18 يوليو 2011 21:51
محمد حامد (دبي) - لم تكن حادثة إهدار جميع ركلات الترجيح من جانب المنتخب البرازيلي خلال مواجهته مع نظيره الباراجوياني في ربع نهائي كوبا أميركا هي الحادثة التاريخية الأولى، فاللائحة السوداء للمنتخبات والأندية التي أهدرت جميع ركلات الترجيح التي يتم اللجوء إليها لحسم المواجهات المعلقة تحمل في طياتها عددا من الوقائع الطريفة والغريبة.
فقد وقع فريق البارسا بكل تاريخه وبما يضمه على مدار مسيرته من نجوم كبار في هذا الفخ من قبل، والمحزن في الأمر ان السيناريو المخجل حدث للفريق الكتالوني في نهائي بطولة أوروبا أمام ستيوا بوخارست الروماني عام 1986 لتضيع أهم بطولة قارية في العالم على مستوى الأندية من بين يدي البارسا بطريقة مخجلة.
وتكرر السيناريو برمته في مواجهة سويسرا مع أوكرانيا في نهائيات مونديال 2006، وجاء منتخب السامبا أمس الأول ليصبح الضحية الثالثة الأكثر شهرة على “لائحة الخجل”، الأمر الذي يعني إن إهدار جميع ركلات الترجيح حدث في أهم 3 بطولات كروية في العالم سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، والبطولات المقصودة هي دوري الأبطال الأوروبي على يد البارسا، وكأس العالم بالأقدام السويسرية، وبطولة كوبا أميركا بواسطة نجوم السامبا الذين بدوا جميعاً وكأنهم يفتقدون لبعض المهارات الأساسية على الرغم من شهرة الكرة البرازيلية بأنها مدرسة المهارات والقدرات الكروية الاستثنائية.
نفسية وليست مهارية
وثبت بالدليل القوي أن ركلات الترجيح قد لا تعترف في بعض الأحيان بمهارات فردية أو قدرات كروية، بل هي أسيرة للعوامل النفسية، وفي كثير من الأحيان تبتسم للكيان الكروي الأقل شهرة ومكانة، حيث يظهر الطرف الأضعف متحرراً من الضغوط، فيما ترتعش أقدام نجوم الأندية والمنتخبات الكبيرة خوفاً من إهدار الركلات ومن ثم الهزيمة، الأمر الذي يعطي الفريق المنافس أفضلية الحسم حتى لو كان هذا المنافس هو الطرف الأضعف.
وجاء التعثر البرازيلي أمام باراجواي، وإهدار نجوم منتخب الكناري 4 ركلات ترجيح “جميع الركلات”، ليؤكد صحة النظرية السابقة، فاللاعب البرازيلي لا يمكن التشكيك في قدراته أو مهاراته الكروية الأساسية، ولكن الضغوط النفسية التي تعرضوا لها، وخوفهم من تكرار شبح الخروج الأرجنتيني على يد أوروجواي بركلات الترجيح تسبب في انضمامهم للقائمة السوداء للمنتخبات والأندية التي أهدرت جميع ركلات الترجيح التي يتم الاحتكام إليها في الأدوار الإقصائية لحسم نتائج المباريات التي تنتهي بالتعادل.
البارسا الأشهر
في 7 مايو 1986 تأهب عشاق البارسا للاحتفال بلقب دوري الأبطال الذي طال انتظاره، وفي اليوم المذكور التقى برشلونة مع ستيوا بوخارست الروماني في النهائي المرتقب بملعب رامون سانشيز بإشبيلية بحضور 75 ألف متفرج غالبيتهم من أنصار الفريق الكتالوني، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي صفر - صفر، فلجأ حكم المباراة الفرنسي ميشيل فوترو لركلات الترجيح، وكانت المفاجأة في إهدار نجوم البارسا جميع الركلات، بدء من أليكسانكو، مروراً بكل من بيدرازا، وألونسو، وانتهاء بماركوس.
وفي المقابل نجح الفريق الروماني تسجيل ركلتين من أصل 4 ليفوز باللقب الأوروبي الكبير وسط دهشة وذهول الجميع من عجز نجوم برشلونة عن تسجيل أي ركلة ترجيح.
السويسريون في الفخ
تكرر مشهد السقوط في اختبار ركلات الترجيح في مونديال 2006، الأمر الذي أثار دهشة الملايين من عشاق الساحرة حول العالم، حيث لم يكن من المتوقع أن يهدر منتخب يشارك في أهم حدث كروي في العالم جميع الركلات، ولكن هذا ما حدث للمنتخب السويسري في مواجهته الشهيرة أمام أوكرانيا في دور الستة عشر لمونديال ألمانيا 2006، حيث انتهت المباراة بالتعادل دون أهداف، ليكون خيار اللجوء لركلات المعاناة الترجيحية أمراً لا مفر منه، والمدهش في الأمر أن نجوم سويسرا أهدروا 3 ركلات.
وفي المقابل أهدر منتخب أوكرانيا أولى ركلاته بواسطة أشهر نجومهم وهو شيفشينكو لتنتهي المباراة بفوز أوكرانيا 3 – صفر.