيش بين العراق والكويت، وجابهتني ظروف خاصة، وإن كنتُ أتنافس مع أحد أصدقائي وهو المخرج السينمائي قاسم حوَل من أجل إخراج فيلمي. لذا عوّضت السينما بعد أن عجزت عن تحقيقي أمنياتي فيها، بالرواية. وهكذا أصبح لرواياتي طابعاً سينمائياً، فكانت بمثابة التجريب في هذا المجال. وبعد كتابة روايات عديدة، بدأ النضج وبدأ السرد يأخذ مساره ونصيبه، إلى أن وصلتُ برواياتي الأخيرة إلى مرحلة السرد الروائي المتعمق. وربما سؤالك، يحيلني إلى تقطعات السرد، وأنت محقٌ في ذلك، لأنني لجأت إلى المونتاج السينمائي في الكتابة الروائية كبديل للسينما كما قلت قبل قليل. وكان العثور على القراء صعباً للغاية في بادئ الأمر. ولكن هذا القارئ الآن أصبح أكثر ذكاء من الكاتب لأنه يتسلح بكل معارف العصر الحديث وأدواته، حيث سجلت التقنيات أرقى مراحلها وأعقدها.

الروح العراقية
* لو عدنا إلى رواياتك، نلاحظ تميّز شخصياتها بالروح العراقية الخالصة، وبالذات بيئة الجنوب ونكهتها؟
** هذا صحيح. لا تزال شخصياتي عراقية، وجنوبية في جوهرها، ولدينا مثل كويتي شعبي يقول: «الكطو الكبير ما يتربى» لا يألفك ولا يجلس في حضنك. هذا الأمر طبيعي لأنني عشت أول ربع قرن من حياتي في العراق، ونصف القرن الآخر في الكويت. أنا كويتي بالأساس، وأول أربع روايات صدرت لي عراقية في جوهرها، لأنني كنتُ أعبّر عن مسقط رأسي والبيئة التي عشت فيها. وكنتُ أزور البصرة على الدوام، ذهاباً وإياباً، لكي أتفقد عالمي الأول الذي سكنني.
* في زيارتك إلى مسقط رأسك في السبيليات، ركّزت على المرأة العراقية وروحها في المقاومة والصمود في سنوات الحرب؟
** انتهيت من كتابة رواية بعنوان فرعي «ما لم يرد ذكره في سيرة حياة أم قاسم» ثم أصبح عنوانها الرئيس «السبيليات»، وهي اسم القرية التي ولدت فيها في قضاء أبي الخصيب في البصرة. وبطلة هذه الرواية هي العجوز أم قاسم التي شهدت ويلات الحرب العراقية الإيرانية.. فيها تحية للقرية وللمرأة. وقد استهوت هذه الرواية جمعية «لوياك» الأهلية الشبابية، وأنجزوا مونودراما، مستوحاة من الرواية، كما أعدوا عني فيلماً وثائقياً في ثلاثة أجزاء. كما قام اتحاد الكتّاب العراقيين أثناء مهرجان المربد الماضي بحفل توقيع لروايتي «السبيليات»، وتجمّع أهالي قريتي، وحضروا حفل التوقيع، كما حضر كتّاب ونقّاد ينتمون إلى أجيال مختلفة، أبرزهم: محمد خضير وياسين النصير ومقداد المسعود.
* وهل تعتبر رواية «السبيليات» من أنضج أعمالك في السرد؟
** مرّت رواية «السبيليات» بمراحل عديدة، لأنني بدأتُ بكتابتها في عام 1989، ثمّ انقطعت عن كتابتها، إلى أن سافرت إلى البصرة، وإلى قرية السبيليات بالذات قبل عامين، وهي مسقط رأسي كما تعلم. وهناك أردتُ أن أتشبّع بالمكان والذكريات والناس. وقد مرّت على هذه القرية سنوات صعبة من الحرب العراقية الإيرانية، وأهوالها، وروايتي هي نتيجة الاستقصاء بما حلّ بها، ولم أكتب الرواية إلا بعد أن استمعتُ كثيراً إلى آراء الناس قبل نشرها. ولهذا كان ذلك يتطلب وقتاً طويلاً، وأدى إلى حالتين أولهما: الحنين يولّد الشفافية في الكتابة، وثانيهما: تفقّدتُ مفردات المكان لكي لا أقع في خطأ ما، وقد ساعدني في ذلك أصدقاء طفولتي الذين زودوني المعلومات التي غابت عني.

