نوف الموسى (دبي)
نقطة التحول المفصلية، في حوار الكاتب محمد المرزوقي، مساء أول من أمس، في جلسة «الاتجاهات الفكرية في مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات»، هي التجسيد العلمي المنظم، لاستقراء مشهد مواقع التواصل الاجتماعي. الانتقال من عشوائية الطرح، «الصحف» نموذجاً، إلى تمركز الرؤية في المشروع النقدي، ومنها جاءت المطالبات بتأسيس مراكز بحوث علمية تدرس المشهدية الفكرية في «المنصات الافتراضية». وهو الدافع الأسمى لإنشاء نادي «فكر» في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي انطلق بسؤال جوهري، حول المنظومة الفكرية، بعد رؤية تحليلية، أشار إليها الكاتب عبد الخالق عبدالله، بأن المشهد الثقافي الآني ينشط في بعدين، وهما الأدب بأفرعه في الرواية والشعر والقصة، والفنون التشكيلية بمساراتها التصويرية. الإدراك الواعي من الكاتب محمد المرزوقي، لافت، خاصة أن قراءته لمشهدية «توتير»، ارتكزت على آلية تكوين البنى الفكرية، لا على ردة فعل لحظية، نتاج حذف مقالة له، تطرق فيها عن النص والجسد، تطرح (الجنس) موضوعاً، أغضبت أحد المستخدمين «الوهميين»، بعد ساعات من نشرها في صحيفة محلية، مؤكداً أن استجابة الصحيفة وقتها لتلك المطالبات بإزالة المقالة، إنما هو تكريس للفهم الخاطئ لما يسمى بـ «كاتب الرأي»، المفقود بشكل فعلي في الصحف، لكونه عملاً مملوءاً بالألغام، ويتطلب جلادة وشجاعة تقبل آراء الجمهور. أطلق الكاتب محمد المرزوقي على الملمح الرابع بـ: «معضلة الرجل الذي هتف تيريزا»، مشكلاً فيها «الشخصية الوهمية» رمزاً للاتجاهات الفكرية، وأخيراً، يذكر المرزوقي الملمح الخامس، وهو: «التصنيف»، وصفه المرزوقي، بأن الخطورة فيه تكمن بأنه يسبب فوضى كبيرة، حيث يضع الشخص في تصنيف معين، ويحشرونه في زاوية، لتلاشي تأثيره، مؤكداً المرزوقي، ملاحظته بأن هناك الكثير من الناس في العالم المعاش، لا يعرفون أساساً هذه التصنيفات.