تمثل حرب أكتوبر 1973، واحدة من اللحظات المجيدة التي تجسدت خلالها قوة العرب وتماسكهم وقدرتهم على تحقيق الانتصار على مختلف الجبهات مهما كانت التحديات. وفيها أيضاً تجلى أحد المواقف العظيمة التي سجلها التاريخ بحروف من نور للأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ضرب أروع الأمثلة، في الأصالة والشهامة والجسارة، يوم بادر إلى تقديم أقوى مساندة لمصر وسوريا منذ اللحظات الأولى للمعركة، التي استعاد فيها العرب كرامتهم، وحققوا خلالها نصراً مذهلاً.
لقد غيرت الحرب، وموقف زايد خلالها تاريخ المنطقة على كل المستويات.. سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. فالدعم الكبير الذي قدمه، بالمال والعتاد، وحتى بسلاح النفط، لم يكن فقط أفضل سند للقوات العربية في مواجهة أعدائها، بل إنه قلب الموازين تماماً إقليمياً ودولياً.
ولن ينسى التاريخ مقولته الشهيرة «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي». كما أن مصر والعرب لن ينسوا أبدأ أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كان على خط الجبهة أثناء الحرب، يتفقد أوضاع وأحوال القوات، للتعرف إلى احتياجاتها لمواصلة المعركة الباسلة. ومنذ ذلك الحين، لم يعد العالم، كما كان من قبل. فقد بزغ واقع سياسي جديد، بفضل وحدة الموقف العربي الذي كان زايد، رحمه الله، أكبر داعم له.