شخصيات الواقع والخيال
* عادة كيف تستوحي الرواية، هل من خلال تجاربك الذاتية أم من حكايات الماضي أم من المخيلة؟
** (هنا التفت إلى صالح علماني وأشار إليه بإصبعه، قائلاً: أسأل هذا المترجم العظيم...). تعود تجربتي الأدبية في الأساس إلى السينما، عشقي الأول، كما قلت آنفاً، أي أحاول أن أطل من عدسة الكاميرا وأرى مصائر شخصياتي. بعد أن عاصرتُ عهود الانقلابات والتحولات والتغيرات. ففي الخمسينات والستينات، عشنا جميع المراحل الفكرية من الماركسية إلى القومية، ثم دخلنا المرحلة الداعشية (يضحك ساخراً). إنني في عمر الـ 77 عاماً. وللإجابة عن سؤالك، عن كيفية استيحاء رواياتي، يمكنني أن أقول: هناك روايات عاشت معي منذ كان عمري عشرين عاماً، لكنني لم أكتبها إلا مؤخراً، لا يخلو خزيني من الروايات، فقد كتبت رواية «على عهدة حنظلة» من خلال العلاقة الشفيفة التي تربطني برسام الكاريكاتير الشهير الراحل ناجي العلي الذي قُتل في لندن عام 1987. وكانت تربطني به علاقة أدبية وفنية وإنسانية أثناء عمله في الكويت، وكنا نلتقي في الملتقى لأنني أحب العمل الثقافي. اغتياله أصابني في قلبي، لذلك عاشت معي هذه الرواية التي كتبتها عنه سنوات طويلة، ومن ثم وجدت الفرصة لكي تمضي نحو التبلور والنضج. كان واجباً علي أن أكتب عن تاريخ علاقتي بهذا الفنان الكبير، إذ بدأت علاقتنا من ستينيات القرن الماضي حتى لحظة اغتياله، وأكثر من ذلك، كان شريكاً لي في النشاطات الثقافية التي كنا نتولى تفعليها وتنظيمها في الكويت. يمكنني القول إن جميع رواياتي تنتظر سنوات طويلة لكي تنضج، ولا أنجزها إلا عندما تأتي الفرصة المناسبة. عندما كنتُ في الشياح في بيروت عام 1975، وضُرب عليها الحصار، عشتُ هذه التجربة بكل أبعادها وحيويتها وتعقيداتها، ورواية «الشياح 67» ما هي إلا ثمرة تلك التجربة. هكذا تكتبني أفكار رواياتي، ولست أنا مَنْ يكتبها أو بالأحرى لا أكتب إلا عن التجارب التي عشتها شخصياً أو أعرفها جيداً. هكذا تأتيني أفكار الروايات، وتطرق بابي.

