أبوظبي (الاتحاد)
استولى موظف حكومي «خليجي» على «إعانة مالية» باسم شخص متوفى طيلة 7 سنوات، في قضية فساد كشفتها شرطة أبوظبي، وتضمنّت محرزاتها أدوات سحر، وطلاسم شعوذة، وطيور هدهد نافقة.
وكشف العقيد مطر معضد المهيري، مدير إدارة مكافحة الفساد في قطاع شؤون القيادة، عن تورّط آخرين في القضية، تم ضبطهم جميعاً، من بينهم موظف حكومي«خليجي» والبقية من الجنسية الآسيوية. وأرجع تفاصيل الواقعة إلى خيوط أولى تشكّلت بعد البحث والتحرّي والتأكّد من ملابساتها وحيثياتها، إثر ورود معلومات من جهة اتحادية عن وجود شبهة فساد مالي وإداري، بصرف رواتب شهرية كإعانة مالية، بفرعها في منطقة العين، باسم شخص تبيّن أنه متوفى منذ عام 2011.
وأفاد بأن التحقيقات أظهرت أن الموظف لم يقم بإغلاق ملف المستفيد، مع علمه بوفاته ووجوب إيقاف استحقاق هذه الإعانة الشهرية، بل عمد إلى كتمان الأمر، واستبدل صورة جواز سفره، بصورة جواز سفر شخص آخر يشابهه بمقاطع من اسمه؛ كي يتمكن من الاستحواذ والانتفاع من المال العام بالغش والتدليس.
وأضاف: إنه أثناء استجوابه، أظهرت محتويات الحقيبة التي كانت بحوزته، وجود 3 طيور نافقة من فصيلة الهدهد، وطلاسم وأحراز تستخدم عادةً في أعمال السحر والشعوذة، وبطاقات بنكية تعود لمستفيدين آخرين من الجهة الحكومية ذاتها، وعند الانتقال إلى منزله استكمالاً للتفتيش تم العثور على بطاقات مصرفية مماثلة، وطلاسم وحروز وصدف وخُصلات شعر، وكُتب تستخدم في عمليات السحر والشعوذة، وغيرها من الوثائق الرسمية التي جرى تحريزها.
وذكر أن مشتبه بها ثانية في القضية، كانت متواطئة مع الموظف الحكومي في جريمته، حيث أُسندت إليها أمور قانونية مخالفة، مع درايتها بأنها شريك ومساند في ارتكاب الجريمة، فيما انحصر الاشتباه بعاملتين منزليتين، قامتا مراراً وتكراراً بسحب رواتب الإعانة الشهرية للمتوفى من أجهزة الصراف البنكي، وذلك بإيعاز من كفيلهما، موضحاً أنه تم إحالتهما وملف واقعة الفساد، ومحرّزات الجريمة إلى النيابة العامة في منطقة العين، استكمالاً لبقية التحقيقات بملابساتها.
وقال العقيد المهيري، إنه تم الكشف عن بعض جوانب هذه القضية، بما لا يتعارض مع سرية التحقيقات التي تمّ اتخاذها لتكون عبرة بأن لا حصانة لفاسد أو فاسدة، لافتاً إلى أن شرطة أبوظبي ستواصل دورها، في محاربة أشكال الفساد كافة دون هوادة.