أشرف جمعة (أبوظبي)
يواصل مهرجان سلطان بن زايد التراثي استقطاب العديد من الزوار، نتيجة لما يحمله من رسائل تراثية للأجيال، وقد تنوعت الأنشطة خلال الفترة الماضية في سويحان التي تحتضن هذا العرس التراثي، ما بين الورش التي يتفاعل معها الكبار والصغار والمسابقات والبرامج التي تجذب السائحين والطلاب وكل فئات المجتمع، وقد حقق المهرجان في نسخته الحالية نجاحا نوعيا على مستوى الإقبال الجماهيري، ويحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.
قهوة عربية
شهد المهرجان انطلاق ورشة إعداد القهوة، بإشراف نعيمة العامري من مركز العين النسائي التابع لنادي تراث الإمارات، والتي أشارت إلى أن برنامج الورشة يتضمن تعريف المشاركات بطريقة إعداد القهوة العربية، وأدواتها، وطريقة تقديمها، ومسميات القهوة، وأهميتها في المجالس التراثية وكرم الضيافة الإماراتي، كما نفذت يمنى العامري، من مركز العين أيضا ورشة تدريبية في الحناء الورقية، وكيفية تجهيزها، وأنواع وأسماء الرسومات التي توضع على اليدين بالحناء، فيما انطلقت على المسرح المفتوح بالسوق الشعبي مسابقات تراثية أدارتها ظبية الكندي، واشتملت على أسئلة ثقافية وتراثية من وحي ورش القهوة والحناء واللؤلؤ والسدو، التي شارك بها عدد كبير من طلاب وطالبات المدارس، والذين تم تكريمهم بعد ذلك، تقديرا لحضورهم ومشاركتهم في برنامج المسابقات الذي تشرف عليه لجنة التواصل مع المدارس في المهرجان.
رقابة غذائية
من ناحية ثانية، استقبل ركن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في السوق الشعبي، عددا كبيرا من الجمهور والأسر، من جنسيات مختلفة، حيث أكد عبد الله خلفان مساعد إداري في الجهاز، والمشرف على الركن، أن مهمتنا تتمثل في تعريف الجمهور بأهمية الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، وقال: نقدم للزوار كتيبات ونشرات ومعلومات وملصقات ونصائح حول الطرق المثالية لحفظ وتخزين الطعام، وطرق الحماية من التسمم الغذائي، ونصائح لرحلات البر، والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والكثير من المعلومات المخصصة لربات المنازل، في إطار رسالته الرائدة في مجال الرقابة الغذائية، موضحا أن الإقبال الكبير على هذا الركن يأتي لأهمية الصحة بالنسبة للناس، وتكريس الثقافات التي تتعلق بالنمط الصحي السليم.
«استديو عكس»
واستقطب ركن «استديو عكس» وهو واحد من الأفكار المبدعة في المهرجان بإشراف منى جاسم الملا، من مركز السمحة للشباب، عددا كبيرا من الزوار والسياح الذين توافدوا على الركن، وأوضحت الملا أن فكرة هذا الركن تقوم على استقبال الزوار وبخاصة السائحات لتعليمهن كيفية ارتداء الزي التقليدي النسائي وهو عبارة عن الكندورة النسائية، والبرقع والحلي والمجوهرات والشيلة والعباءة، وللرجال الكندورة والغطرة والعقال، مع التقاط الصور التذكارية للمشاركين، في لفتة تهدف إلى نشر جماليات الزي التقليدي الإماراتي، والتعريف به من خلال المهرجان، مؤكدة أن عددا كبيرا من الزوار يحرصون على دخول ركن «استديو عكس» والتعرف إلى محتوياته، والشغف بارتداء الملابس التقليدية الإماراتية والتعبير عن مدى إعجابهم بها.
هوية وطنية
وحظي معرض الكتاب التراثي لمركز زايد للدراسات والبحوث، بزيارة عدد من الوفود المدرسية، من بينهم وفد مكون من 60 طالبا وطالبة من المنتسبين لمدرسة الرواد الإعدادية الخاصة، حيث استمعوا إلى شرح واف عن محتويات المعرض وأهداف ورسالة المركز، والكتب والمقتنيات والصور التي تعكس سيرة ومسيرة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأوضحت مدرسة اللغة العربية بالمدرسة وفاء دقناش، أن الهدف من زيارة الطلبة للمهرجان يتمثل في التعرف على نشاطاته وفعالياته وتنمية وتعزيز الهوية الوطنية لديهم، ومن ثم الاطلاع على إنجازات الشيخ زايد «رحمه الله»، وتعريف الجيل الجديد بهذه الإنجازات التي حققت للإمارات السبق والريادة في المجالات كافة.
إشادة بالمهرجان
وقد أشاد عدد كبير من المشاركين والعارضين والزوار والسياح بجهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، راعي المهرجان، في تنظيم الحدث على أعلى مستوى من المعايير والمواصفات، سواء من حيث تنوع البرامج والفعاليات والأنشطة التي تتناسب وجميع الفئات العمرية، أو على مستوى حسن الإعداد والتنظيم وكرم الضيافة الإماراتي المعهود، وتعزيز جانب البعد الثقافي في البرنامج العام، وتنظيم جملة من المسابقات التراثية والثقافية التي سمحت للزوار باكتساب معارف جديدة، إلى جانب الحصول على الجوائز في أجواء صافية مريحة تجمع ما بين التراث والثقافة والمعرفة والترفية، مؤكدين أن ما شاهدوه من فعاليات ومعروضات ونشاطات ثقافية وتراثية في السوق الشعبي على وجه الخصوص يفوق كل توقع، وأن منظمي المهرجان وبهذا التنوع الفريد في فعالياته يسيرون على خطى ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما أنهم يستلهمون من فكره المستنير وقيمه المحمودة التي غرسها في قلوب وعقول أبنائه، ما يحقق ويكرس ثوابت الهوية الوطنية، حيث أكد أبناء الإمارات من خلال مشاركتهم في تنظيم المهرجان على ترسيخ معاني الولاء والانتماء للقيادة والوطن، والاعتزاز بتاريخ الإمارات وقيم شعبه وهويته التراثية.