19 يوليو 2011 00:00
جهاد هديب (دبي) - افتتحت في ندوة الثقافة والعلوم بدبي مساء أمس الأول الدورة الاحترافية في “التصوير السينمائي” التي تقيمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع “ندوة الثقافة” ويشرف عليها المخرج المصري هشام جمال أستاذ الإعلام المرئي في المعهد العالي للسينما بالقاهرة وتستمر لمدة عشرة أيام بحضور الدكتور حبيب غلوم مندوب الوزارة وعلي عبيد عضو مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم وثلاثين مخرجا ومصورا سينمائيا إماراتيا.
وفي كلمة افتتاحية أشار الدكتور حبيب غلوم إلى أنه قد سبق للوزارة أن استضافت المخرج هشام جمال العام 2007 في دورة شبيهة آملا “أن يستفيد من خبراته في التصوير السينمائي والإخراج، المخرجون الإماراتيون الشبان بحيث تتطور أدواتهم الإبداعية والفنية أكثر فأكثر”. كما أشار إلى أن وزارة الثقافة والشباب والتنمية الاجتماعية على استعداد لاستقبال أية مقترحات يتقدم بها المبدعون الشبان الإماراتيون وتنفيذها ما دامت تصبّ في خدمة تطوير مواهبهم وتعزز من قدراتهم وطاقاتهم الابداعية” مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد إقامة ورشة في كتابة السيناريو السينمائي.
من جهته أعرب علي عبيد عن سعادة دار الندوة للثقافة والعلوم بهذه الشراكة مع الوزارة مشيرا إلى أنها تعبر عن تواصل الدار بوصفها مؤسسة ذات نفع عام مع المؤسسات الأهلية والحكومية المعنية بالعمل الثقافي والفني كما أكد على أن التدريب والاطلاع المعرفي على كل ما هو جديد في أي حقل فني إبداعي من أهم وسائل الارتقاء بالأدوات الفنية والتعبيرية لدى الشباب الإماراتي الذين تمنى لهم أن يتمكنوا من الاستفادة من المحتوى العلمي للدورة.
أما المخرج هشام جمال فاعتبر ـ موجها كلامه للمشاركين ـ أن التصوير من الممكن تحققه “عبر أكثر من وسيط وليس عبر السينما وحدها، لكنه في السينما يتضمن قواعد وأصولا أتمنى أن أتمكن من نقلها إليكم حيث تقع علينا جميعا مسؤولية الأخذ والعطاء” داعيا المخرجين المشاركين إلى الاستفادة ما أمكنهم من الدورة ومن النقاشات التي تجري حول مضامينها خاصة وأن المشاركين من المخرجين المحترفين”.
من جهته ثمّن المخرج صابر الذبحاني منسق الدورة جهود الوزارة عبر دعمها لمقترحات المخرجين السينمائيين الإماراتيين ورغبتهم المتواصلة في تطوير أدواتهم، فأشار إلى أنه قد اشترك في هذه الدورة مؤخرا في المعهد العالي للسينما في القاهرة، إنما نظرا لارتفاع التكاليف واختصارا للجهد والوقت فقد تقدم للوزارة بمقترح إقامة الندوة في الإمارات فلمس استجابة منها بتحقق إقامتها.
وقال “تجيء هذه الدورة في التصوير السينمائي تلبية لحاجة المخرجين الإماراتيين الشبان في توسيع معارفهم وخبراتهم بالتصوير السينمائي الذي يتصل جوهريا بعملهم كمخرجين وذلك فضلا عن أن المادة العلمية ذاتها التي يتم تقديمها في المعهد العالي للسينما بالقاهرة هي ذاتها التي سوف يتم تقديمها هنا في دارة الندوة للثقافة والعلوم”، مؤكدا أن الدورة منذ الإعلان عن إقامتها شهدت إقبالا واسعا من قبل المخرجين الإماراتيين لإيمانهم بأن المرء يبقى يتعلم مهما ارتقى في سلّم المعرفة.
ثم بدأت أولى محاضرات الندوة، فأشار المخرج هشام جمال إلى أن التصوير الرقمي هو مستقبل التصوير السينمائي التقليدي، ورغم أن الصورة هي ذاتها في آخر الأمر إلا أن هناك فوارق لجهة الكلفة المادية والطبع فضلا عن تأثر الفيلم السينمائي بالمرونة التي تتيحها الكاميرا الرقمية، معتبرا أن الوسيط السينمائي قد بدأ دوره بالتقلص لصالح الصورة الرقمية وربما ينتهي تماما إذا أمكن إنتاج صورة رقمية بحجم شاشة العرض كما نعهدها في دور السينما. أيضا تطرق المخرج هشام جمال إلى محاور المحتوى العلمي للدورة بدءا من التعرف على الوسيط السينمائي (الكاميرا) لجهة تركيب آلة التصوير السينمائي ونظرية عمل الصورة السينمائية بما تتضمنه من وسائط وأفلام حساسة والإضاءة الخاصة بالفيلم السينمائي بوصفها فن القيمة التعبيرية للصورة إذ أنها تمثل مصنعا للجمل البصرية. ليُصار بعد ذلك الانتقال إلى أنواع كاميرا التصوير السينمائي وحاجة المخرج لكل منها ثم نظرية عمل التصوير السينمائي بما تتضمنه من مرحلتي التصوير والتظهير، وذلك في إطار المحور الثاني للدورة.
أما المحور الثالث فيتصل بأشكال الفيلم السينمائي ونِسَب ارتفاع الصورة بالقياس إلى عرضها، واخيرا الإضاءة في الفيلم السينمائي ثانية بدءا من الاطلاع على الأهداف التقنية والفنية للإضاءة وانتهاء بالمصادر الطبيعية والصناعية أثناء التصوير والحاجة الدرامية لكل منهما.