السارد المحايد
* لماذا ركّزتَ على الرواية وأنت متعدد الإبداعات والاهتمامات؟
* ربما لأن الرواية تسمح لي باللقاء المباشر بالمتلقي من دون وسيط، وكما هو معلوم أن الرواية ابنة المدينة، وانعكاساتها للمجتمعات التي نعيش فيها. إضافة إلى أن الرواية تمنحنا مساحة أوسع في الخيال والاتصال، ونتعرف على مفردات الحياة اليومية بطريقة فردية وإنسانية. وهذا ما يفسر لجوء الفلاسفة من أمثال فولتير ونيتشه وجان بول سارتر إلى الكتابة الروائية، وتفضيلها على الفنون الأخرى.
* ما هو السارد في نظرك؟
** عادة ما يكون السارد في رواياتي محايداً، أي لا يتدخل في السرد، ولا يعرض، ولا يفسّر.. أترك القارئ يتفاعل مع نصوصي، ولكنني أركز على التقنيات الحديثة في الرواية مثل الاسترجاع أي «الفلاش باك»، وهي من أهم تقنيات السرد في القرن العشرين. والاسترجاع هو استرجاع ماضي الشخصيات وحاضرها في آن واحد، وما الصورة المفككة في أعمالي سوى تقنية ضرورية للكتابة.
* ما هو رأيك بالروايات التي تستند إلى روايات أخرى أو تستوحي منها؟
** إننا نعيش في الوقت الحاضر، عصر التجريب واختلاط الأجناس الأدبية ببعضها، لذلك أصبحت كتابة الرواية تعتمد على فنون أخرى مثل الفن التشكيلي والمسرح والسينما، ولم تزدهر هذه الفنون إلا بتطور الرواية ووصولها إلى أوج قمتها من حيث المحتوى والتقنية في آن. وعندما دخلت الرواية في وسائل الاتصال، توافرت للمبدع فرصة تعميق رؤاه وأفكاره وأبعاده لأنه يغرف بسهولة من هنا وهناك. وأصبح العمل التجريبي الفني والفردي لا حدود له في الاتساع. ويمكنك اليوم أن تقرأ سبع روايات، وتجد في كل واحدة منها تجربة جديدة.

الرواية الخليجية
* ما هو رأيك بالرواية الخليجية، والرواية الكويتية على وجه الخصوص؟
** كما تعلم، إن اسماً مثل اسم الروائي عبد الرحمن منيف، وجد صعوبات كثيرة لكي يترسّخ في وجدان القارئ، ومن الصعب جداً انتشار الروائيين الخليجيين في العالم العربي لأسباب عديدة، أبرز هذه الأسباب هو أن هذه المجتمعات بحاجة إلى فترة زمنية طويلة لكي تدرك معنى الرواية. ويمكن القول من دون مبالغة، أن الرواية الخليجية والرواية بذرة جديدة في الواقع الخليجي، فما بالك إذا كان هذا الإنتاج الروائي الخليجي كبير ومتنوّع. ولكن المهم في هذا الكم الروائي أن يكون متفاعلاً مع الجمهور من بيئته، وتكون له القدرة العالية على التفاعل. ويبقى الإنتاج الروائي الخليجي ضئيلاً لو قارناه بالإنتاج الروائي المصري والسوري واللبناني.. أما فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك حول الرواية الكويتية، فهي تتوزع على أجيال متعددة: طالب الرفاعي وليلى العثمان ووليد الرجيب، ومن جيل الشباب يمكنني أن أذكر بثينة العيسى وناصر الظفيري وميس العثمان..
* كيف تنظر إلى تطور الرواية العربية وأنت عايشت ظروف منشئها وتطورها على مدى هذه السنوات؟ وما هي أهمية الرواية في عصر الميديا وشبكات التواصل الاجتماعي؟
** لقد أجبت بشكل جزئي على سؤالك، كان كتّاب الرواية في عالمنا العربي يُعدون على عدد الأصابع، أما الآن فإننا نعيش عصر انتشار الرواية بامتياز. وقد ازداد عدد الروائيين أضعافاً، ولم تعد كتابة الرواية حكراً على الروائيين فقط، فترى السينمائي مثلا يكتب الرواية، خذ مثال قاسم حوَل، كتب عملين روائيين، والحالة تنطبق على الشعراء والمسرحيين، على سبيل المثال، طلب مني الراحل سعد الله ونوس أن نكتب رواية مشتركة. وتعليقاً على سؤالك، فإن الرواية اختلفت في ظل انتشار الميديا الحديثة وتقنيات التواصل الاجتماعي، فقد سهّلت التقنيات الحديثة التي شهدناها في عصرنا، عملية كتابة الرواية، على سبيل المثال، إن كتابة رواية ضخمة مثل «موت صغير» لصديقنا محمد حسن علوان، كانت بحاجة إلى وقت أطول لو كان كتبها كاتب آخر في الخمسينات والستينات، إذ كان يتطلب ذلك منه وقتاً طويلاً لمراجعة المصادر والأصول، وقد تتطلب مراجعة كلمة أو معلومة واحدة وقتاً طويلاً آنذاك. أما الآن، فيمكنك الحصول على المعلومة في لحظات وثوانٍ بفضل شبكة الإنترنت.

