19 يوليو 2011 20:51
تخطت فنزويلا السعودية كصاحبة أكبر احتياطيات نفط في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” للمرة الأولى، فيما أكدت وكالة الطاقة الدولية أمس أنها لم تقرر بعد بشأن سحب ثان من المخزونات.
وعلى صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار النفط للعقود الآجلة في التعاملات الأوروبية أمس بفضل توقعات بانخفاض المخزونات في الولايات المتحدة أكبر دولة مستهلكة في العالم للأسبوع السابع على التوالي كما وجدت دعماً من تراجع الدولار. وبحلول (الساعة 08,56 بتوقيت جرينتش)، صعد سعر مزيج برنت للعقود تسليم سبتمبر 65 سنتاً إلى 116,70 دولار للبرميل بعد أن سجل مستوى مرتفعاً عند 117,16 دولار. وارتفع الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم أغسطس 75 سنتاً إلى 96,98 دولار للبرميل بعدما سجل في وقت سابق 96,93 دولار.
ويعتقد أن التراجع المتوقع في المخزونات الأميركية يبقي الضغط على أسعار الخام نحو اتجاه صعودي. وأظهر استطلاع أجرته “رويترز” قبل بيانات أسبوعية أن من المرجح أن المخزونات انخفضت بواقع 1,3 مليون برميل الأسبوع الماضي نتيجة زيادة استهلاك المصافي وتراجع الواردات. وقال توني ماتشاسيك السمسار في “جيفريز باخ”: “التقديرات بأن ثمة سحباً من البنزين تدعم الأسعار بعض الشيء، ولكننا في واقع الأمر نتحرك داخل نطاق محدد عقب ما رأيناه من ضعف في الجلسة السابقة”. وفي الصين ثاني أكبر دولة مستهلكة في العالم، زادت مخزونات منتجات النفط المكررة في نهاية يونيو نحو مليون طن مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وذكرت منظمة “أوبك” في نشرتها الإحصائية السنوية إن احتياطيات النفط المؤكدة للمنظمة زادت 12,1 بالمئة في 2010 إلى 1,19 تريليون برميل، في حين تخطت فنزويلا السعودية كصاحبة أكبر احتياطيات داخل المنظمة. وأظهر التقرير أيضاً نمواً في احتياطيات إيران والعراق اللتين رفعتا تقديرات احتياطياتهما العام الماضي.
وقال التقرير إن النمو جاء في الأساس بفضل رفع احتياطيات فنزويلا إلى 296,5 مليار برميل من 211,2 مليار في 2009. واستقرت احتياطيات السعودية أكبر مصدر للخام في المنظمة دون تغير عند 264,5 مليار برميل. ويشكك المحللون منذ فترة طويلة في حجم احتياطيات الدول الأعضاء في “أوبك”. وفي أكتوبر الماضي، رفعت إيران تقديرها لاحتياطياتها النفطية بعد خطوة مماثلة من العراق. وتنشر بعض الدول مثل الكويت نفس الأرقام للاحتياطي منذ سنوات. وتضخ “أوبك”، التي تضم 12 بلداً، أكثر من ثلث النفط العالمي. وبناء على أحدث أرقام تملك “أوبك” 81,3% من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم ارتفاعاً من 79,6% خلال 2009، حسبما ذكر التقرير.
إلي ذلك، قال نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، خلال ندوة في طوكيو، إن الوكالة لم تقرر بعد بشأن جولة ثانية من السحب من مخزونات الطوارئ النفطية لدى أعضائها. كانت الوكالة أعلنت في يونيو عن سحب 60 مليون برميل على مدى شهر واحد من مخزونات الطوارئ في إجراء مؤقت لسد فجوة في الإمدادات ناجمة عن توقف الإنتاج في ليبيا وذلك قبل وصول الإنتاج الإضافي السعودي إلى السوق.
وهذه ثالث مرة تتخذ فيها الوكالة مثل هذه الخطوة في تاريخها. وجاءت هذه الخطوة بعد أن فشلت السعودية، أكبر منتج داخل “أوبك “في إقناع أعضاء المنظمة بزيادة الإمدادات. وقال تاناكا “إنها خطوة استباقية لتفادي تطور محتمل خطير. سحبنا من احتياطياتنا ونرى أن السحب كان ناجحا حتى الآن”. ومن المتوقع أن تتشاور الوكالة مع الدول الأعضاء بحلول 23 يوليو لتحديد إن كانت ستسحب المزيد من المخزونات. وقال تاناكا أيضاً إن الوكالة تتحقق حالياً من السعودية بشأن المدة التي يمكنها خلالها الاستمرار في رفع إنتاجها النفطي وكمية النفط التي تصل إلى الأسواق.
وأشار تجار ومحللون إلى أنه لا يوجد مؤشر بعد على نقص يستوجب سحب آخر من الاحتياطيات النفطية الغربية حين تنتهي مهلة الثلاثين يوماً المحددة لتقييم عملية السحب الأولى في نهاية الأسبوع الجاري. وقالت مصادر إن من المتوقع أن تعارض ألمانيا وإيطاليا سحبا ثانياً من احتياطيات الوكالة لأنهما لم تكونا راضيتين عن قرار السحب الذي اتخذ في يونيو إلى حد كبير.
وتحدياً لرفض “أوبك “الموافقة على زيادة الإنتاج رفعت السعودية إنتاجها منفردة. وقال مندوب خليجي في “أوبك” إن إنتاج المملكة بلغ 9,8 مليون برميل يومياً خلال يونيو. وكان السحب السابق من احتياطيات الوكالة في عام 2005 حين دمر الاعصار كاترينا البنية التحتية لصناعة النفط على الساحل الأميركي لخليج المكسيك بينما كان السحب الأول في تاريخ الوكالة، الذي يمتد إلى 37 عاماً، إبان حرب الخليج الأولى.
المصدر: لندن