الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجزرة إسرائيلية في غزة قبل ساعات من «التهدئة»

مجزرة إسرائيلية في غزة قبل ساعات من «التهدئة»
15 نوفمبر 2019 00:02

علاء مشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله)

ارتكبت إسرائيل مجزرة بشعة في دير البلح بقطاع غزة راح ضحيتها 8 أشخاص من عائلة واحدة، بينهم خمسة أطفال وسيدتان، بينما أصيب 12 آخرون وذلك قبل ساعات من إعلان التهدئة بين قوات الاحتلال وحركة الجهاد، وبعد يومين من المواجهات، أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيا وجرح أكثر من مئة آخرين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس اغتيال القيادي في الجهاد رسمي أبو ملحوس خلال غارة نفذت قبل بدء وقف إطلاق النار، فيما نفت حركة الجهاد أن يكون أبو ملحوس قياديا فيها.
وذكر مصدر مصري رسمي ومسؤول كبير في الجهاد أن وقفا لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة أمس عند الساعة 05:30 بالتوقيت المحلي. وقال المصدر المصري «تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بعدما وافقت الحركة على مقترح مصري بهذا الشأن وبعدما أُبلغنا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي على التهدئة». وكان مبعوث الأمم المتحدة المكلف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني نيكولاي ملادينوف وصل الأربعاء إلى القاهرة في محاولة للقيام بوساطة من أجل خفض التصعيد.
وكتب ملادينوف عبر حسابه على موقع «تويتر» أمس «بذلت مصر والأمم المتحدة قصارى جهدهم لمنع تصعيد أخطر في غزة ومحيطها قد يؤدي إلى اندلاع حرب». وأضاف «ستكون الساعات والأيام القادمة حرجة ويجب على الجميع إظهار أقصى درجات ضبط النفس والقيام بدورهم لمنع إراقة الدماء». وبعد نحو نصف الساعة من بدء التهدئة، أطلق صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل. لكن مصدرا في حركة الجهاد قال «أحيانا يحتاج ضبط الميدان إلى بعض الوقت»، مؤكدا أن «الجميع ملتزمون بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال». وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن خمسة صواريخ أطلقت على إسرائيل من غزة بعد سريان مفعول وقف إطلاق النار، وأن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض اثنين منها.
وأكد الناطق باسم حركة الجهاد داوود شهاب أن لا علاقة لحركته بهذه الصواريخ.
وقال شهاب «جاري التحقق من هذه الصواريخ، مبدئيا لا علاقة للجهاد بها». وقال المسؤول المصري إن الاتفاق ينص أيضا على «الحفاظ على سلمية مسيرات العودة» التي ينظمها الفلسطينيون كل يوم جمعة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة منذ مارس 2018 للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها منذ العام 1948.
وتابع أن الاتفاق يتضمن أيضا «موافقة إسرائيل على وقف الاغتيالات».
وصرح مسؤول في الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل ستوقف عمليتها في غزة إذا توقف الجهاد عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وزعم الجيش الإسرائيلي أمس اغتيال القيادي في الجهاد رسمي أبو ملحوس خلال غارة الليلة قبل الماضية على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه على «تويتر»، إن الغارة نفذت على دير البلح قبل سريان وقف إطلاق النار.
وزعم متحدث آخر جوناثان كونريكوس أن أبو ملحوس «كان أحد قادة حركة الجهاد وإنه مثل آخرين كثر لديهم تكتيك إخفاء الذخيرة والبنية التحتية العسكرية في منازلهم». وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة عن استشهاد ثمانية أفراد من عائلة واحدة (أبو ملحوس) بعد استهداف منزلهم في غارة ليلا.
وأكد مصدر أمني فلسطيني أن «صاروخا واحدا على الأقل أصاب المنزل ما أدى إلى تدميره واستشهاد كل من فيه من أفراد العائلة»، واصفا ذلك بأنه «مجزرة إسرائيلية جديدة». وذكر جيران وأقارب لعائلة أبو ملحوس أن رسمي أبو ملحوس كان ضابط شرطة عسكرية في السلطة الفلسطينية.
وذكر القدرة أن عدد القتلى في التصعيد الأخير ارتفع إلى 34 قتيلا و111 مصابا. وأعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية أن ثلث إجمالي عدد الشهداء وغالبية المصابين في جولة التوتر الأخيرة مع إسرائيل هم من الأطفال والنساء.
وذكرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أن إجمالي حصيلة الشهداء في جولة التوتر التي بدأت الثلاثاء حتى صباح اليوم بلغت 34 قتيلا بينهم ثمانية أطفال وثلاث سيدات، فيما بلغت حصيلة المصابين 111 جريحاً بينهم 46 طفلاً و20 سيدة.
وأوضحت الكيلة أن نسبة الأطفال والسيدات الشهداء بلغت 35ر32 بالمئة من مجموع الشهداء، فيما بلغت نسبة الأطفال والسيدات المصابين 4ر59 بالمئة من مجمل عدد الإصابات.
واعتبرت أن «هذه الحصيلة المُفزعة تشير إلى أن ارتقاء هؤلاء الشهداء لم يكن خطأ وإنما هو بفعل إصرار وتعمد مسبقين لدى جيش الاحتلال». وأشارت الكيلة إلى أن «عوائل عديدة تشتت وفُجعت في العدوان الأخير، فيما أبيدت عائلات كاملة، كما حدث مع عائلة أبو ملحوس التي قضى ثمانية من أفرادها في قصف إسرائيلي على منزلهم».
من جهتها، قدرت وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة، خسائر المنشآت السكنية جراء غارات إسرائيل بنحو نصف مليون دولار، موضحة أن 48 وحدة سكنية متضررة بشكل كلي وجزئي.
بدورها، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، عن تضرر 15 مدرسة بفعل الغارات الإسرائيلية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي العودة إلى الحياة الروتينية في بلدات ومدن غلاف غزة «بعد تقييم الوضع بين السلطات المحلية والمكاتب الحكومية» بما يتضمن إزالة جميع القيود في باقي مناطق البلاد.
وأعادت الأسواق فتح أبوابها في غزة مع عودة الحياة لطبيعتها رغم أن الناس أبدوا مشاعر متباينة فيما يتعلق بالتهدئة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©