العرب والروس
* بمن تأثرت من الروائيين العرب والعالميين في آن واحد؟
** يمكنني أن أذكر لك نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وحنا مينه. كان عدد الكتّاب العرب محدوداً في السابق، ليس كما هي عليه الحال الآن. أما ما يتعلق بالرواية العالمية، فإنني أعشق دوستويفسكي، خاصة روايته الشهيرة «الأخوة كرامازوف»، وقبله كنتُ أميل لقراءة تولستوي، لأنه من طراز الكتّاب الذين يبذلون جهداً كبيراً في البحث عن الجملة الروائية الفنية العالية وصياغتها وتدقيقها، على سبيل المثال، لا يمكن أن نستغني عن جملة واحدة في رواية «الحرب والسلم»، دون ذكر كتابة الخمسين صفحة من التنظير الأيديولوجي في نهاية الرواية، وهي فائضة عن الحاجة. بينما يركز دوستويفسكي على الاسترسال، رغم ما يتمتع به من جماليات السرد العالية.
* وماذا عن ترجمة أعمالك إلى اللغات الأجنبية؟
** معظم ترجمات رواياتي أكاديمية محدودة، وسوف تترجم روايتي «السبيليات» إلى الإيطالية والإنجليزية، وهذه ميزة توفرها المشاركة في جائزة «البوكر» للرواية العربية.

بين الرواية والدراسة

تغلب الغزارة على أعمال إسماعيل فهد إسماعيل السردية، لكنه أصدر خلال حياته عدداً كبيراً من الدراسات، فضلاً عن نصين مسرحيين، هنا قائمة بها:
البقعة الداكنة، قصص 1965. كانت السماء زرقاء، رواية 1970. المستنقعات الضوئية، رواية 1971. الحبل، رواية 1972. الضفاف الأخرى، رواية 1973. الأقفاص واللغة المشتركة، قصص 1974. ملف الحادثة 67، رواية 1975.
الشياح، رواية 1975. القصة العربية في الكويت، دراسة 1977. الفعل الدرامي ونقيضه، دراسة 1978. الطيور والأصدقاء، رواية 1979. خطوة في الحلم، رواية 1980. الكلمة - الفعل في مسرح سعدالله ونوس، دراسة 1981. النص، مسرحية 1982. النيل يجري شمالا - البدايات، رواية 1983. النيل يجري شمالا - النواطير، رواية 1984. النيل الطعم والرائحة، رواية 1989. إحداثيات زمن العزلة - رواية سباعية. الشمس في برج الحوت، رواية 1996. الحياة وجه آخر، رواية. قيد الأشياء، رواية 1996. دوائر الاستحالة، رواية 1996. ذاكرة الحضور، رواية 1996. الأبابيليون، رواية 1996. العصف، رواية 1996. يحدث أمس، رواية 1997. بعيدا.. إلى هنا، رواية 1997. الكائن الظل، رواية 1999. سماء نائية، رواية 2000. علي السبتي - شاعر في الهواء الطلق، دراسة 2002. ما تعلمته الشجرة ليلى العثمان كاتبة، دراسة 2005. مبدعون مغايرون 2006. للحدث بقية ابن زيدون، مسرحية 2008، طيور التاجي، رواية 2014. في حضرة العنقاء والخل الوفي، رواية 2014. الظهور الثاني لابن لعبون، رواية 2015. السبيليات، رواية 2015. على عهدة حنظلة، رواية 2017.

بطاقة

ـ إسماعيل فهد إسماعيل كاتب وروائي كويتي ولد في عام 1940 وتفرغ للإبداع منذ عام 1985.
ـ حصل على بكالوريوس أدب ونقد من المعهد العالي للفنون المسرحية.
ـ عمل في مجال التدريس وإدارة الوسائل التعليمية.
ـ نشرت روايته الأولى «كانت السماء زرقاء» عام 1970.
ـ نشر له 37 عملاً ما بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحية ودراسة نقدية.
ـ حصل على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية عام 1989.
ـ حصل جائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات النقدية عام 2002.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©