16 أكتوبر 2010 20:30
تسكنها الشخصية ولا تفارقها إلا بعد حين، تعلمت كيف تسيطر على المشهد وتطوعه، بمرونة تمر أمام المتلقي لتجعله يسرح في زوايا شخصيتها في المسلسل ويسافر معها مسافات بعيدا عن الواقع، فنجحت في خطواتها الأولى في التعاطي مع تركيبة بعض الأدوار المعقدة، مثل دور «مشاعل» في المسلسل الخليجي «أيام الفرج» الذي أذيع في رمضان الفائت، وحققت من خلاله محبة وإعجاب عند متتبعيه.
هي الممثلة الواعدة مريم حسين التي دخلت مجال التمثيل بعد حصولها على الثانوية العامة، وكان عهدها مع التمثيل مستمر على صعيد المدارس التي تدرجت فيها. عن التمثيل وعن دراستها وعن حياتها الشخصية تقول مريم حسين: التمثيل هو عشقي، عرفني على الحياة، بدأت هاوية حيث ساعدتني موهبتي في اقتحام هذه الأدوار، إذ أشعر أن لي طاقة كبيرة في العطاء في هذا الميدان، ولكن عرفت أن الدراسة الأكاديمية تعطي للممثل وزنه في المجتمع، كما تزوده بالقدرة على حل شفرات هذا العالم الجميل الذي وإن بدا سهلا، فهو ليس كذلك، ولكن بالدراسة والتعمق في المجال فأكيد أن الصعوبات ستنجلي.
موهبة صغيرة
وتتحدث مريم حسين عن بداياتها قبل «أيام الفرج» وتقول: أتابع دراستي بعد ما حصلت على الثانوية العامة بمعهد «نيويورك فيلم أكاديمي» بأبوظبي بعد حصولي على الثانوية العامة، ثم درست المسرح الصامت «الميم» والمسرح الغنائي كما كنت أشارك في مسرح المدارس التي تدرجت فيها، إذ كانت دراستي الأولى في فرنسا، حيث مكثت هناك 6 سنوات، ثم المغرب وبعد ذلك أكملت دراستي في الإمارات، هكذا تشكلت معرفتي بالحياة من خلال هذه البلدان، وتضيف مريم عن شغفها بالتمثيل منذ صغرها وتقول: منذ أن كان عمري 8 سنوات قمت بتأليف وإخراج قصة أطفال، وكانت عن القمر والشمس والأرض، وأقنعت المعلمة بأن هذه القصة يمكن تشخيصها، وغادرت إلى البيت ورسمت وجوها، وفي اليوم التالي قدمت للمعلمة وجها للقمر وآخر للشمس وآخر للأرض، وقام كل تلميذ بتشخيص دور، ولاقت الفكرة نجاحا وتقبلا من طرف الجميع، ومن هنا بدأت تنمو موهبتي التي كنت أكتشفها وأعمل على إبرازها كلما سنحت لي الفرصة.
ثقة بالنفس
وتضيف مريم: أحاول التوفيق بين الدراسة وممارسة أعمالي الفنية، حيث تقدمت لي الكثير من العروض بعد مسلسل «أيام الفرج»، وأنا حاليا بالسعودية لتصوير أحد الأعمال التي أعتبرها كبرى، وهو مسلسل تحت عنوان «ظل البحر» وهو عمل إماراتي من إنتاج تلفزيون أبوظبي، يبدأ تصويره الأسبوع القادم في السعودية، وسأشارك في دور «عويش» وهو من إخراج نواف الجناحي.
وتتحدث مريم عن موهبتها وتقول: خوض التمثيل علمني التحدي والثقة بالنفس ومواجهة كل العراقيل الحياتية، وأظن أن موهبتي وعشقي لهذا الميدان هما ما يحركاني، لكن أدرك جيدا أن الدراسة الأكاديمية تساعد في الإمساك بناصية هذه الأعمال، وذلك بملامستها من العمق، هكذا أنوي إكمال دراستي في معهد نيويورك فيلم أكاديمي بأبوظبي، وأنوي إكمال دراستي في مجال الإخراج وبشكل أكثر عمق في أمريكا.
فتاة متمردة
وقالت عن تعاملها مع شخصية «مشاعل» في مسلسل «أيام الفرج»: دور مشاعل دور مركب جدا، وكان «الجيران» و»أوراق الحب» هما أولى أعمالي وهذا الأخير هو عمل من إنتاج تلفزيون أبوظبي، وتم تصويره في إمارة أبوظبي ولندن، و«أوراق الحب» اعتبره بطاقة التعارف بيني وبين الجمهور لأنني جسدت فيه دورا مهما ومؤثرا، وقدمت شخصية فتاة عاشت في أوروبا سنوات وعادت إلى موطنها متمردة على الحياة الجديدة كتمردها على ارتداء العباءة والشيلة الخليجية. أما مشاعل في «أيام الفرج» فهي الفتاة المراهقة التي لا تكف عن الحديث في الهاتف، ثم العاقلة والمطيعة بعد الزواج، لتصبح امرأة متدينة بعدما تعود من أداء مناسك العمرة.
و»أيام الفرج» شكل نقلة في حياتي، حيث علمني كيف أسيطر على الدور من خلال شخصية «مشاعل» وهو دور مركب، ولكنه أصبح العمل الأقرب إلى قلبي، فهي شخصية واحدة في أربع شخصيات، شخصية الفتاة المستهترة المقبلة على الحياة، ولا يهمها إلا الهواتف والثرثرة، ثم تتعرض لحالة هستيرية، ثم جاءت المرحلة الثالثة أو الشخصية الثالثة كربة بيت تزوجت وأصبحت تشعر بالأمان والإستقرار، أما الشخصية الرابعة فتلك التي توجهت لله بعد أن قامت بعمرة، وأصبحت متزنة متدينة تدعو للاستقامة والتدين، وشكلت كل مرحلة من مراحل هذه الشخصية منعطفا في حياتي، حيث كانت الشخصية تلبسني وألبسها، إذ كنت أنزوي في مكان معين ولا أقابل أي أحد قبل التصوير لتكون معي هذه الشخصية وقت تصوير المشهد.
امتحان عبر الإنترنت
عن دراستها تقول مريم حسين: واجهت مشكلة في الدراسة مع الأكاديمية، خاصة أن تنقلاتي كثيرة لتصوير الأفلام والمسلسلات، فاتفقت معهم على الامتحان عن طريق الإنترنت، هكذا أستطيع التوفيق بين التمثيل وحياتي والدراسة، ولي عزم على إكمال دراستي في نيويورك في مجال الإخراج.
المصدر: أبوظبي